الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد العزيز صبرة يكتب: تموت الحرة.. ولا تأكل

صدى البلد


هل ترى العنوان فجًا وصادما وغير لائقًا؟ معذرة يا صديقي ، كان الناس يقولون تموت الحرة ولا تأكل بثدييها، لما كان هناك ذوق، وحياء ، وأدب.
و أود تأكيد معنى إنعدام الشرف وإنتشار العُهر والعري وموت النخوة..
صُدمت يوما ، حين وجدت أحد الشباب خريج أحد المعاهد العُليا، وكنت زميلا له في عمل بشركة مقاولات، بعد أن تعطل بي العمل في الصحافة والإعلام والكتابة، وجدته يشاهد فيديو على هاتفه النقال على جروب واتس شيرته إحدى الفتيات وكان الفيديو صادما لي ..
كان شابا يُلقي مقطعا من الشعر لحبيبته ويُقسم لها بعزته وجلاله أنه لن يتركها ..
نعم يا صديقي الشاب الشاعر كان يقسم بعزته وجلاله ..كان يقول نصا "وعزتي وجلالي" إنه لن يتركه يعني وهكذا..
فاستوقفت الشاب الزميل واستوضحت منه الأمر فإذا هي مجموعة واتس آب للتواصل بين الشباب وقامت إحداهن بإرسال أو مشاركة مقطع الفيديو للشاب الشاعر وإذا بي  أسال الشاب الزميل هل تعرف معنى هذا القسم العظيم وهل تعرف إنه يخص الله سبحانه وتعالى ..وأنه هو الله وحده الذي له "عزته وجلاله"..
ولكني لم أندهش إذ أرجعت الأمر إلى ما شاهدته مع ولدي وبناتي من ملازم دراسية ونظام للدروس الخصوصية من أول سنة أولى حضانة أو كما يقولون كي جي..إذ لا معنى ولا توق ولا قيم ولا قيمة ..والمهم هو دفع إتاوة الدروس الخصوصية وشراء الملازم المخلة للعلم والتعليم والأدب والاخلاق .. 
فسد التعليم وفسد معه كل شئ ، لم يُعد هناك لا تربية ولا تعليم ..وتذكرت كيف كنت أشرح معنى بيتا من الشعر كان يقول فيه زهير بن أبي سُلمى " ونشرب إن وردنا الماء صفوًا . .  ويشربُ غيرنا كدرًا وطينًا" وكانت زيارة لموجه لغة عربية وفاجأنا في الصف الثالث الإعداي بطلب شرح البيت ومعناه وما كنا قد درسناه بعد ولم نستمع لشرح له ..ولما شرحته وبينته سألني الموجه هل "أنت باق في الصف؟" فأجبته، بلا قاطعة.
وجدتني أدافع عن فتاة الفوتوسيشن التي إستعرضت أردافها وأثدائها وأفخاذها الضخمة في فوتوسيشن بصفح الهرم سقارة، وهاجمها المجتمع على السوشيال ميديا، ووجدتني متعاطفا معها ، إشمعنى هي يعني ؟ من قبلها كشفت نجمة سينمائية وتليفزيونية مؤخرتها صراحة ، نعم فقد كشفتها ، العورة الغليظة، أو المغلظة في مهرجان سينما أمام الكاميرات ، عامدة متعمدة مدعية أنها كانت غلطة وأن المصور هو من تعمد ..إلا انها عادت وكذبت نفسها إذا أخرجت ابنتها الشاب بنفس القستان الكاشف للمؤخرة كشفا كاملا في مهرجان سينما آخر مؤخرا ..
وقبلها بسنوات كشفت ممثلة أخرى في إحدى صور الفوتو غرافيا ومعها ابنتها وأظن أختها كشفت ما بين فخذيها الأمامي ، والصورة منتشرة ويظهر بها فرجها ..
وهناك الراقصة – التي قدمت عبر قناتي يوتيوب آلاف الفيديوهات لاستعراض مؤخرتها وأفخاذها وأثدائها ، بل في أحد الفيديوهات خرجت علينا حاملة درع اليوتيوب الذهبي على مؤخرتها  أو على التوتة كما يقول الشباب ، معلنة إعتزازها بها إذ هي التي منحتها هذا الدرع الذهبي وحققت لها كثيرا من الأموال ..وبالمناسبة هي تدعي أنها راقصة شرقية ولم نرى لها رقصا شرقيا، بل هو كله استعراضا وتصديرا لأعضائها..ورغم ذلك سكت عنها المجتمع سنوات وسنوات لولا ان اجهزة الدولة تحركت ضدها مؤخرا وحبستها ..
الحقيقة لقد انتشرت الفيديوهات المخلوطة بالرقص الفاضح والفج والأغاني الهابطة منذ 3 عقود فيما عرف بالفيديو كليب وبها كثير من الأرداف والصدور العارية واستخدامها بشكل فج ...
وهناك اليوتيوبر وزوجته اللذان حققا شهرة وأموالا ضخمة وأصبحا نموذج للشباب حين استعرضا كثيرا عاريين إلا بالمايوه وفي أوضاع شديدة الخصوصية بل وقدما بعض المشاهد إذ ظهر اللطخ في حمام سباحة مع "مراته" وصديقه يقف خلفها وجميعهم بالمايوه البكيني طوال الفيديو في إيحاء صريح أنه ليس لديهما مشكلة في تموضع الصديق خلف الزوجة..فضلا عن بثهما لحظات ولادتها... 
وهناك الراقصة البرازيلية التي حملها المجتمع فوق الأعناق عقب وصلة رقصها في أحد صالونات التجميل – آسف ..البيوتي سنتر-  فرحا منها بجمال شعرها وما حصلت عليه من خدمة وزينة..
ثمة إعتراض من أصدقاء وزملاء حين قارنت بين موقف المجتمع المعادي لفتاة الفوتوسيشن وبين موقف نفس المجتمع قبها بأسابيع المتعاطف مع الراقصة البرازيلية بأنها قدمت رقصا جميلا وفنا متعارف عليه ..
وهل أصبح الرقص الشرقي بما أنه فنا متعارف عليه - ...- هل أصبح مدعاة للزهو والفخر، بحجة أنه مهنة، أليست الدعارة مهنة لمن يمتهنها والسرقة مهنة لمن يمتهنها والقتل مهنة لمن يمتهنه...
هل إذا أدت  الداعرة أو أدى القواد أو القاتل عمله بمهارة أصبح شريفا يؤدي عملا شريفا ..على الأقل المجتمع لم يجمع حتى الآن على إعتبار الرقص الشرقي الأصيل الذي قدمته راقصات شهيرات شرفا وفخرا وزهوا ...
ومؤخرا خرج شاب فاضحا لفتاة يوم كتب كتابها بميكروفون في عرض الشارع فاضحا لها ولأهلها مدعيا بصوت ميكروفونيا أنها كانت معه ورفيقة له وكذا وكذا ..وفي النهاية اتضح أنه كان "بيهزر، وبيعمل فيديو عشان يركب التريند " 
..كثير من الأحداث والنماذج السيئة والتي هي باختصار تؤكد أننا نحتاج لإعادة تنظيم منظومة القيم والتأكيد على المبادئ والأخلاق والجمال والذوق..
نحتاج لنردد أن الشرف والسمعة أغلى من كل مال وأن الحرة تموت ولاتأكل بلحمها، وأن الحياء سيد الأخلاق...
نحتاج لتشريع ينظم الفيديوهات واستخدام النت والكاميرات ..و أتوقع أن السوشيال ميديا تحرق نفسها بنفسها وأنها إلى زوال قريب ولكن يجب أن نتخذ موقفا حازما وحاسما حتى لا يزول معها مجمتمعنا بقيمه وأخلاقه.