الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لقطات 5 نجوم!


ليست مجرد مباراة بين قطبى الكرة المصرية، أو بين  فريقين  عريقين يتمتعان بشعبية جماهيرية عريضة.. وإنما اللقاء التاريخى الأخير بين الأهلى والزمالك على شرف الأميرة السمراء كان لحظة فريدة.. حالة ممتعة نكتفى فيها بعنوان "لأول مرة .. نهائى مصرى" فى كأس أبطال أفريقيا .. ويحمل هذا الحدث قيمة رياضية ورقما قياسيا يرفع من شأن وسمعة الكرة المصرية، فالبطل والوصيف "ابن البلد" وعند هذه النقطة لا بد وأن يتوقف أى عاقل عن الحديث فى الأمور الفنية، ومن يستحق الفوز .. وينتبه إلى ما هو أبعد من نتيجة المباراة، فيقرأ ما بين سطور "لقطات" بعينها رصدتها عدسات التصوير ونشرتها وسائل التواصل الاجتماعى وتجلت أمامنا ما بها من "ومضات مضيئة" و"عورات معيبة"!.

- مؤمن زكريا: حمل الكأس "الأهلاوية" دون أن يرتدى "شارة الكابتن" أو مشاركته فى العرس داخل المستطيل الأخضر .. ولكنه خدم القلعة الحمراء وهو فى عنفوان لياقته وكفاءته الصحية، ثم رقد على فراش المرض يصارع الألم وضعف الخلايا العصبية، وفى لمسة وفاء معتادة من مدرسة نادى القرن بقيادة المايسترو صالح سليم، وقف البطل المصاب فى موقع التتويج وسط زملائه يحيطونه بالحب والتكريم والتعاطف النبيل .. وتضاعف احترام جمهور الأهلى لإدارة تكتب إنجازاتها بحروف الإنسانية والذكاء الاجتماعى!.

‫-‬ شيكابالا: قناعتى بموهبته وعنقود مهاراته تزداد مع كل تمريرة من عينه الماكرة، أو تسديدة من قدمه اليسرى .. وبتسجيله هدفا رائعا فى شباك "الشناوى" الطويل، انتزع تصفيق وتحية مشجعى الخصم قبل جماهير فريقه الأبيض .. وعلى الرغم من تحفظاتى الشديدة على سلوكه، ورفضى التام لأسلوب إدارته لموهبته وتخطيطه لمستقبله، بنفس الدرجة أقاطع وأنفر من كل من أيَّد تشبيه نجم الزمالك بـ "الكلب الأسود" فى موقف كريه ينطق بالعنصرية البغيضة والفكر المشوه الذى أصابه العطب وتحركه غرائز العنف والتنمر وتدنى التصرف .. وليرتقِ كل من رفع "الصورة العار" لمستوى وأخلاق الأهلى بكل رموزه وشخصياته وقاماته!.

‫-‬ كهربا: لا أعرف السبب الحقيقى وراء "ركعة" اللاعب أمام رئيس النادى الأهلى على مرأى ومسمع من مجلس إدارة الزمالك .. ولست هنا بصدد مناقشة ما صدر عن "غُلام" الجيل الجديد من إيماءة مُذلة تفضحها إشارة "الكابتن الخطيب" بالتوقف عن هذا الهراء والتزام أصول اللياقة وآداب التعامل فى مثل هذه المناسبات التى لا تحتمل التهريج أو الاستهزاء .. ولاتُقبل أثناءها "حركات العيال"!.

‫-‬ موسيمانى: بعيدا عن كونى "أهلاوى الأصل"، كان السر فى فرحتى بالنجمة التاسعة هو هذا المدير الفنى الوافد من جنوب أفريقيا، ويمارس مهمته باحترافية على خط الملعب، ويمتلك مهارة إضافية فى تصريحاته للإعلام وحديثه المهذب وبلغة راقية وقورة عن تاريخ النادى الأهلى، ومدى الشرف الذى ناله بانضمامه إلى قائمة المدربين  من "صائدى البطولات" .. وفلسفة "القبطان الأسمر" كرجل رياضة وعقل سياسة كافية لرفع القبعة تقديرا لحسن اختياره والاعتماد على قدراته فى المهام الصعبة!.

‫-‬ بيبو: أسطورة كل شيء .. لاعب تاريخى وأمين  صندوق ونائب رئيس ثم رئيسا .. وفى تقديرى أن كأس البطولة هذه المرة يذهب تحديدا إلى ساحر "الكرة الذهبية"، وكأن عينى "إمبراطور الجزيرة" خلف كمامته تسبحان فى شريط ذكريات حصوله "لاعبا وقائدا للفريق" على نفس البطولة عامى ١٩٨٢و ١٩٨٧، ثم تتوالى الانتصارات تحت أمانته للصندوق وصولا إلى موقع "الرجل الثانى" أيام البرتغالى مانويل جوزيه وخلفائه، وانتهاءً بالنجمة الأخيرة فى عهد "الرئيس الخطيب" .. ودلالة الشريط فى جوهر مشوار معبود الجماهير المصرية والعربية والأفريقية، وسلسلة الأوسمة والنياشين  التى أحرزها ووضعها على صدره بموهبة وذكاء وشرف .. وحتى إن اختلفت مع سياسته أو رؤيته لقضايا أو حالات رياضية، تظل عُملته النادرة فى سوق وبورصات "الساحرة المستديرة" الأكثر تداولا وارتفاعا وصعودا بسرعة الصاروخ، دائما خارج المنافسة وأى سباق!.

‫-‬ ومن لقطات الـ "٥ نجوم" السابقة نتعلم الكثير ونفكر فيما تحتاجه الرياضة المصرية من رسائل ومحطات يمكن أن تصنع مجتمعا عظيما .. أو تهدم إنسانا عظيما!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط