يسود الترقب الشارع الليبي في الفترة الحالية بعد الاتفاق على مقترح آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة، والذي توصلت إليه اللجنة الاستشارية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف يوم 16 يناير، أجرت البعثة عملية تصويت أمس، استغرقت يومًا واحدًا.
وتناولت وسائل إعلام ليبية منها الوكالة وأيضا صحف الفجر والعهد الجديد تصريحات عضو مجلس النواب سلطنة المسماري، اليوم والتي قالت فيها إن لجنة الحوار السياسي، صوتت بالموافقة على آلية اختيار السلطة التنفيذية بنسبة 73%، موضحة أن التصويت جاء بنعم من قبل 51 عضوا وبـ لا من قبل 19 عضوًا، بينما امتنع عن التصويت عضوان ولم يشارك عضوان آخران.
كما أشارت المسماري إلى أن هذا التصويت تجاوز النسبة المطلوبة وهي 63%، مما يجعل هذا التصويت غير قابلًا للاحتجاج أو الطعن.
واشارت التقارير الي انه في 25 نوفمبر الماضي، نشرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قائمة تضم 75 ليبيًا، من بينها شخصيات سياسية وعامة.
فكان رد فعل الشعب الليبي فوريًا، حيث أعرب الكثيرون في وسائل التواصل الاجتماعي عن معارضتهم للملتقى، لأن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ضمت في الغالب ممثلين عن جماعة الإخوان المسلمين وشخصيات ذات صلة بالجماعات الإرهابية المسلحة.
ومن الأمور المثيرة للجدل أيضًا أن المندوبين في الملتقى قد تم اختيارهم بشكل فردي من قبل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وبالتالي، هم داعمون لرؤية الأمم المتحدة فقط للتسوية السياسية في ليبيا.
فقد أظهرت سياسة الأمم المتحدة في ليبيا على مدى السنوات الماضية بوضوح رغبة المنظمة في المساهمة في تحقيق طموحات الولايات المتحدة في المنطقة.
كما أن المفاوضات التي جرت في تونس على خلفية الحوار السياسي كانت مهزلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. والانتخاب النزيه لمرشحي الحكومة الجديدة تبين أنه كذبة، بسبب المسودة الفاضحة للاتفاق الليبي، التي سُربت مؤخرًا على شبكة الإنترنت، وكذلك الأنباء التي ظهرت عن موضوع "شراء الأصوات" قد أكدت ذلك.
وبالعودة الى ما تم التوصل اليه اليوم، فإنه يُشترط للموافقة على المقترح الذي تم التصويت عليه اليوم، إجماع أعضاء اللجنة الاستشارية حول (آلية اختيار السلطة التنفيذية)، للعرض على أعضاء ملتقى الحوار السياسي للتصويت عليه يوم الاثنين القادم، وذلك في جولة أولى تشترط تحصله على نسبة 63%، وهو ما تم بالفعل اليوم، ولو لم يحدث كان سيتم التصويت في جولة ثانية ويشترط تحصله على نسبة (50+1) من بين أصوات المشتركين في التصويت.
إن ملتقى الحوار السياسي الليبي، الذي ينبغي أن يساهم في تسوية سلمية للوضع في ليبيا، يشكل في الواقع منصة لتنفيذ الطموحات الأمريكية في المنطقة.
وانتهت الكثير من المبادرات السياسية للتسوية الليبية بالفشل، لأنها لم تعكس الاحتياجات الحقيقية للمجتمع الليبي، وسعت فقط إلى تحقيق أهداف اللاعبين الغربيين الرئيسيين في الملعب الليبي المُربك.