الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مفاجآت جديدة.. الأم التي قيدت ابنها في الشجرة: ربطته 25 سنة ومش بنام الليل.. فيديو

 الأم وابنها المقيد
الأم وابنها المقيد في الشجرة

امتزجت لديها مشاعر الحب مع الخوف، إذ قامت أم تبلغ من العمر 51 عامًا  بدائرة مركز فاقوس في محافظة الشرقية، بربط ابنها في شجرة الكافور الأسرع نموا في العالم قلقًا عليه من الهرب أو إيذاء نفسه أو غيره.

قيدت الأم ابنها في الشجرة منذ ما يزيد عن 25 عامًا، حسبما أكدت في حديثها لموقع «صدى البلد» في فيديو موثق بعد أن تخلي زوجها عنهما بسبب إعاقة الطفل الذهنية، فقررت ألا تتركه وتسعى لاحتوائه وعلاجه، لكن كانت الظروف المادية الضيقة سببًا في تأخر وضعه الصحي وموت توأمين لها عانا من نفس الظروف الصحية لابنها المعاق. 
 
«نور عيني وحتة مني».. هكذا تصف سريا كامل والدة الشاب السيد علي، من ذوي القدرات الخاصة، شعورها تجاه ابنها الذي ولد بإعاقة ذهنية منعته من ممارسة حياته بشكل طبيعي كباقي أقرانه، فعاش طيلة عمره الذي يقدر بـ 28 عامًا وحيدًا لا يأكل إلا من يدي والدته، ولا يمارس أي نشاط يومي له إلا بجوارها ومساعدتها، وإن لم تكن موجودة لا يفعل. 

وعن حقيقة الفيديو الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي تقول سريا: «ما عرفتش إنه حد صور ابني اليوم دا لحد ما الشرطة استدعتني، ووضحت ليهم حقيقة الأمر، وهي إني أنا ربطته ساعة بس لحد ما أجيبله أكل، علشان مش يأذي نفسه ويمشي، وأنا بس اللي عرفاله، ومشيت عنه الساعة دي غصب عني، ورغم إني ما بقتش قادرة على رعايته بشكل كامل، إلا إني براعيه على قد ما أقدر».

تؤكد سريا أن الأم تخاف على ابنها منذ إن كان جنينًا في بطنها وقبل أن تعرف نوعه أصلًا، وما قدر له، ولا تعرض على قضاء الله إذا ابتلي المولود بمرض كهذا يؤثر عليه وعليها بقية حياته، وأنها رغم شعورها بالحزن على وضعه الصحي الذي ينتج عنه أحيانًا خروجه من البيت وعدم معرفة طريق العودة؛ لم تتخل عنه وتتركه واضطرت إلى ربطه بشكل بسيط في الشجرة.

«مش بنام الليل من الخوف عليه».. هكذا توضح الأم قلقها الدائم على ابنها الذي رغم كبر سنه إلا أنه كطفل صغير بجسد رجل كبير قد يؤذي نفسه بوضع يده في كهرباء مثلًا، أو الطلوع إلى سطح أحد المباني، أو ترك البيت غفلة من والدته وعدم معرفته طريق العودة؛ فيضطرون إلى البحث عنه لفترة ثم إيجاده. 


تشير الأم إلى أن الوقت الذي تغيب فيه عن ابنها لأي سبب كان؛ لا يأكل فيه من يد أحد غيرها حتى ترجع له، لافتًا إلى أنها تعمل عاملة زراعية في أراضي الغير، وتحصل على معاش المطلقات، والمقدر بـ 323 جنيها شهريًا، مشيرًا إلى أنها لا تريد سوى أن تعيش ما تبقى من عمرها حياة كريمة مع ابنها.

وأردفت أنها تتمنى أن يبني لها منزل مستقل في قطعة أرض تبلغ 60 مترًا، وعبارة عن غرفتين، تبرع بها أحد الأهالي لها، وقامت إحدى الجمعيات الخيرية بوضع حجر الأساس لها، لكن لم يستكمل البناء، حيث المنزل الذي تعيش فيه الآن رغم صغره إلا أنه يعيش به والدها وستمتلكه في المستقبل هي وإخواتها البنات الستة الذين قد يرغبن في بيعه.

تواصل مجلس الوزراء مع الأم فور البث المباشر معها من خلال موقع صدى البلد وعرض عليها إدخال ابنها إلى مصحة نفسية لتلقي العلاج ومراعاة ابنها طوال الوقت، وتوجهت الأم بالشكر لكافة الجهات المعنية التي اهتمت على الفور وساعدتها من الدولة من أكبر المسؤولين إلى أصغرهم، معبرةً: «بشكر الجميع، وما عنديش أمنية غير إن ابني لحمي ونور عيني يفضل جمبي على طول، ويكون يومي قبل يومه».   

فيما قامت إحدى الفرق الخيرية بمركز ودائرة فاقوس بتوفير مرتب شهري للمرأة طوال الحياة، فقالت دينا جمال، صاحبة الفريق، إنهم توصلوا مع الأم على الفور، من خلال أحد المتبرعين الذي تعهد بتوفير مرتب لها طوال حياتها وابنها، مشيرةً إلى أن الفريق يساهم فيه رجال أعمال من الدائرة ومحبين الخير من نواب الشعب وغيرهم ويخدمون الناس في شؤون عديدة، أبرزها: بناء بيوت وتشطيبها، توصيل خطوط غاز، دفع الغرامات عن الغارمين والغارمات. 



ومن جانبها، أكدت خالة الشاب الكبرى، آمال كامل، أن جدته هي من شكت في إصابته بإعاقة ذهنية منذ إن كان عمره سنتين، وتبينوا من خلال الأطباء بذلك، مشيرًا إلى والدته تربطه في الشجرة خوفًا عليه ولمدة قصيرة، حيث تذهب لعملها سريعًا، أو تقوم بغسل الملابس له، ولا يقدر على تهدئته غيرها، حيث أنه يتعصب من حين لآخر ولا يهدئه غيرها.

وأكدت الخالة الكبرى للشاب السيد، والتي تجوزت هي وأخواتها البنات الست في محافظة أخرى، أن أختها سريا كرست حياتها لخدمة ابنها منذ صغره، كما رفضت كل من تقدموا إليها للزواج بعد طلاقها من زوجها من أجل ابنها الصغير، حيث تركهم والده منذ ما يزيد عن الـ 25 عامًا، والذي كان يعمل بوابًا وسافر إلى محافظة أخرى وتزوج وأنجب وأكمل حياته، ولم يسأل عن ابنه ولا مرة واحدة. 


ونوهت: «نفسي دكتور يعالج السيد، وما نزعلش على أختي لما نجي نشوفها، وعاوزة لما أجي أشوف ابن أختي سليم، وما تشكيش أبدا، وتتمني إن يومها يكون قبل يومه، مؤكدة أن الأم وابنها تتلقي معاملة طيبة من جيرانها ». 

وأثناء تصوير موقع صدى البلد ومعرفتها بتفاصيل الواقعة، تبين أن الشاب السيد علي ليس الوحيد الذي يعاني من إعاقة بهذه العائلة التي خيم عليها الحزن، حيث يعاني خاله، والمدعو بـ «كامل سعيد» من شلل رعاش في كامل جسده بعد جوازه وإنجابه لطفلين، الأول 5 سنوات، والثاني 3 سنوات، وسبقها طفلتين توفيا.

وتقول والدة كامل البالغ من العمر 40 سنة، نبيلة على حسن لـ «صدى البلد» إن الرعشة كانت بسيطة جدًا في يده الشمال، ثم انتقلت إلى أيده اليمين وباقي جسده، وتم عرضه على أكثر من طبيب كبير بمحافظات، الشرقية والدقهلية والقاهرة، لكنهم اتفقوا على أن علاجه منذ 4 سنوات هي عملية كي بالمخ تتكلف 200 ألف جنيه، وهذا ليس في استطاعة الأسرة، لكن براتبه البسيط كفراش ضمن نسبة الـ 5٪، ومعاشي اسعاده التزمنا بعلاجه لفترة.

وتكمل زوجة الشاب كامل وأم الولدين الصغيرين أن علاج زوجها شهريًا ألف ونصف، وأبرزها مسكنات قد يضطروا إلى تكرارها من كتر الألم الذي يعانيه، و أحيانا مش بيكون في ايدنا نجيبه، ودي حالة أصعب، لافتة: نفسي القلوب الرحيمة تبصله، ويتعالج ووالده يشوفه كويس ويقدروا بيتعاملوا معه". 


فيما ناشد كل من إبراهيم أحمد، ابن عم الشاب، ومحمد كمال، زميله في العمل واحد أهالي القرية وزارة الصحة للمساهمة في علاجه، وأن يكون في صحة جيدًا يستطيع أولاده من خلالها التعامل معه، وكذلك ووزارة التضامن لمراعاة الشاب السيد على باعتباره من ذوي القدرات والاحتياجات الخاصة.