الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كوارث الكابيتول.. حوادث دمرت الكونجرس عرين الديمقراطية الأمريكية عبر التاريخ

اقتحام الكونجرس
اقتحام الكونجرس

ليلة طويلة قضتها العاصمة الأمريكية واشنطن وتحولت فيها إلى مسرح فوضى غير مسبوقة في التاريخ الأمريكي، فوضى عصفت بقلب عرين التقاليد الديمقراطية والمؤسسية الأمريكية الراسخة، بعدما اقتحمت جحافل من أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبنى الكونجرس بالتزامن مع جلسة التصديق على نتيجة الانتخابات الرئاسية.

وشاهد العالم عن كثب عبر وسائل الإعلام عملية اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لمبنى الكابيتول (الكونجرس) احتجاجًا على ما يعتبرونه سرقة لفوز ترامب ومتحدثين عن حصول عمليات تزوير بالانتخابات الرئاسية. 

وقد أدت هذه العملية إلى تعطيل جلسة المصادقة على فوز الديمقراطي جو بايدن حيث أجلي أعضاء الكونجرس نحو مكان آمن قبل أن يستأنفوا جلستهم بعد ساعات عقب تأمين المكان.

وبحسب قناة "العربية"، لم تكن عملية اقتحام الكابيتول يوم 6 يناير 2021 أول مرة يشهد خلالها المقر الرئيسي للسلطة التشريعية الاتحادية بالولايات المتحدة حالة من العنف والفوضى فعلى مر تاريخه الذي يمتد لأكثر من قرنين، شهد هذا المبنى عمليات لإحراق وتفجيرات وإطلاق نار أدت لسقوط ضحايا من بين النواب.

في شهر يونيو 1812، اندلعت حرب، لقبت بحرب 1812، حيث وضعت الولايات المتحدة وجهًا لوجه مع البريطانيين الذين تمركزوا بمستعمراتهم بشمال القارة الأمريكية، وقد استمرت هذه الحرب قرابة العامين وثمانية أشهر وانتهت باتفاقية أعادت الأمور لما كانت عليه سابقا ومثّلت خيبة أمل لكلا الطرفين.

وفي خضم هذه الحرب، كان الأمريكيون على موعد مع كارثة حلّت بالعاصمة واشنطن حديثة النشأة. فعلى حسب مكتبة الكونجرس (Library of congress) والموقع الرسمي لمجلس الشيوخ الأمريكي، تدخلت القوات البريطانية يوم 24 أغسطس 1814 بالعاصمة واشنطن واتجهت لإحراق جانب هام من معالمها انتقامًا لمدينة يورك، بكندا حاليًا، التي أحرقها الأميركيون عام 1813.

وإضافة لمقر الرئيس المعروف حاليًا بالبيت الأبيض، أحرق الجنود البريطانيون مبنى الكابيتول. وقد التهمت ألسنة اللهب جناح مجلس الشيوخ الذي كانت أرضيته من الخشب واحترق معه جزء هام من مجموعة الكتب الموجودة بمكتبة الكونجرس كما امتدت النيران نحو أعمدة الخام بالمبنى فألحقت بها أضرارًا جسيمة.

إلى ذلك أنقذت الأمطار الغزيرة ما تبقى من مبنى الكابيتول فساهمت في إخماد الحريق وأبقت على جانب منه. وأمام هذا الوضع، أمر الرئيس جيمس ماديسون أعضاء الكونجرس بعقد اجتماعاتهم بنزل بلادجيت (Blodgett's Hotel) مؤقتًا قبل أن ينتقلوا خلال العام التالي لمبنى آخر عرف بالكابيتول الآجر (Brick Capitol) الذي كان عبارة عن مبنى شيّد اعتمادًا على الآجر الأحمر واستضاف اجتماعات الكونجرس مؤقتًا. وقد تواصلت اجتماعات الكونجرس بهذا المكان لحدود العام 1819 حيث عاد أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب لمبنى الكابيتول السابق الذي شهد إصلاحات كبيرة.

في عام 1835، كان الكابيتول على موعد مع محاولة اغتيال فاشلة لرئيس أمريكي. فأثناء جنازة النائب إرين ديفيس (Warren R. Davis) بالكابيتول يوم 30 يناير 1835، حاول الرسام ريتشارد لورانس إطلاق النار على الرئيس أندرو جاكسون. إلا أنه فشل في إصابته ليقبض عليه ويرسل لاحقًا نحو مصحة عقلية بعد أن أكدت المحكمة على تدهور مداركه العقلية.

وببعض المناسبات، كان مبنى الكابيتول على موعد مع محاولات تفجير. ففي خضم الحرب العالمية الأولى، حاول أستاذ اللغة الألمانية، والمعروف بتعصبه للنظام القيصري الألماني، إريك مونتر تفجير مبنى الكابيتول عن طريق زرع قنبلة بغرفة الاستقبال بجناح مجلس الشيوخ. إلى ذلك، ألحق انفجار قنبلة مونتر أضرارًا بسيطة بالمبنى دون أن يتسبب في إصابات بشرية.

وفي مارس 1971، عمد أعضاء منظمة الطقس تحت الأرض (Weather Underground) اليسارية المتطرفة لتفجير مبنى الكابيتول باستخدام قنبلة احتجاجًا على التدخل العسكري الأميركي بلاوس (Laos). وقد أسفر هذا الانفجار عن أضرار جسيمة قدرت بمئات آلاف الدولارات.

ويوم 7 نوفمبر 1983، هزّ انفجار مبنى الكابيتول وتسبب حسب الموقع الرسمي لمجلس الشيوخ الأمريكي في أضرار قدرت قيمتها بنحو 250 ألف دولار. وتبنت هذا التفجير منظمة أطلقت على نفسها اسم "فرقة المقاومة المسلحة" احتجاجًا على التدخل العسكري الأميركي بكل من غرينادا ولبنان.

ويوم 1 مارس 1954، شهد الكابيتول حادثة إطلاق نار غير مسبوقة بتاريخ الولايات المتحدة حيث أقدم أربعة من القوميين المنحدرين من أرخبيل بورتوريكو (Puerto Rico) على إطلاق نحو 30 رصاصة نحو أعضاء مجلس النواب انطلاقًا من شرفة الزوار.

وقد أدت الحادثة لإصابة خمسة نواب، هم: ألفن بنتلي (Alvin M. Bentley) وكليفورد ديفس (Clifford Davis) وبن جنسن (Ben F. Jensen) وجورج هيد فالون (George Hyde Fallo) وكينث روبرتز (Kenneth A. Roberts)، بجروح متفاوتة الخطورة.