EN 
بيت يملؤه الفرحة والسرور والسكينة، بعد أن أنارته تلك الصغيرة الجميلة، أضواء وزغاريد مُتتالية، وفرحًا ينتشر في أجواء الحارة الصغيرة التي تقع بين عدة شوارع رئيسية بقرية الغريزات بمركز المراغة شمالي محافظة سوهاج.
أضواء ملونة تُزين المنزل كي تحتفل الأم بسبوع نجلتها فهي طفلتها الأولى والتي من المؤكد أنها ستكون المُدللة، رغم فرحة الأم وسرورها إلا أن شيئًا ما كان ينقصها ويُزعجها وهو رؤية زوجها حزينًا شاردًا طيلة الوقت، فهو كان لأ يُصدق الأطباء عندما قالوا لهما أنها ستلد انثى، حيث كان يُريد ذكر فهو يرى أحوال الدنيا ويخشى أن تكون تلك الفتاة سببًا لكسرته وإهانته بقية عمره.
لتتفاجئى الأم بعد أن اتممت طفلتها أربعون يومًا، بدخول زوجها المنزل وبيده سيدة تعمل عملًا كاد أن يندثر فهو كان شائعًا قديمًا وهو إيلاد السيدات والختان "داية"، وينفر بزوجته متردفًا بعدة كلمات:"هاتي ريهام من جوه يلا عشان أم محمد تشوف شغلها بسرعة"، جعلت كلماته التي قالها بنبرة حادة قلب الأم يرتجف خوفًا على طفلتها الوحيدة فأخذهما حديث كان كالتالي:
"ام محمد دي شغلها ايه مع بنتي.. متقلقيش مش هتخافي على بنتنا اكتر مني بعدين كل ما كانت صغيره كل ما سهولة ختانها بتزداد فاطمني.. لأ مطمنش دي حتى مش دكتورة اللي جايبها يعني بلاش بالله عليك البنت اصلا تعبانه.. بقولك ايه الموضوع منهي بالنسبة لي والست تتدخل تشوف شغلها خلاص خليكي هنا انتي عشان مش هتستحملي انا هكون معاها".
صراخات متتالية وبكاء ذات الأربعين يومًا أخذ يُزلزل المنزل فوصل صوتها إلى جارتهما المجاورة لهما فذهبت مسرعة لتطمئن على الأم المُستجدة التي ألا يمكن أن تستطع معرفة بعض الأمور في معاملة الأطفال مع أول أطفالها لتتفاجئ "دماء متناثرة وأدوات مُلقاه على الأرض ودموع الأم تُغرق وجهها والأب عاجزًا لا يدري ماذا يحدث او ما يجب أن يفعله الآن" بما شاهدته ونصحتهما بالذهاب بها إلى المستشفى سريعًا؛ لوقف نزيف الفتاة ومحاولة إنقاذها.
وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء دكتور حسن محمود، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارا من مأمور مركز شرطة المراغة يفيد بورود إشارة من مستشفى دار الطب مفاده وصول الرضيعة "ريهام. ح"، ٤٠ يومًا، وتقيم بقرية الغريزات بدائرة المركز، مُصابه بنزيف شديد عقب تعرضها لعملية ختان.
حُرر المحضر اللازم بالواقعة رقم ٢٠٣ إداري لعام ٢٠٢١م، وتولت النيابة العامة التحقيقات.
