الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: 5 أمور تحدث للشيطان عندما يسمع ذكر الله

خطيب المسجد الحرام:
خطيب المسجد الحرام: 5 أمور تحدث للشيطان عندما يسمع ذكر الله

قال الشيخ الدكتور بندر بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن لا سبيلَ إلى الخَلاصِ من الكَيد الشَّيطانيِّ والمكر الإبليسيِّ إلا بجملة أمورٍ، منها الاستعاذةُ بالله من شرِّه؛ فإنَّ من استعاذ بالله أعاذه.

وأوضح «بليلة» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه كذلك التوكُّلُ على الله في دفع كيده؛ فإنَّ أهلَ التوكُّل في أمانٍ من مكره، ومداومةُ الذِّكر المشروع مطلقًا ومقيَّدًا؛ فإنَّ كيدَه ضعيفٌ مردودٌ إلى الوسوسة، وإنَّ الوسوسة لتُفَلُّ بذكر الله تعالى، لأنَّ الذَّاكر محفوفٌ بمعيَّة الله، وإذا ذُكر اللهُ خنَس الشيطانُ، وصغُر وذَلَّ، ولذلك سمِّي: الوَسواسَ الخنَّاس.

وحذر من اتباع الشهوات؛ فإنَّه موكَّلٌ بتزيينها وتسويلها، فإذا حاذرها المرء سلم من كيده وشره، وإذا واقعها فليسرع إلى محو آثارها بالاستغفار والتوبة وتجديد الطَّاعة؛ فإنَّ ذلك يغيظه ويرغمه ويدفع شرَّه، منوهًا بأن الشيطانَ -وإن كان مادَّةً للفساد- وقد أخذ على نفسه العَهدَ أن يتربَّص بهم ويكيدَ لهم وها هو قد جعل من الآدميِّ عدُوًّا له في كلِّ حالٍ.

وتابع: فإنَّ لله في خلقه أسرارًا بديعة وحكمًا عجيبة، منها كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله: حصول العبوديَّة المتنوعة التي لولا خلقُ إبليسَ لم تحصُل، كعبوديَّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعبودية مخالفة الهوى، وعبودية الصبر، وإيثار محابِّ الربِّ على محابِّ النفس وحصول عبوديَّة التوبة، والرجوعُ إليه واستغفاره تعالى، فإنه سبحانه يحب التوابين ويحب توبتهم.

ونبه إلى أنّه لو عُطِّلت الأسباب التي يُتاب منها، لتعطلت عبودية التوبة والاستغفار و حصول عبودية مخالفة عدو الله، ومراغمته في الله، وإغاظته فيه، وهي من أحب أنواع العبودية إليه؛ فإنه سبحانه يحب من وليه أن يغيظ عدوه ويراغمه، ويسوؤه، وهذه عبودية لا يتفطن لها إلا الأكياس، وحصولُ عبوديَّة الاستعاذة به سبحانه من عدوِّه، وسؤاله أن يجيره منه، ويعصمه من كيده وأذاه.

واستطرد: ومنها ترك الخلود إلى غرور الأمل؛ فإن عبيده يشتدُّ خوفهم وحذرهم إذا رأوا ما حلَّ بعدوِّه بمخالفته، وسقوطه من المرتبة المَلَكيَّة إلى المرتبة الشيطانيَّة، ومنها: أنَّ الطبيعة البشريَّة مشتملةٌ على الخير والشَّرِّ، فخُلق الشيطان مستخرجًا لما في طبائع أهل الشر من القوة إلى الفعل، وأرسلت الرسل مستخرجة لما في طبيعة أهل الخير من القوة إلى الفعل… ليرتِّب الله على كلِّ منهما آثاره، وتظهر حكمته في الفريقين، ويظهر ما كان معلوما له مطابقا لعلمه السابق.