الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العقل والأحداث الحياتية وفيروس كورونا


 منذ ما يربو على أربعين عامًا والعلماء يستطلعون منهجيًا الفكرة القائلة إن احتمال المرض يزداد حين نتعرض الى كثير من الضغوط النفسية والأحداث الحياتيه الضاغطة وعدم الاستقرار العاطفى والأزمات العاطفية الحادة.

 

قامت العديد من الأبحاث والتجارب السريرية التى قام بها علماء نفس وأطباء ، لاحظوا أنه فى أحيان كثيرة يبدو أن مرضاهم مروا بمقادير كبيرة على نحو غير طبيعى من التغيير والاضطراب والتقلب فى الفترة التى سبقت مرضهم ، وقد أشارت أبحاث عديدة الى أن العاملين فى إحدى الشركات الكبرى الذين يعيشون حياة شخصية غير مستقرة كانوا يميلون الى الإصابة بنوبات كثيرة التواتر من المرض ويأخذون إجازات مرضية أكثر.

 

وقد رأى العديد من علماء النفس أن أحداث الحياة غير المتوقعه أو التى تحدث تغييرا كبيرا فى ظروف الشخص يتطلب منه إجراء تعديلات نفسية وعملية ، ويمكن للحدث أن يكون مرغوبًا فيه أو غير مرغوب فيه ، المعيار الرئيسي هو أنه بسبب درجة من الاستثارة.

 

وتشمل أمثلة الأحداث الحياتية العديد من المواقف والأحداث مثل وفاة الزوج أو الزوجة أو أحد أفراد العائلة أو الطلاق أو الزواج أو بدء عمل جديد أو الترقى لوظيفة أعلى ، أو الانتقال الى بيت آخر أو وجود مشاكل مالية أو صراعات فى العمل أو العائله بشكل متكرر وضاغط .


والافتراض الرئيسي الذى يكمن فى أساس هذا العمل هو تغيير قاطع سواء أكان مرغوبًا فيه أو غير مرغوب، هو من حيث الإمكان تغيير متعب نفسيًا وقد يزيد من احتمالات إصابتنا بالمرض.

 

ونجد هنا أن هناك مشاريع بحثية عديده عمدت على دراسة العلاقة بين الأحداث الحياتيه والصحة، واستخدمت غالبية هذه الدراسات منهجًا موحدًا يسمى "سلم مقياس التكيف الاجتماعى " لحساب الضغط النفسي الناجم عن حدث حياتى ، حيث يحدد الشخص من خلال عبارات المقياس عدد الأحداث الضاغطه الحياتيه التى يتعرض لها خلال فتره محدده ، لقياس مقدار الضغط النفسي الذى يواجهه الفرد وتحديد مدى خطورة أو شدة تلك الأحداث على صحة الفرد الجسدية.

 

وإذا كان صحيحًا أن الأحداث الحياتيه تقوم بدور عوامل خطر تهدد بالمرض فإن الذين يسجلون عددًا كبيرًا من النقاط على مقياس الأحداث الحياتيه ينبغى ، فى المتوسط ان يصابوا بأمراض أكثر من اولئك الذين لم يعكر تغيير صفو حياتهم شيء.


ومن خلال الخبره العمليه فى مجال علم النفس المرضى ، نجد أن تصور الأشخاص لحالتهم الصحيه يتفاوت حسب حالتهم النفسيه والعاطفيه فالأشخاص الذين يشعرون بتوتر أو ضغط نفسي ومخاوف يكونون أكثر ميلًا الى ملاحظة أعراض طفيفه والى القلق بسببها وتفسيرها كدليل على المرض وطلب معونه وزيارة الأطباء فى المستشفيات ويكون أكبر لدى الشخص الذى مر بالكثير من الأحداث الحياتيه المتعبه نفسيًا ولكن هذا لايعنى بالضرورة أنه مريض حقًا.

 

ويتضح هذا جليًا فى الطريقة التى يمكن للعوامل النفسيه أن تؤثر بها فى استعدادنا للمرض من الأبحاث التى تم إجراؤها على ذلك المرض الأكثر انتشارا من كل الأمراض وهو مرض الزكام المعهود .


فطيلة عقود كان يعتقد على نطاق واسع أن الضغط النفسي يجعلنا أكثر استعدادًا للإصابة بأمراض تنفسية خفيفة مثل البرد والأنفلونزا ، وقد تأكد هذا تجريبيًا الأن ، ومما يثير الأدلة العلمية حول أثار العوامل النفسية فى أمراض الجهاز التنفسي ، أدلة إيحائية وليست قاطعة.

 

أشارت العديد من نتائج الأبحاث على دول عدة حيث اتفقت معظمها أن أمراض الجهاز التنفسي كانت ميالة الى أن تسبقها درجة من التعب النفسي تفوق المتوسط ، وكما هو معهود ، فإنه قبل أيام قليلة من ظهور الأعراض تكون هناك زيادة فى عدد الأحداث الحياتيه المزعجه ، وانخفاض عدد المرغوب فيها من هذه الأحداث.

 

ونعلم جميعًا أن الحياه اليوميه لاتخلو من الضغوط والمشاكل اليوميه ، ويتوقف كل هذا على مدى قدرة الانسان وما يمتلكه من أدوات للتعامل مع سلسلة الصراعات اليومية وحلها أو التعامل معها بشكل لا يؤثر بالسلب على صحته النفسيه وبالتالى انعكاس كل هذا على صحته البدنيهة.

 

كما يتوقف كل هذا ايضًا على المحتوى الفكرى والذهنى وما يمتلكه الشخص من أفكار ايجابيه وتفاؤليه تكون حائط صد أمام الأفكار التشاؤميه والسلبيه التى تضعف من جهازه النفسي أمام أحداث الحياه السلبية.

 

نحن لانمتلك فى الفتره الحاليه غير مجموعه من الاجراءات  الاحترازيه منها الاساليب المعتاده الروتينيه وهى الماسك وغسل الايدى والمسافه الشخصيه بين الأفراد فى التعامل وعدم الجلوس فى القاعات المزدحمة.

 

ولكن الاهم والأخطر هو عقل واع يحتوى على أفكار ايجابيه ونظره تفاؤليه ، ونمط حياة صحى على قدر الإمكان، نمط حياه ايجابي تجاه الإجراءات الاحترازيه الصحيه من ممارسة رياضه المشي وتناول الوجبات الغذائيه الصحيه إجراءات احترازيه نفسيه من زيادة الوعى بالجوانب والأساليب النفسيه التى تمكن الفرد من التعامل مع ضغوط الحياه المعيشيه بأسلوب ايجابي ان نمتلك فن معايشة الحياه تغيير نمط التفكير السلبي ممارسة الاسترخاء البدنى والذهنى ممارسة الهويات والانشطه للتخلص من الطاقه السلبيه بداخلنا ، نحن الأن فى حاجه كبيره لتغيير أسلوب معيشتنا على المستوى الصحى والنفسي والاجتماعى والروحانى من أجل البقاء ، وللحديث بقية .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط