الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم قراءة القرآن بدون تجويد أو ضبط لغوي .. الإفتاء تجيب

حكم قراءة القرآن
حكم قراءة القرآن بدون تجويد أو ضبط لغوي

ما حكم حفظ القرآن بدون تجويد وضبط صحيح؟ إذا كان القارئ مبتدئًا بحفظ القرآن، ويعالج ضبطه فلا إثم عليه، بل له أجر، فعن عائشة رضي اللَّه عنها قالَتْ: قالَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يقرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْران» (حديث متفقٌ عَلَيْهِ).

وقال الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن الواجب على من أراد أن يقرأ القرآن الكريم أو يحفظه أن يقرأه قراءةً صحيحة بحروفه وحركاته، فلا يجوز للإنسان أن يتعمد أن يبدل حرفًا مكان حرف، ولا حركة مكان أخرى، لأن في هذا الإبدال تحريفًا لكلام الله تعالى.

وأوضح «شلبي» في إجابته عن سؤال: «ما حكم حفظ القرآن بدون تجويد وضبط صحيح؟»، أن الذي يخطئ في قراءة كلام الله تعالى إما أن يكون مقصرًا متهاونًا، بأن يكون في إمكانه أن يتعلم القراءة الصحيحة، أو يقرأ القراءة الصحيحة ولكنه يهمل ولا يهتم بذلك، ويستمر على خطئه، فهذا آثم.

وتابع: وإما أن يكون غير مقصر، كأن يكون أعجميًا، لا يستقيم لسانه، أو يكون مبتدئا في تلاوة القرآن الكريم وحفظه، أو ليس عنده من يعلمه، ونحو ذلك من الأعذار، فهذا لا حرج عليه، بل له أجران، أجر على تلاوته، وأجر على المشقة التي تصيبه.

حكم التلعثم في قراءة القرآن
نبه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، على أن السنة النبوية دلت على أن التعتعة -الصعوبة في نطقه- عند قراءة القرآن عليها أجران، أجر التعتعة في تلاوته ومشقته، وأجر القراءة.

واستشهد «جمعة» في فتوى له، بما روي عنْ عَائِشَةَ-رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ». رواه مسلم.

وأفاد بأن الماهر بالقرآن: الحاذق الْكَامِل الْحِفْظ الَّذِي لا يَتَوَقَّف وَلا يَشُقّ عَلَيْهِ الْقِرَاءَة بِجَوْدَةِ حِفْظه وَإِتْقَانه، ويكون مع السفرة الكرام البررة أي مع الملائكة.

ثواب قراءة القرآن الكريم
 قراءة القرآن الكريم وتلاوته لها ثواب كبير فقد قال جل وعلا: «إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ» حيث فيها أجر مضاعف والشفاعة في الآخرة.

لقراءة القران فضلٌ عظيم؛ فهو نورٌ يضيء دروبنا بالإيمان، ونرفع به درجاتنا، فإنّ لقارئ القرآن الأجر العظيم من عند الرحمن، كما ورد في حديث روي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ». أخرجه البخارى.

- قارئ القرآن من أعلى الناس درجة، فله بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها.
- قارئ القرآن تحت ظل رحمة الله وسكينته فقلبه نور يُضيء له يوم القيامة.
- القرآن شفيعه في الآخرة فلا يخشى الفزع الأكبر.
- قارئ القرآن في أعالي الجنة وهو من أسباب رحمة الوالدين.
- دعوة الملائكة لقارئ القرآن بالرحمة والمغفرة.
- النجاة في الشدائد فقارئ القرآن مستمسك بالعروة الوثقى، ويتمنّى الصالحون درجته فهو من خاصة الله.
- شهادة رسول الله لقارئ القرآن يوم القيامة فهو من القانتين الذاكرين عند الله.
- ابتعاد الشيطان عن قارئ القرآن فهو يُنير عقله وقلبه بالحكمة.
- لقارئ القرآن قبس من النبوة بدون الوحي، كما أن من يُجيد تلاوته هو مع السفرة الكرام يوم القيامة.
- في قراءة القرآن الخير والبركة وخشوع النفس وصفائها.
- استجابة الله لدعاء قارئ القرآن منّة وكرمًا.

الأوقات التي لا يجوز فيها قراءة القرآن الكريم
تحرم قراءة القرآن للمسلم وهو جُنب، وذلك لأن القرآن الكريم مقدس وكلام الخالق سبحانه، وله احترامُه وتقديره، قال علي - رضي الله عنه -: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يحجبه - وربما قال: ولا يحجزه - عن قراءة القرآن شيء سوى الجنابة أو إلا الجنابة»

لا يجوز قراءة القرآن الكريم للمرأة المسلمة، أوقات الحيض أو النفاس، وذلك لأنها لا تكون على طهارة، ففي ذلك تَخَلٍّ بأحد شروط القراءة.

لا يجوز قراءة القرآن الكريم أوقات الركوع والسجود في الصلاة إلا بعض الأدعية والأذكار، فعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قراءة القرآن وأنا راكع أو ساجد».

لا يجوز قراءة القرآن في الخلاء والأماكن القذرة؛ إجلالًا وتعظيمًا للقرآن: وإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد امتنع عن رد السلام وهو مكان الخلاء، فالامتناع عن القراءة من باب أولى.

وتكره التلاوة أثناء الوضوء؛ فالثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يسمي الله - عز وجل - قبل الوضوء، ولا يتكلم أثنائه.

بعض الفقهاء يري وجوب عدم التلاوة أثناء قراءة الإمام جهرًا إلا الفاتحة: فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة، فقال: «هل قرأ معي أحد منكم آنفًا؟»، فقال رجل: نعم يا رسول الله، قال: «إني أقول مالي أنازع القرآن!»، قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما جهر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقراءة من الصلوات، حين سمعوا ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

قال الزهري، وإسحاق بن راهَوَيه، ومالك، وأحمد - في رواية عنه - والشافعي في القديم: "إن المأموم لا يجب عليه في الصلاة الجهرية قراءة فيما جهر فيه الإمام لا الفاتحة ولا غيرها"، وقال الشافعي في الجديد: يقرأ الفاتحة فقط في سكتات الإمام، وهو قول طائفة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم، وقال أبو حنيفة، وأحمد بن حنبل: لا يجب على المأموم قراءة أصلًا في السرية ولا الجهرية.