الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة يصحح مفهوما شائعا عن الالتزام بأوامر الدين

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

ذكر الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء أن مما يشاع عند بعض الناس أن الطريق إلى الله تعالى مليء بالفتن والمصاعب، وأن التزام المؤمن بدين الله وبطريقه قد يغير مجرى حياته.

وعقب الشيخ علي جمعة في بيان له، بالقول إنه ينبغي أن يكون الطريق إلى الله جزءًا أساسًيا من حياة الإنسان، متسائلًا: فلمن يسير الإنسان إذا لم يكن سيره في حياته الدنيا لأجل تحصيل رضا الله، والوصول إلى معرفته حق المعرفة .

وأوضح أن الدين يأمر المسلم أن يكون متقنا في عمله فيزيد بذلك ربحُه، ويطمئن خاطرُه، وتسعد حياتُه ، ويتفرغ قلبُه للعبادة، وأن الدين يأمره كذلك أن يكون نظيفا جميلا في صورته وأخلاقه، لافتًا إلى ما روي عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر". قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال ﷺ: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق ، وغمط الناس".

وأشار مفتي الجمهورية السابق أن: أما عن النهي الوارد عن التعلق بالدنيا الذي يفهمه بعضهم خطأ؛ نحو حديث :«يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ؟ قال : "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن". فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن؟ قال "حب الدنيا وكراهية الموت".

وفسر أن المقصود به ألّا تكون الدنيا هى الغاية والمقصد، فتكون مدعاة أن يسرق الإنسان ويكذب لتحصيل منافعها، هذا هو المنهي عنه والذي يتمسك بظاهره من لا يفهمون النصوص فهمًا صحيحًا، مضيفًا: «وقد علمنا مشايخنا أن تكون الدنيا في أيدينا لا في قلوبنا».

وأفاد بأنه لا تعارض البتة بين الدين والحياة، فكلاهما طريق واحد، وأن الجميع يسيرون في طريق الله بأصل الخلقة دون أن يلتزموا طريقًا معينًا؛ مشيرًا إلى أن على الإنسان أن ينتبه للمنهج الذي يتبعه في سيره إلى الله فلا يُلزِمُ نفسه بما يشادُّ عليها ويصعب ، بل يسلك مسلك اليسر والرفق في كل أموره.

واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : "يا عائشة ، إن الله يحب الرفق في الأمر كله"، ويقول صلى الله عليه وآله وسلم : «إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق»، مضيفًا: قوله ﷺ : «إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا ، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة».

واختتم الدكتور علي جمعة بيانه بـ:« أن الطريق إلى الله ليس صراعًا مع الحياة حتى يشاد فيه المسلم نفسه ويحملها ما لا تطيق، بل هو السير في الحياة بالله ومع الله وإلى الله، ممتثلا في هذا السير كل ما شرعه الله عز وجل من تشريعات لتنتظم بها حياة الناس جميعًا وليس المسلمون فقط، فيسعدوا بها ويطمئنوا ويصلوا بذلك إلى سعادة الدارين الدنيا والآخرة».