EN 
بمحافظة سوهاج وتحديدًا بمركز البلينا، أسفل الكوبري الجديد الذي تم إنشاؤه منذ أكثر من ثلاثة سنوات، أُسر تعيش على جانب الترعة هناك.
كوبري، وأبراج، وسيارات، وبيوتًا مُعمرة بخيرات الله، تطل على ترعة على ضفتها عُششًا يقطنها بشر، حياة بدائية لم يحياها الإنسان بقديم الزمن، يعيشها جيل اليوم والأجيال القادمة.
"اتولدت من ٤٠ سنه لقيت نفسي هنا وامي وابويا متجوزين وعايشين تحت الكوبري"، بهذه الكلمات أخذت "ر. ف"، تقص ل_"صدى البلد" حكاياتها مع عُشتها التي تعيش بها مع ٧ أطفال "أنجالها" وزوجها، وبجانبها شقيقتها وبقية من أهلها.
لم يتمتع أحدًا منهم بحياة كريمة كباقية البشر، بل عاشوا بين الأفاعي والعقارب وظلت حياتهم مُهددة، بيوتًا من طوب نيئ وأسقف من أجذاع شجر، هكذا يعيش عشرة أُسر أسفل الكوبري الجديد بناحية بني حميل بمركز البلينا بمحافظة سوهاج.
"٣٧ طفل غير اللي أخدتهم مننا الترعة وهما بيلعبوا مع بعض حياة عيالنا في خطر وساكتين هنعمل إيه هو حد سآل"، كلمات تصف مُعاناة ٣٧ طفلًا من مواطنو سوهاج تُحيط بهم الأوبئة والأمراض من كل ناحية، لم ينالوا حقهم في العيش بكرامة بين من يُماثلهم من أقرانهم بالمحافظة.
"إحنا بنتعاير على حاجه ملناش ذنب فيها وبيتنمروا علينا وبيقولوا لنا يا شحاتين يا اللي عايشين تحت الكوبري في الشارع وملكمش بيوت"، كلمات يقع إثرها على أنفس الأطفال كالصخور التي تقطم العظام.
أطفال شردتهم الحياة وجنى عليهم المجتمع، وتنمر عليهم أقرانهم، بذنبًا لم يقترفونه ولم يكن بذنبهم، "عاوزين بيت ولو ربع قيراط يجمعنا كلنا ويلمنا بدل الشوارع والذل اللي بنواجهه في مدارسنا"، هذه كانت أمنية "ر، وف، وم، أ، ن"، من الأطفال الذين يعيشون هذه المأساة بحياتهم.
وقالت السيدة المُسنة سكينة، إن المسؤولون بالمحافظة يتغافلون عن مشكلتهم الواضحة وضوح الشمس، ويتغاشون عن مُعاناتنا وذوينا مع هذه الحياة التي لا يتقبلها حيوانًا بريًا.
وذكرت أن المحافظ الأسبق قد أتي لهم منذ أكثر من ثلاثة سنوات عندما كان يُتابع أعمال الكوبري الإنشائية، وعندما رآهم تجاهلهم ونفر منهم، مشيرة إلى أنها تسمع أن اللواء طارق الفقي، محافظ سوهاج الحالي، رجلًا خدومًا لمواطني المجتمع السوهاجي، وتتمنى أن يذهب لهم ليرى حالتهم، ويُسرع بالتحرك وإتخاذ الإجراءات اللازمة لانقاذهم وأطفالهم مما هم عليه.
