حالة من الصدمة والذهول عصفت بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد اقتحام أنصاره مبنى الكونجرس الأربعاء الماضي، أثناء جلسة التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية.
صدمة أجبرت عددًا كبيرًا نسبيًا من المسئولين الأمريكيين على مراجعة موقفهم المتمسك بالبقاء إلى جانب الرئيس المنتهية ولايته حتى يومه الأخير في المنصب، ودفعتهم إلى تقديم استقالاتهم للنأي بأنفسهم عن وصمة الحدث المشين وغير المسبوق في التاريخ الأمريكي.
وفي خطابات وبيانات استقالاتهم، حمل المسئولون المغادرون ترامب، صراحة أو ضمنًا، مسئولية تحريض أنصاره على الاحتجاج والضغط على نواب الكونجرس لتغيير نتائج الانتخابات وإلغاء فوز الرئيس المنتخب جو بايدن.
وأعلنت وزيرة النقل الأمريكية إلين تشاو استقالتها من منصبها، وقالت في رسالة بريد إلكتروني وجهتها إلى إدارة وزارة النقل، "شهدت بلادنا حدثًا مؤلمًا يمكن تجنبه تمامًا حيث اقتحم أنصار الرئيس ترامب مبنى الكابيتول بعد تجمع حاشد".
وأضافت: "أنا متأكدة من أن هذا هو الحال مع العديد منكم، فقد أزعجني ذلك بشدة بطريقة لا يمكنني ببساطة أن أتنحى عنها لذا أعتزم تقديم استقالتي"، مؤكدة أن استقالتها ستدخل حيز التنفيذ يوم 11 يناير الجاري.
وبذلك تكون إلين تشاو، أول وزيرة في حكومة ترامب تستقيل على خلفية اقتحام الكونجرس، وهي زوجة ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ.
وبعد ساعات قليلة من استقالة إلين تشاو، أعلنت وزيرة التعليم الأمريكية بيتسي دايفوس استقالتها من منصبها، وألقت باللوم على ترامب بسبب تحريضه على "الغزو العنيف غير المنطقي" لمبنى الكابيتول الأمريكي.
وفي رسالة إلى ترامب، قالت ديفوس إنها ستترك المنصب اليوم الجمعة، وأدرجت ديفوس ما وصفته بالنجاحات التي حققتها هي وترامب في سياسة التعليم، قائلة: "كان يجب أن نبرز ونحتفل بالإنجازات العديدة لإدارتك نيابة عن الشعب الأمريكي".
وأضافت: "لكن بدلًا من ذلك، تُركنا لتنظيف الفوضى التي تسبب بها المتظاهرون العنيفون الذين اجتاحوا مبنى الكابيتول الأمريكي في محاولة لتقويض اختيار الشعب".
وتابعت "كان هذا السلوك غير معقول لبلادنا، مضيفة: "ليس هناك شك في تأثير خطابك على الموقف، وهو نقطة انعطاف بالنسبة لي".
وأعلن كبير موظفي البيت الأبيض السابق والمبعوث الخاص الحالي إلى أيرلندا الشمالية، ميك مولفاني استقالته من منصبه، احتجاجا على اقتحام أنصار الرئيس دونالد ترامب مبنى الكونغرس.
وقال مولفاني في مقابلة تلفزيونية صباح الخميس: "اتصلت بوزير الخارجية مايك بومبيو الليلة الماضية لأخبره بأنني أستقيل من ذلك، لا يمكنني القيام بذلك، لا يمكنني البقاء".
وأضاف: "أولئك الذين يختارون البقاء، وقد تحدثت مع بعضهم، يختارون البقاء لأنهم قلقون من أن الرئيس قد يضع شخصا أسوأ".
واستقال أربعة مستشارين كبار في مجلس الأمن القومي الأمريكي على خلفية اقتحام مؤيدي ترامب مبنى الكونجرس الأمريكي.
وذكرت وكالة "رويترز"، نقلا عن مسؤول كبير في الإدارة وشخص مطلع على الأمر، أن الاستقالة الجماعية تأتي في إطار سلسلة استقالات متزايدة لمساعدي ترامب.
وبحسب الوكالة فإن المسؤولين الأربعة هم إيرين والش، كبيرة مديري الشؤون الأفريقية، ومارك فاندروف، مدير أول لسياسة الدفاع، وأنتوني روجيرو، المدير الأول لأسلحة الدمار الشامل، وروب جرينواي، مدير أول لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إن قائد شرطة الكونجرس يعتزم الاستقالة من منصبه الأسبوع المقبل، على خلفية أحداث العنف التي شهدتها العاصمة واشنطن يوم الأربعاء.
ومساء الأربعاء، اقتحمت حشود من أنصار الرئيس دونالد ترامب الحواجز التي وضعتها الشرطة حول مبنى الكونجرس، وصعدوا إلى الباحة الرئيسية للمبنى، ورفعوا أعلاما مناصرة لترامب، ورددوا هتافات رافضة لنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية التي أسفرت عن فوز منافسه الديمقراطي، جو بايدن.
وكان ترامب قد دعا مناصريه خلال تظاهرة، جرى تنظيمها في واشنطن رفضا لنتائج الانتخابات، إلى التوجه نحو الكونغرس، وتصاعدت الأحداث في محيط الكونجرس بعد مطالبة ترامب أنصاره بـ "عدم الاستسلام ورفض الاعتراف بالهزيمة".