الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كارثة زنا المحارم


زنا المحارم قضية مسكوت عنها في المجتمعات العربية والكارثة هي إقامة العلاقات الغرامية بين المحارم، وأحيانا تكون برضا الطرفين وفي كثير من الأحيان يكون الرجل هو المغتصب الذي يقهر الفريسة الرافضة لهذه العلاقة، وقد يبقى لفترة يخطط للإيقاع بها حتى تأتي اللحظة المناسبة لاقتناص فريسته.


ومؤخرا بدأنا نسمع عن قضايا كثيرة في مجتمعاتنا العربية عن حالات ترتعد لها الأبدان وتشمئز منها الأنفس وأحيانا في تلك المجتمعات التي يسمح بها بالتسويات العشائرية ينصح دائما المشتكي في زنا المحارم بالبعد عن القضاء واللجوء لتسويات بينهم.


ذكرتني قضية زنا المحارم الخاصة بالخالة التي تحدث ابنها، مؤكدا أن "ابن خالته رمي نفسه من البلكونة عندما شاهده مع أمه في وضع مخل"، بدراسة أجريتها منذ سنوات عن هذه القضية في بعض القري والنجوع وفوجئت أنها موجودة ومعروفة، وأنه في بعض الأحيان يتعدى الأب علي بناته جنسيا أو الأخ علي شقيقته أو حتي قد يمارس الخال أو العم الجنس مع طفل من عائلته صغير السن تربطه به صلة دم والكارثة التي روعتني وقتها هي المجتمع ذاته الذي يسكت عن هذه القضية تحت مظلة الستر وحجب الفضائح.


ويرجع علماء الاجتماع هذه الظاهرة إلى انحرافات داخلية تتعلق بالفرد والتي منها الوازع الديني والأخلاقي وتعاطي المخدرات وتأخر الزواج لدي الرجال قد تكون بعض هذه العوامل الداخلية أما الخارجية فأهمها  الأسرة الفقيرة التي تسكن في مسكن صغير فتلغي الخصوصية وتصبح العلاقات الأسرية علي المشاع فيتم ممارسة العلاقات الحميمة الخاصة أمام بعضهم فتضعف الضوابط والحياء إلى درجة الوصول للجنوح.


وأعتقد أن بداية القضاء على هذه القضية هي الإفصاح عنها وفضح الجاني وليس أبدا السكوت عليها، وكشف أي انحراف داخل الأسرة ومقاومته بكل الطرق وليس إخفاءه أبدا كما أنني أعتقد أن علينا تنشئة أولادنا علي الوازع الديني والأخلاقي مع عدم التغاضي عن أي خلل نفسي يظهر علي أي فرد داخل الأسرة، ومحاولة عرضه علي المختصين أما أهم الأمور علي الإطلاق الحفاظ علي الخصوصية في العلاقات ومحاولة الحفاظ علي الحياء بين أفراد الأسر.  


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط