الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الوباء القاتل قبل كورونا.. كيف احتفل الأمريكيون بأول عيد الشكر خلال الإنفلونزا الإسبانية؟

جنديان امريكيان يحتفلان
جنديان امريكيان يحتفلان بعيد الشكر في عام 1918

يتشابه الاحتفال بعيد الشكر في عام 2020 خلال تفشي وباء كورونا، بالاحتفال بعيد الشكر خلال آخر وباء عالمي وهو الإنفلونزا الإسبانية، حيث ساعد الاحتفال حينها في تفشي المرض وتفاقم العدوى بين الأمريكيين، قبل أكثر من مائة عام، كنت قد انتهت الحرب العالمية الأولى، وعادت العائلات معا، انضم عشرات الآلاف من الجنود إلى العشاء مع أسرهم عشية عيد الشكر، ولكن حينها كانت موجة الإنفلونزا القاتلة على وشك الحدوث والتفشي.

وتشابه اليوم بالبارحة خلال الاحتفال بعيد الشكر أمس خلال تفشي وباء كورونا، وللمرة الثانية خلال ما يزيد عن قرن بقليل، واجه العالم عطلة عيد الشكر خلال الوباء، وهذا العام، مع ارتفاع حالات الإصابة بـ كوفيد-19 الجديدة إلى أرقام قياسية في الولايات المتحدة، بسبب الاستهتار والسفر بين الولايات والتجمعات العائلية التي كانت محل جدل، حيث نصحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) العائلات الأمريكية بعدم تناول الطعام مع أي شخص خارج منازلهم في عيد الشكر.

وبالمقارنة مع وباء الإنفلونزا الإسبانية، في أواخر نوفمبر 1918، قتلت سلالة من الإنفلونزا تسمى الإنفلونزا الإسبانية ما يقرب من 300 ألف أمريكي في غضون بضعة أشهر فقط وكانت توقعات العطلة مختلفة حينها بعدما انتهت الحرب العالمية الأولى، وكانت القوات عادت إلى عائلاتها، ووفقا لمجلة "لايف ساينس"، كان هناك قلق عام حينها حول أعداد التجمعات، وأصدرت بعض المدن تحذيرات صارمة قبل الأعياد، لعدم الاختلاط.

كانت جائحة الإنفلونزا عام 1918 من أكثر الأمراض فتكًا بالعالم على الإطلاق، حيث أصابت ما يقرب من ثلث سكان العالم ، وقتلت أكثر من 50 مليون شخص، وضربت الأنفلونزا الإسبانية أمريكا في أربع موجات منفصلة، م ضربت الموجة الأولى في مارس 1918 وكانت خفيفة نسبيًا، وكانت الموجة الثانية ، التي بدأت في سبتمبر، أكثر فتكًا بكثير.

وبين سبتمبر وديسمبر 1918، توفي أكثر من 290 ألف أمريكي بسبب أمراض مرتبطة بالإنفلونزا، مقارنة بـ 26 ألفًا فقط خلال نفس الفترة من عام 1915، وبلغ عدد القتلى ذروته في أكتوبر ، حيث قُتل ما يقدر بنحو 195000 أمريكي في ذلك الشهر وحده. 

كانت الولايات المتحدة بأكملها تعمل على تقنين الطعام وتقليل الإنفاق للمساعدة في المجهود الحربي، لكن العديد من المدن واجهت الفيروس بمزيد من القيود، وكانت المدن المتساهلة هي الأشد تضررا ، حيث استهتر بعض المسئولين واستهانوا بعمليات الإغلاق والقيود المفروضة على التباعد الاجتماعي، واستضافت المنظمات الخيرية مآدب عشاء لآلاف الجنود الذين انفصلوا عن عائلاتهم، وتجمع المواطنون في جميع أنحاء البلاد من أجل حضور حفلات أخرى للاحتفال بنهاية الحرب، وبعدها تم الإبلاغ عن عشرات الآلاف من حالات الإصابة الجديدة بين ديسمبر 1918 وأبريل 1919 ، ظهر الكثير منها في المناطق الساخنة في العاصمة.

في الأيام الخمسة الأولى من يناير 2019، أبلغت سان فرانسيسكو عن 1800 حالة إصابة بالأنفلونزا وأكثر من 100 حالة وفاة ، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض ، ومدن كبيرة أخرى مثل نيويورك ومينيابوليس وسياتل تضررت بشدة، ولم يكن الارتفاع بعد العطلة الشتوية لعام 1918 قاتلة، وشهدت الموجة الرابعة، التي بدأت في شتاء عام 1919 بانتشار العدوى في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ويتضح التشابه بين الموقفين في الاحتفال بعيد الشكر في عام 1918 وعام 2020 خلال وباء كورونا، بأن حالات الإنفلونزا ارتفعت بعد مواسم الأعياد لعامي 1918 و 1919، كما يُتوقع أن تزداد عدوى فيروس كورونا مرة أخرى في أواخر عام 2020 وأوائل عام 2021.