الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صراع أرمينيا وأذربيجيان يدخل أسبوعه الثاني.. ما قصة النزاع على إقليم قرة باخ

صدى البلد

دخل الصراع المدمر بين أرمينيا وأذربيجان والمتمركز بشكل أساسي في إقليم ناغورني قره باغ، أسبوعه الثاني على التوالي، وذلك في أعنف نزاع بين البلدين منذ عقود طويلة. 

وبدأت الموجة الأعنف من الاشتباكات يوم 27 سبتمبر، حينما أعلنت أذربيجان أن أرمينيا وجهت ضربة إلى مناطق سكنية على خط التماس في قره باخ.

وفي المقابل أكدت وزارة الدفاع الأرمنية أن جمهورية قره باغ (غير المعترف بها) "تعرضت لهجمات جوية وصاروخية" من أذربيجان.

وتقع مرتفعات قرة باغ، في جنوب غربي أذربيجان، وعاصمته سيتباناكيرت نسبة للزعيم الأرميني البلشفي ستيبان شوماهان، وتبلغ مساحته 4800 كم مربع ويبعد عن باكو عاصمة أذربيجان نحو 270 كم غربًا. 

يغلب على الإقليم الطبيعة الجبلية كما توجد بعض الأنهار التي يستخدم ماؤها في إنتاج الكهرباء والري. وهو إقليم فقير في موارده الاقتصادية، ويعتمد النشاط الاقتصادي على الزراعة وتربية الماشية وبعض الصناعات الغذائية. من المحاصيل المشهورة الحبوب والقطن والتبغ. وتمر خطوط أنابيب تنقل النفط والغاز الطبيعي من بحر قزوين من أذربيجان إلى الأسواق العالمية قرب ناغورني قرة باغ.

وتبدأ جذور الصراع في الإقليم للحقبة السوفياتية في عشرينات القرن الماضي حين قام جوزيف ستالين في عام 1923 ضم الأقلية الأرمينية أي سكان قرة باغ داخل حدود أذربيجان، وبحدود إدارية تُرسم لتجعل كل ما يحيط بها أذربيجانيًا رغم رغبة السكان في التبعية الأرمنية.

وفي المقابل تظل الأقلية الأذربيجانية في إقليم "ناختشيفان" معزولة داخل جمهورية أرمينيا. بالإضافة إلى أن السلطة السوفياتية منحت قرة باغ صلاحية الحكم الذاتي داخل أذربيجان.

وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي، اندلعت الحروب بين كل من أذربيجان وجمهورية أرمينيا، كل منهما يريد ضم تلك البقعة إلى أراضيه. وكان السبب في ذلك الصراع هو ادعاء أرمينيا بأن تلك المنطقة ملكًا لها، معللة ذلك بأغلبية سكانها الأرمن. أدى ذلك الصراع إلى نزوح مئات الآلاف من الأرمن من أذربيجان إلى أرمينيا ونزوح مئات الآلاف من الأذريين من أرمينيا إلى أذربيجان.

وطلب البرلمان في قرة باغ الانضمام إلى أرمينيا، وتم التصويت على ضم المنطقة إلى أرمينيا 20 فبراير 1988. وإعلان الانفصال كان نتيجة نهائية تفضي بمنع السلطة الأذرية السوفياتية الجالية الأرمينية من ممارسة عقائدها واستخدام القيود على الحريتين الفكرية والدينية، ولكن الأهم من ذلك، اعتبرت الحرب صراعًا من أجل الأرض.

وجنبًا إلى جنب مع الحركات الانفصالية في دول البلطيق إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، والحركات الانفصالية في القوقاز التي ساعدت على تمزق الاتحاد السوفياتي، أعلنت أذربيجان الانفصال عن الاتحاد السوفياتي ونقل الصلاحية إلى سلطتها، صوتت الغالبية الأرمنية على الانفصال عن أذربيجان وانضمام قرة باغ إلى أرمينيا.

واندلعت الحرب أواخر شتاء 1992. ولم تتمكن المنظمات الدولية من احتواء الصراع، وفي ربيع 1993 استولت القوات الأرمنية على مناطق خارج الوصيدة بما يعادل 9 في المائة من الأراضي الأذربيجانية، وقد وصل عدد المشردين من الجهتين إلى 23 ألف مشرد أذري، و80 ألف أرميني وأرتساخي. 

ووضعت روسيا حلًا لوقف الصراع تم التوقيع عليه في مايو 1994، بواسطة مؤتمر الأسس الأمنية والتعاونية الأوروبية (مجموعة مينسك)، وقد عقدت من جانب أرمينيا وأذربيجان.