الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

والده مصري.. وفاة آخر جاسوس مزدوج جنّده السوفييت وقلب بريطانيا رأسا على عقب

جورج بليك
جورج بليك

عاش حياة مليئة بالمغامرات، ووصفته المخابرات الروسية بضابط المخابرات الأسطوري.. إنه العميل المزدوج الذي عمل لصالح الاتحاد السوفيتي سابقًا، جورج بليك، طوال 20 عامًا من داخل جهاز المخابرات البريطانية.

توفي العميل المزدوج، جورج بليك، العميل السري للاتحاد السوفيتي داخل أجهزة المخابرات البريطانية في موسكو اليوم، عن عمر ناهز الـ 98 عامًا، وبالعودة إلى قصة حياة بليك نجد العديد من الأفلام والكتب التي تناولت قصة حياته، ففي جهاز المخابرات كان يحظى بليك باحترام وتقدير رفيعين.

كان بليك آخر جاسوس بريطاني تم اكتشافه من ضمن سلسلة الجواسيس الذين كانوا يعملون لصالح الاتحاد السوفيتي، في ذروة الحرب الباردة، واشتهر في المملكة المتحدة بهروبه الجريء من سجن "وورم وود" الشهير في لندن عام 1966.

وولد الجاسوس المزدوج الذي قلب بريطانيا رأسًا على عقب، عام 1922 في مدينة روتردام الهولندية وهو من أم هولندية الأصل، وأب مصري من أصول يهودية.

شارك الجاسوس الصغير آنذاك في الحرب العالمية الثانية، وهرب إلى بريطانيا عام 1942، ثم التحق بالبحرية الملكية ومنها انضم إلى جهاز المخابرات البريطاني المعروف بـ "M16"، وكان يعمل على تجنيد الجواسيس في أوروبا الشرقية.

وتم تكليف بليك في 1948 للذهاب إلى عاصمة كوريا الجنوبية سيول تحت غطاء منصب نائب القنصل البريطاني، لكنه تم أسره مع غيره من الدبلوماسيين البريطانيين لدى كوريا الشمالية إبان الحرب الكورية التي اندلعت في يونيو 1950.

وأمضى بليك ثلاث سنوات في السجون الكورية، وشهد على آثار قصف هذه البلاد واطلع على العقيدة الماركسية وأصبح شيوعيا، ومن وقتها أكد مرارًا أنه لم يتعرض لأي ضغط لتغيير مواقفه السياسية، وكان قراره باعتناق الأفكار الماركسية طوعا بمحض إرادته.

ومنذ ذلك الحين، انطلق تعاون بليك مع الاتحاد السوفيتي والذي استمر أكثر من 20 عاما، وكان الاتحاد السوفيتي محظوظًا بالتعاون مع بليك في ذلك الوقت، الذي سلم السوفييت كميات ضخمة من البيانات السرية التي أتاحت للمخابرات السوفيتية الكشف عن العديد من العملاء المزدوجين البريطانيين.

وتم اكتشاف بليك في بريطانيا عام 1959 وفي عام 1961 أمرت محكمة مغلقة بسجنه لمدة 42 عاما (أي ثاني أطول عقوبة سجن في تاريخ المملكة المتحدة).

وأمضى بليك خمس سنوات وراء القضبان، وفي عام 1966 هرب من سجن "وورم وود" بمساعدة معتقلين آخرين من النشطاء المناهضين لبرنامج بريطانيا النووي العسكري.

واستطاع بليك الفرار من بريطانيا عبر قناة المانش ووصل بسلامة إلى ألمانيا الشرقية، ومنها إلى الاتحاد السوفيتي.

وكان بليك يقيم منذ ذلك الحين في موسكو وظل حتى وفاته ملتزما بالشيوعية.