الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من جامعة خاصة لأشهر بائعة كبدة بـ شبرا.. حكاية زينب بنت بـ 100 راجل

صدى البلد

صنعت من اليأس دافعًا، وبحثت عن طريق تسلكه نحو الرزق الحلال، دون أن تخجل أو تغتر لكونها تحمل درجة علمية تمنعها من السير في هذا السبيل.

على بعد أمتار من شارع شبرا تقف زينب  الشهيرة بـ "البنت الجدعة"، على عربة كبدة أصبحت من أهم معالم شبرا، لتقدم لزبائنها كبدة لا مثيل لها ، نظيفة، في أسرع وقت، وبأقل سعر، مصحوبة بابتسامة جميلة تخفي آثار الكفاح والمسئولية الكبيرة التي تحملتها في صغرها.

تخرج زينب في الصباح الباكر بوجه بشوش وابتسامة هادئة للبحث عن رزقها خلف عربة الكبدة، حيث تبدأ بتجهيز كل لوازمها وتقوم بإعداد ساندويتشات الكبدة للزبائن، بجانبها والدتها التي قررت أن تكون السند لابنتها بعد وفاة زوجها.

ورغم عملها لساعات طويلة، إلا أنها دائمًا مبتسمة مرددة جملة "مبسوطة بحياتي"، هى زينب، فتاة في العشرين من عمرها، في الفرقة الرابعة بإحدى الجامعات الخاصة، والتى تحدثت عن قصتها لـ "صدى البلد" قائلة: "كنت عايشة حياة مرفهة هادئة يسودها الحب والسعادة  في وجود والدي، ولكن ليس دائما تأتي الرياح بما تشتهي السفن، توفي والدي من سنة وتغيرت حياتي من بعدها وقررت ترك حياتي القديمة والاعتماد على نفسي والتكفل بمصاريف جامعتي  ومصاريف دراسة إخوتي".


استكملت زينب: "عمري ما عرفت يعني إيه شغل، وكانت أهم حاجة عند والدي الاهتمام بالدراسة والتعليم، ولكن ظروفي أجبرتني على مواجهة الحياة بشكل تاني، فكرت في مشروع يكون بأقل تكاليف ومناسب ليا، ولأن والدتي ست بيت شاطرة جتلنا فكرة عربية الكبدة، نزلنا نشتغل في وقت صعب في عز البرد وتعرضت لمضايقات كبيرة بسبب إني بنت، ولكن عافرت وكملت بمساندة والدتي لي وتصديها لكل مشكلة بتواجهني بقوة وصرامة".
 

"حتى لو بقيت دكتورة فى الجامعة هفضل بردو فاتحة عربية الكبدة لأنها سبب رزقي واللي ملوش ماضي ملوش حاضر"، بهذه العبارة عبرت زينب عن رضاها  وعدم خجلها من العمل على عربية كبدة، ومحاولتها للتوفيق بين الدراسة والشغل، وإصرارها على الاستمرار حتى وإن تغيرت الظروف للأفضل. 


وفي هذا السياق، تروي والدة زينب تفاصيل حكاية عربة الكبدة، قائلة: « زوجي كان أحسن رجل في الدنيا وكنا عايشين مرتاحين ومبسوطين، ولكن من سنة توفى زوجي وأغلقت في وجهي كل الأبواب ولم أجد أمامي سوى الاعتماد على النفس لتلبية احتياجات أبنائي حتى لو هكنس الشارع هوافق عشانهم".
 

وتابعت: "فكرنا في المشروع بشكل جدي ونزلنا اشتغلنا وتعرضنا لأيام صعبة كتير بس دايما ربنا كان واقف معانا، وكمان مساعدة أهالي الحي الطيبين وضباط روض الفرج والوقوف بجانبنا في كل مشكلة بنواجهها".

 
 واختتمت والدة زينب حديثها قائلة: "نفسي أشوف بنتي أحسن واحدة في الدنيا، وربنا يقدرني وأكون الأب والأم والسند لأولادي، وربنا يوسع رزقنا".