EN 
شيّع المئات من أهالي قرية كوم بدار التابعة لمركز المنشأة في سوهاج، جثماني اثنين من أبنائها اللذين لقيا مصرعهما غرقًا أثناء محاولتهما السفر إلى ليبيا عن طريق الهجرة غير الشرعية، من خلال مركب الموت.
صريخ وبكاء وصياح وشهقات متتالية، اللون الأسود ساد بالقرية وغيم سماء المركز بأكمله.
وكانت محافظة سوهاج فقدت ٤ من أبنائها إثر غرق المركب بساحل السلوم.
وكان الموت خطف ١٠ رجال من أبناء محافظة سوهاج بذات الأسبوع، حيث فقدت ستة أشخاص إثر حادث طريق الموت بمركز دار السلام أمام قرية البلابيش في تصادم أتوبيس تابع لشركة الصعيد للوجه القبلي، بسيارة ميكروباص، وكان يومًا أليمًا على جميع أهالي المحافظة.
ولم تختتم سوهاج عزاء فقداء حادث دار السلام حتى بدأت في عزاء أبناء مركز المنشأة، والتي أودعت ٤ من أبناء لقوا مصرعهم غرقًا؛ وذلك أثناء استقلالهم مركب صيد للهجرة غير شرعية عن طريق البحر الأحمر، حيث غرقت بمُستقليها في ساحل مدينة السلوم بالقرب من الحدود المصرية الغربية.
"صاحبه في الجيش قاله أنا هخلص وأسافر أشوف لك سفرية معايا"، بهذه الكلمات بدأت عبد الله الزيات، أحد جيران الشاب العشريني جمال عمر، ابن قرية كوم بدار التابعة لمركز المنشأة جنوب سوهاج، حديثه مع "صدى البلد"، موضحًا أن أحد أصدقاء الشاب بالجيش الذي انتهى من أداء خدمته العسكرية به من أقل من ٢٠ يومًا، أقنعه بالهجرة غير الشرعية إلى الخارج كي يعمل.
وأوضح أن السمسار كان يقرب لصديق "جمال" وهو من أخذ المال من الغريق وأوصله إليه، "كان عاوز يجهز شقته عشان يتجوز ويساعد أهله... بلدنا معرفتش قيمتنا وغصب عننا بندور على اللي يقدرنا".
وأكد جار المتوفى أن أسرته لم يكن لديها علم بوفاة نجلهم إلا من بضع ساعات فقط، حيث رأى أحد أقاربه من ناحية الأم خبر غرق مركب الموت التي لقى عدة شباب مصرعهم إثر محاولة سفرهم بها خارج مصر بطريقة غير شرعية، وحاولوا الوصول إلى إذا كان جمال عمر من بينهم أم لا حتى تأكد لهم الأمر من خلال مستشفى بلوم المركزي، والتي تم إيداع جثته بمشرحتها.
