الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة يكشف لماذا قول لاحول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن من الأذكار الجامعة لمعاني التوحيد وتكثر على ألسنة الذاكرين قولهم: «لا حول ولا قوة إلا بالله»، موضحًا أنها تعني أنه لا توجد قوة مؤثرة في هذا الكون، ومحركة لكل محرك، ومسكنة لكل ساكن إلا قوة الإله الحق سبحانه وتعالى.

اقرأ أيضًا: حسبنا الله ونعم الوكيل ..علي جمعة يوضح معناها ومتى تقال وماذا يحدث بسببها

وأوضح الشيخ علي جمعة في بيان له، أن المسلم كأنه يعلن فيها قول لا إله إلا الله، ويعترف لربه أنه لا يحول بينه وبين كل ضار، ولا يمنع بينه وبين كل سوء إلا الله، ولا يقويه على كل خير، وعلى كل نفع إلا الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى انه الله سبحانه وتعالى برحمته يحول ويمنع بين الشرور والكوارث ، وبرحمته سبحانه يقويه على كل نفع وكل خير ينفع به نفسه وأرضه والناس أجمعين.

وأضاف أن هذه الكلمة لما فيها من حقائق عالية ومعان غالية كانت كنزًا من كنوز الجنة، مستشهدًا بقول النبي ﷺ لعبد الله بن قيس: « يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ، أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً هِىَ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ » [أخرجه البخاري].

وتابع أن ابن عطاء الله السكندري بنى «الْحِكَم العطائية» وهى 213 حكمة كلها تدور حول شرح جانب من جوانب معنى أنه (لا حول ولا قوة إلا بالله)، مؤكدًا أن العبد إذا عرف أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، رد الأمر لله، ولم يغضب إلا لله، ولم يفعل إلا لله، ولم يرضَ إلا لله.

واختتم عضو هيئة كبار العلماء بيانه أنه ليس معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) أننا نعتزل الحياة الدنيا، وأن نترك الأسباب التي أورنا اللهُ سبحانه وتعالى أن نقوم فيها، ولكن معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) أن ترى اللهَ في كل شيء؛ خلقًا، وفعلًا، ومواقف.

معنى قوله تعالى غافر الذبب وقابل التوب شديد العقاب
وقرأ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، قول الله- تعالى-: «غَاِفرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ». مشيرًا إلى أن صفات جماله- سبحانه وتعالى- كانت غالبةً على صفات جلاله.

وأوضح علي جمعة في بيان له، أن «غَافِرِ الذَّنبِ» بدأ بالجمال ؛وهو سبحانه غافر الذنب حتى من غير توبة لمن يشاء، فأتى بالواو وقال: «وَقَابِلِ التَّوْبِ» وأن{التَّوْبِ} جمع توبة، أو مصدر لـ (تاب) يتوب توبًا، لافتًا إلى أنه سواء أكان جمع توبة لأن الإنسان يتوب مرةً بعد مرة، أم كان مصدرًا لتاب يتوب توبًا، فالمصدر مُطلق خالص، غير مُقيد، سواء أكان ذلك أم هذا؛ فإنه قابل التوب.

وأضاف علي جمعة أنه جمال في جمال ؛ تجلى- سبحانه وتعالى- بجلال جماله على الأكوان؛ فسبحت بحمده الكائنات جَلَّ وَجْهُ الله ،«قلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ» هو الرحمن، لافتًا إلى أن رب العزة سبحانه برحمانيته استوى على عرشه، وبها بدأ الخلق، وأرسل الرسل، وختمهم، وبها افتتح كتابه، وسبقت رحمته غضبه؛ فلا ملجأ منه إلا إليه.

وأشار علي جمعة إلى أنه لم يأت بالواو ويقول: «شَدِيدِ العِقَابِ» وكأنها مفردة؛ حتى لا يطمع الفاسقون في عفوه ويؤذون المؤمنين، حتى لا يطمع الفاسقون والكافرون في عفوه ويفسدون في الأرض؛ فيقول «شَدِيدِ العِقَابِ»، لافتًا إلى أنه رجع بعد ذلك لصفات جماله مرة أخرى؛ لأن البشر لا يطيقون أن يكون ربنا شديد العقاب؛ فيقول: «ذِي الطَّوْلِ» أي الفضل والعفو والرحمة.

وأردف علي جمعة، أنه يأتي من بعد هذه الشدة: «ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ» فيجعل هذه الصفة (شدة العقاب) بين جمالين؛ بين غفران ذنوب وقبول التوبة، وبين الفضل الواسع من عنده سبحانه وتعالى، والذي لا يحُدُه شيء.

واختتم الدكتور علي جمعة، بيانه، بأن الله- سبحانه وتعالى- يذكرنا بأنه كما وصف نفسه بالعزة؛ فإنه لا شريك له، ويذكرنا بيوم القيامة الذي هو محل الرحمة، كما أنه محل العذاب {لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ}، مضيفًا: «تدبر وتأمل، تعلق بجلاله تعالى، وتخلق بجماله ، واستح منه».