الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شهر العسل انتهى.. هل حانت لحظة محاكمة أردوغان في البيت الأبيض؟

جو بايدن ورجب طيب
جو بايدن ورجب طيب أردوغان

بينما يستعد العالم لطي صفحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واستقبال رئاسة الرئيس المنتخب جو بايدن، يتنفس عدد من زعماء العالم الصعداء ابتهاجًا بالتخلص من ضغوط ارتبطت بوجود ترامب في البيت الأبيض، فيما يحبس زعماء آخرون بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انفاسهم، انتظارًا لما ستأتي به رئاسة بايدن من تبعات على بلدانهم.

وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، لطالما أعرب ترامب عن دعمه لأردوغان، إما بشكل صريح مثل قوله خلال لقاء جمعهما في البيت الأبيض نوفمبر الماضي "أنا والرئيس التركي أصدقاء منذ زمن طويل، ربما منذ اليوم الأول"، أو بغض الطرف عن العمليات العسكرية التركية المتكررة في شمال سوريا ضد الأكراد، الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة.

ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسي التركي السابق أونال شفيق أوز قوله إن "الحكم الاستبدادي في تركيا استفاد من إدارة ترامب، ومع مجيء إدارة جديدة إلى البيت الأبيض تولي اهتمامًا أكبر لحكم القانون والحريات والحقوق الأساسية، سيخلق ذلك حالة من عدم الارتياح على الجانب التركي".

وأوضح شفيق أوز أن "السنوات الأربع المقبلة ستشهد إعادة فتح ملفات غضت إدارة ترامب الطرف عنها، ولا يجب أن يتوهم أحد أن الأمور بين البلدين ستعود إلى سابق عهدها بسهولة".

وأضاف شفيق أوز "تركيا تتجه إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بحلول يونيو 2023، وهذا يعني تغييرًا محتملًا في الإدارة التركية أيضًا، ومن المحتمل الا تولي الإدارة الأمريكية الجديدة أولوية كبيرة للعلاقات مع تركيا، وأفضل ما يمكن فعله هو الحيلولة دون تدهور العلاقات بين البلدين".

وفي أواخر عام 2016 بعد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، أعرب أردوغان صراحة عن ارتياحه لرحيل إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ونائبه بايدن وإدارتهما عن البيت الأبيض، زاعمًا أنها انتهجت سياسة خاطئة تجاه سوريا، في إشارة إلى تصدي إدارة أوباما لعمليات عسكرية كانت تركيا تخطط لإطلاقها في سوريا.

وبعدها بأربع سنوات، أعلن بايدن في حوار مع صحيفة "نيويورك تايمز" صراحة أنه سيقدم الدعم للمعارضة التركية، وسيعمل على مساعدتها على الإطاحة بأردوغان عبر صناديق الاقتراع.

من جانب آخر، يرى محللون آخرون أنه من المبكر الحكم على طبيعة العلاقات الأمريكية التركية في عهد بايدن المقبل، وقال السفير التركي لدى التشيك وكبير المفاوضين الأتراك السابق في مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إجيمين باجيس إن عمر العلاقات الأمريكية التركية يقترب من 70 عامًا، ومن الطبيعي أن تكون هناك فترات من التوتر وأخرى من التقارب، موضحًا أن المرشحين الرئاسيين لا يلتزمون حرفيًا بالضرورة بما تعهدوا به في فترات الحملات الانتخابية.

مع ذلك، يعتقد محللون آخرون أن احتمالات تصاعد التوتر في العلاقات التركية الأمريكية لا يستهان بها، بالنظر إلى تعدد واتساع نطاق القضايا التي تختلف حولها رؤى بايدن وأردوغان بشكل جذري، بدءًا من التقارب التركي الروسي، ومرورًا بالتدخل العسكري التركي في سوريا وليبيا، والتحركات التركية الاستفزازية في شرق المتوسط، وانتهاء بالحكم الاستبدادي وانتهاكات حقوق الإنسان في تركيا. 

ودعا بايدن في أكتوبر الماضي إدارة ترامب إلى ممارسة ضغط مكثف على تركيا لإجبارها على خفض حدة التوتر مع اليونان مع اليونان في شرق المتوسط، وجاء في بيان لبايدن أن "إدارة ترامب يجب أن تضغط على تركيا للامتناع عن ممارسة مزيد من الأعمال الاستفزازية في المنطقة ضد اليونان، بما في ذلك التهديد باستخدام القوة، وتهيئة الأجواء لإنجاح الجهود الدبلوماسية".