ما السور التي تقرأ بعد الصلاة ؟ يستحب للمسلم أن يدعو الله تعالى عقب الصلاة لأنه من مواطن استجابة الدعاء، وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم قراءة سور بعد الصلاة، وترديد أذكار بعد الصلاة لما فيها طمأنينة للنفوس وراحة للقلوب؛ فقد قال تعالى: « ...أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ».
أولًا: يستحب أن يقرأ آية الكرسي بعد الصلاة: «اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ» (البقرة:255).
ودلت السنة النبوية على فضل قراءة آية الكرسي دبر الصلاة، فروى أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: عن رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْمَوْتُ». أخرجه النسائي في السنن الكبرى، والطبراني في المعجم الكبير، وابن السني.
ثانيًا: يستحب أيضًا للمصلي أن يقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين بعد كل صلاة، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، يقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين وهما قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس بعد كل صلاة، ويكررها ثلاث مرات بعد المغرب والفجر.
سورة الإخلاص 4 آيات وهي قول الله تعالى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ».
سورة الفلق 5 آيات وهي قول الله تعالى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ».
سورة الناس 6 آيات وهي قول الله تعالى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاس إِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ».
اقرأ أيضًا:
شرح سورة الإخلاص
هي سورة مكية، وهي من أعظم سور القرآن؛ إذ هي صفة الرحمن.. سميت سورة الإخلاص لأنَّها خالِصة في وصف الله سبحانه ليس فيها غيره، أو أنها خالصة في التوحيد الخالص لله عز وجل، أو لأنها تخلص صاحبها من الشرك والنار.
سبب نزولها: روى الترمذي عن أبي رضي الله عنه، أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم انسب لنا ربك، فأنزل الله «قل هو الله أحد»
وعند البيهقي والهروي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-، أَنَّ الْيَهُودَ جَاءَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم- مِنْهُمْ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ وَحُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، صِفْ لَنَا رَبَّكَ الَّذِي بَعَثَكَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)». فكان فيها الإعلام والإفهام والرد والإفحام، وإثبات الكمال لله بجميع أشكاله، ونفي الشرك والنقص عنه بجميع أنواعه وألوانه وأحواله.
اقرأ أيضًا:
شرح سورة الفلق
«قل» متعوذًا «أَعُوذُ» أي: ألجأ وألوذ، وأعتصم «بِرَبِّ الْفَلَقِ» أي: فالق الحب والنوى، وفالق الإصباح.
«مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ» وهذا يشمل جميع ما خلق الله، من إنس، وجن، وحيوانات، فيستعاذ بخالقها، من الشر الذي فيها، ثم خص بعد ما عم، فقال: «وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ» أي: من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس، وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية.
«وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ» أي: ومن شر السواحر، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد، التي يعقدنها على السحر.
«وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ» والحاسد، هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره، وإبطال كيده، ويدخل في الحاسد العاين، لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس، فهذه السورة، تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور، عمومًا وخصوصًا.
ودلت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره، ويستعاذ بالله منه «ومن أهله».
شرح سورة الناس
هذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم، من الشيطان الذي هو أصل الشرور كلها ومادتها، الذي من فتنته وشره، أنه يوسوس في صدور الناس، فيحسن «لهم» الشر، ويريهم إياه في صورة حسنة، وينشط إرادتهم لفعله، ويقبح لهم الخير ويثبطهم عنه، ويريهم إياه في صورة غير صورته، وهو دائمًا بهذه الحال يوسوس ويخنس أي: يتأخر إذا ذكر العبد ربه واستعان على دفعه.
فينبغي له أن «يستعين و» يستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم.
وأن الخلق كلهم، داخلون تحت الربوبية والملك، فكل دابة هو آخذ بناصيتها، وبألوهيته التي خلقهم لأجلها، فلا تتم لهم إلا بدفع شر عدوهم، الذي يريد أن يقتطعهم عنها ويحول بينهم وبينها، ويريد أن يجعلهم من حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس، ولهذا قال: «مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ».
أذكار بعد الصلاة