الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تامر أباظة يكتب: البركة في الشباب

صدى البلد


لدى قناعة تامة أن الشباب قادر على صناعة المستحيل، وهو من يملك مفتاح نمو وتقدم وتحضر بلدنا، بشرط أن تُمنح له الثقة وتوفر له الإمكانيات، وتتاح له الفرص دون تمييز أو إقصاء، وتقدم له الخدمات التي يحتاجها خاصة منظومتي الصحة والتعليم باعتبارهم ركيزتين أساسيتين لبناء الإنسان. 

ولا أقصد بالشباب هنا فئة عمرية محددة، لأن كل إنسان يمتلك المبوهبة والرغبة الصادقة في العمل والاجتهاد والإخلاص والحماس، هو شاب في وجهة نظري، لأنني اعتقد أن الشباب هو القدرة على الإصرار والاجتهاد لبلوغ الهدف وتحقيق المراد. 

وبالرغم من أن مصر تعيش ظرفا تاريخا صعبا، وتمر بتحديات غير مسبوقة، إلا أنني اتفق تماما على أن الشباب هم الأمل الحقيقي، وهم الأولى بالعناية والاهتمام، لأن ميزة مصر في هذا التوقيت أنها دولة شابة، بمعنى أن نحو 20% من السكان تتراوح أعمارهم بين (18-30 سنة)، وهو العمر الذهبي للانطلاق والحيوية، والحقيقة أن الكثير من الشباب المصري لديه طموح كبير يحتاج فقط لمنحه فرصة حقيقية للعمل والتعلم دون معوقات. 

في الحقيقة ودون مجاملة، أنا سعيد جدا بكل الخطوات التي تتخذها الدولة هذه الأيام لتمكين الشباب ومنحهم الثقة في المناصب القيادية والتنفيذية، وأشعر بالفخر الشديد عندما أقرأ خبرا عن اختيار شاب في منصب قيادي، وكلي يقين أن هؤلاء الشباب سيصنعون المستحيل من أجل أثبات أنفسهم وتحقيق أهداف هذا البلد والوصول به إلى بر الأمان. 

ودعوني أخبركم عن تجربتي الخاصة التي بدأتها قبل 20 عام من الآن، ومرت بمراحل متعددة من العثرات والنجاحات، وكنت حين أسست شركتي شابا لا يتجاوز 25 عام، لكن كان لدى طموح كبير، وبدأت بعد تخرجي من كلية الفنون التطبيقة في العمل على حلمي بتأسيس شركة صغيرة ولا أنكر حجم المتعب والصعوبات التي واجهتني، ولا أنسى كم مرت على أياما صعبة، لكنني اعترف بكل فخر أنني لم أهزم وأنني اليوم بعد 20 عام أمتلك عدد من الشركات واعتمد بنسبة 90% في طاقتها على الشباب كلهم في مناصب تنفيذية وكلهم ناجحون ومتميزون بفضل الله، وأثق بهم، وأشجعهم،  وهم عماد شركتي وعنصر من أهم عناصر نجاحي. 

وأخيرًا أتمنى أن تستمر جهود الدولة في منح الشباب فرصا حقيقية وتستغل طاقتهم وتعتمد على حماسهم بالإضافة لأهل الخبرة، وتخصص الدولة الجزء الأكبر من يمزانيتها لتأهيل الشباب وتعليمهم، وأتمنى أن يعود التعليم الفني والمهني لسابق عصره لأن بلادنا في أمس الحاجة للصناعة والانتاج، وأن يمنح الشباب الرعاية الصحية والنفسية الخاصة وأيضا تمنح لهم الفرص المتكافئة دون واسطة أو تمييز، أتمنى أن يخرج من مصر جيل يصنع مستقبلا نفخر به كما نفخر بحضارتنا. 



-