الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خلال فعاليات المؤتمر الافتراضي لـ مستقبل الإعلام في العالم.. مدبولي يشدد على ضرورة استخدام إعلام بناء على أسُس مهنية ومعلومات.. وهيكل يؤكد: لم يعد هناك فرق بين المرسل والمستقبل

مؤتمر مستقل الإعلام
مؤتمر مستقل الإعلام

  • خلال فعاليات المؤتمر الافتراضي لـ مستقبل الإعلام في العالم
  • رئيس الوزراء: لابد من تحديد آليات ومسئوليات الإعلاميين فى مصر لمواكبة التطور الإعلامى والتحول الرقمي فى العالم
  • وزير الدولة للإعلام: المؤتمر يأتى تحت عنوان "مهنة باقية، وأدوات متغيرة" للنظر فى هذه التساؤلات والبحث فى مستقبل المهنة
  • وزير الاتصالات: التكنولوجيا وحدها دون العمل البشري غير كافية لخلق إعلام قوى 


انطلقت ظهر اليوم، السبت، فعاليات المؤتمر الافتراضي "مستقبل الإعلام في العالم"، الذي تنظمه وزارة الدولة للإعلام المصرية، بهدف عرض التوجهات الإعلامية العالمية فى تطورات الإعلام وارتباطها بالتطور في التكنولوجيا الحديثة، ووضع تصور للإعلام محليًا وَدَوْلِيًّا في ظل التحولات الذكية في صناعة الإعلام.


افتتح المؤتمر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والذى أشار خلال كلمته إلى أهمية المؤتمر فى تحديد آليات ومسئوليات الإعلاميين فى مصر لمواكبة التطور الإعلامى والتحول الرقمي فى العالم، و بالأخص مع التزايد المستمر للإعلام الرقمي، حيث أصبح ترويج الشائعات وتزييف الحقائق أمرا منتشرا.


وشدد مدبولي على ضرورة استخدام الإعلام بناءً على أسُس مهنية ومعلومات دقيقة وأن غير ذلك سيؤدى إلى ضعف القوى الناعمة للدولة المصرية، وأكد اهتمام مصر الكبير بالإعلام، وأن مصر استحدثت وزارة الدولة للإعلام لوضع سياسات إعلامية عملية للدولة المصرية.


وأدار الجلسة الافتتاحية الإعلامي المصري شريف عامر، وتضمنت الجلسة كلمات لكل من وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور على العايد، وزير الدولة للإعلام بالمملكة الأردنية الهاشمية، وميغيل موراتينوس، وزير الخارجية الإسباني الأسبق ومبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط سابقًا، ومنى غانم المرى، الإعلامية الإماراتية ورئيس نادي دبي للصحافة.


وبدأ وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل كلمته باستعراض التغيرات التى طرأت على صناعة الإعلام منذ أن كانت المعلومة تسير فيه من مُرسل إلى مُستقبل، وقال إن نقل المعلومة من دولة لأخرى كان يستغرق وقتا طويلا، إلى دخول الإنترنت بين دول العالم وظهور الذكاء الاصطناعى، وأصبح لم يعد هناك فرق بين المرسل والمستقبل.


وأضاف هيكل أنه نتيجة لهذه التطورات لم يعد هناك مجال كبير للتدقيق والبحث في المعلومات المنشورة، وأصبح مستقبل الإعلام يحمل العديد من التساؤلات حول المسئولية الأخلاقية فى نشر المعلومات، مستقبل الصحفى، هل تلغى الوسائل الإعلامية الحديثة الأقدم منها؟ وغيرها من التساؤلات.


وأوضح أن مؤتمر مستقبل الإعلام يأتى تحت عنوان "مهنة باقية، وأدوات متغيرة" للنظر فى هذه التساؤلات والبحث فى مستقبل مهنة الإعلام من خلال التعرف على تجارب الدولة الأخرى فى هذا المجال، والنظر فى تصورات الأكاديميين والعاملين فى هذا المجال على السواء لهذا المستقبل، وذلك للخروج بتوصيات متكاملة تساعد على وضع تصور لإعلام المستقبل بالشكل الذى يمكن من بناء سياسات إعلامية فعالة تقدر على استيعاب أدوات هذا المستقبل.


وأشار وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت خلال كلمته إلى أن التطور التكنولوجي  أدى إلى ظهور مفهوم الإعلام الرقمى الذى يعتمد على تقنيات حديثة، وأنه لابد من الاستفادة من الإمكانيات الضخمة التي تتيحها تطبيقات الذكاء الاصطناعى.


وأكد أن مصر تقدمت 55 مركزًا عالميًا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي فصار ترتيبُها 56 من بين 172 دولة، وأن أهم استخدامات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي فى صناعة الإعلام؛ هى التطبيقات الخاصة بالحد من الانتشار المتزايد للمعلومات المضللة، نتيجة لما توفره من إمكانيات فى التعامل الذكي مع النصوص واللغة، وكذلك مراقبة صحة الوسائط الرقمية والتحقق منها.


وأكد وزير الاتصالات أنه رغم الإيمان بالدور الحيوي للتكنولوجيا فى تطوير بيئة العمل الإعلامي؛ ولكن هذا لا يعنى أن التكنولوجيا وحدها كافية لخلق إعلام قوى، بل يظل الإبداع الانساني والفكر الابتكارى والعمل البشري الخلاق  الأعمدة الأساسية التى تحقق منظومة إعلامية متميزة قوامُها إعلاميون.


الدكتور على العايد، وزير الدولة للإعلام بالمملكة الأردنية الهاشمية، أكد خلال كلمته دور الإعلام على مر التاريخ، حيث ساهم  بمختلف أشكاله فى إحداث ظاهر إنسانية عديدة سواء اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية وقاد إلى إحداث تغيرات كبرى على مستوى العديد من الشعوب.


وأشار كذلك إلى أنه رغم التطور الهائل فى أدوات وسائل الإعلام، والذى ساهم فى تبادل المعلومات وتدفقها بسرعة هائلة، ظهرت العديد من التحديات رغم إيجابية هذا التطور مثل تزايد الممارسات غير الحميدة مثل نشر الإشاعات والتشويه، والتى تعكس ضعف مستوى التربية والثقافة الإعلامية في العديد من المجتمعات العربية.


من جانبها، أكدت منى غانم المرى، الإعلامية الإماراتية ورئيس نادي دبي للصحافة، أن تطوير الإعلام العربى يعتمد على رصد أبرز التوجهات الإعلامية العالمية للنظر فى سبل مواكبتها، مشيرة إلى أن الإبداع هو العنوان العريض للمرحلة القادمة فى الإعلام ولابد من الاستثمار فى تنمية المواهب الإبداعية لدى العاملين فى المجال الإعلامى.


ونصحت رئيس نادى دبي للصحافة المؤسسات الإعلامية أن  تبادر بتعديل أوضاعها لتناسب المرحلة الجديدة للنمو، مشيرة إلى أن ظهور أنماط استهلاك إعلامية جديدة أدى إلى زيادة سرعة التحول إلى البدائل الرقمية، بالأخص أن منصات التواصل الاجتماعى فرضت قواعد جديدة على العمل الإعلامى وغيرت صورته ومحتواه، وعصفت بالمفاهيم والأدوات التقليدية للإعلام.


فى إطار كلمته، ألقى ميغيل موراتينوس، وزير الخارجية الإسباني الأسبق ومبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط سابقًا، الضوء على جائحة المعلومات المضللة، ونظريات المؤامرة، وخطاب الكراهية التى يتم نشرها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأكد أن المسئولية  تقع على عاتقنا جميعًا فى مكافحة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة، وتشجيع الأخبار والتحليلات القائمة على الحقائق وحماية التقارير المستقلة.


وأشار مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط سابقًا إلى مبادرات الأمم المتحدة فى هذا الشأن، وأهمها مبادرة "verified" التى أطلقها الأمين العام لتوفير المعلومات العلمية وتعزيز التضامن وتعزيز التعاون المحلي والعالمي.


جدير بالذكر أن فعاليات المؤتمر تستمر طوال اليوم وتتضمن ثلاث جلسات حوارية تجمع بين الحضور الفعلي والمداخلات الحية والمسجلة للتغلب على الظروف الراهنة التي يشهدها المجتمع الدولي بسبب أزمة كورونا، واستغلالا للتطور التكنولوجي.


وتدعو وزارة الدولة للإعلام المهتمين بتطوير الإعلام في مصر من خبراء وإعلاميين ومؤسسات إعلامية وطلبة الجامعات والمهتمين بالإعلام على مستوى العالم للمشاركة في المؤتمر، من خلال الصفحة الرسمية لوزارة الدولة للإعلام التي تبث المؤتمر.