في تطور مثير في مجال استكشاف الفضاء، تستعد الصين لإطلاق مهمة فضائية جديدة تحت اسم "شنتشو 21"، والتي ستتضمن إرسال أربعة فئران إلى الفضاء.
يمثل هذا الحدث خطوة كبيرة في التجارب الصينية على القوارض في الفضاء، حيث تكشف هذه المهمة عن الطموحات المتزايدة للصين في مجال الأبحاث الفضائية.. فما سر إرسال 4 فئران إلى الفضاء؟
مهمة الصين الجديدة
وفقاً للمهندس تشانغ جينغبو، ستشمل الرحلة إرسال ذكور وإناث من الفئران ضمن طاقم المهمة. ومن المقرر أن يتم الإطلاق من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الاصطناعية الموجود في شمال غرب الصين.
تمثل هذه المهمة جزءًا من الأبحاث التي تقوم بها الصين في مجال الفضاء، بهدف دراسة تأثير البيئة الفضائية على الكائنات الحية، لذلك تم إرسال الفئران إلى الفضاء.
تسعى الصين من خلال هذه المهمة إلى تعزيز برنامجها الفضائي الذي شهد تطورات ملحوظة خلال العقود الثلاثة الماضية. منذ عام 2019، هبطت الصين بمركبة فضائية على الجانب غير المرئي من القمر، بالإضافة إلى إكمالها مهام استكشافية على سطح المريخ. كما تسعى بكين لتحقيق هدفها المتمثل في إرسال رواد فضاء إلى القمر بحلول عام 2030، مع التخطيط لإنشاء قاعدة هناك.
أول تجربة على القوارض في الفضاء
تُعد هذه الرحلة الأولى من نوعها التي تتضمن إجراء تجارب على الفئران في الفضاء، حيث لم تقم الصين سابقاً بمثل هذه التجارب.
وبحسب الخبراء، يُعتبر هذا التطور خطوة مهمة لفهم تأثير الرحلات الفضائية على الكائنات الحية ودراسة التحديات التي قد تواجه البشر في المستقبل خلال رحلاتهم إلى الفضاء.
يتكون فريق المهمة من ثلاثة رواد فضاء يتمتعون بخبرات متفاوتة. سيكون وو فاي، البالغ من العمر 32 عاماً، هو أصغر رائد فضاء صيني يسافر إلى الفضاء. وقد عبّر عن سعادته بهذه الفرصة التي اعتبرها بمثابة تحقيق لحلم حياته والمساهمة في تاريخ برنامج الفضاء الصيني. يقود الفريق القائد تشانغ هونغ تشانغ، البالغ من العمر 39 عاماً، والذي له خبرة سابقة في رحلات فضائية.
جدير بالذكر أن الصين، قد استثمرت مليارات الدولارات في برنامجها الفضائي لمواكبة الولايات المتحدة وروسيا. فقد أصبح لدى الصين الآن القدرة على إرسال بشر إلى الفضاء بشكل مستقل، وتستمر في السعي لتحقيق "حلم الفضاء" الذي أطلقه الرئيس شي جينبينغ.
وبحسب الخبراء والمتابعين، تمثل مهمة "شنتشو 21" علامة بارزة في تاريخ الفضاء، حيث لا تكتفي الصين بإجراء الأبحاث العلمية فقط، بل تطمح أيضًا إلى تحقيق إنجازات غير مسبوقة في مجال الاستكشاف الفضائي، حيث أن التجارب التي سيتم إجراؤها على الفئران ستساهم في تعزيز فهمنا للتحديات التي يمكن أن يواجهها البشر في الفضاء، وتفتح آفاقًا جديدة لمستقبل رحلات الفضاء المأهولة.





