الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الطفل المعجزة.. كفيف يعزف لحن أغنية لأم كلثوم ويتمنى مقابلة عمر خيرت ..فيديو

عازف صغير - عمر محمد
عازف صغير - عمر محمد مختار

في عالم النوتة، يعتصر العازف ألمه لتشع من بين أنامله النغمات كشعاع يفرض نوره على القلوب، خاصة إذا كان العازف فقد نور عينيه وقرر إضاءة نوتته بلمسته الساحرة ليأسر القلوب.

«عمر محمد مختار»، طفل كفيف في عمر 10 سنوات، لم يخجل من فقدانه بصره، ولم يعوقه أي شيء في سبيل استكشاف مواهبه الخفية بمساعدة والديه، منذ بزوغه للحياة، فتعلم السباحة والعزف، ومارس الغناء بكل ثقة في كل مكان.

ولم تكن السباحة وحدها هي هوايته الفريدة، فعزف على الكمانجة، والطبلة، وأخيرًا وجد موهبته في العزف على البيانو الذي أصبح جزءًا من حياته حيث أبدع في عزف موسيقى عمر خيرت وأغاني أم كلثوم، عن طريق الاستماع إليها فقط، وبدون نوتة.

العزف على البيانو
بعد تجربة عدة آلات وفرها له والديه مثل الكمانجا التي وجد صعوبة في التعامل معها، مرورًا بالجيتار وأخيرًا البيانو الذي عانقت أنامله الصغيرة مفاتيحه لتعلن عن بزوغ نجم "عازف صغير قوي" يستطيع تقليد كل ما يسمعه ويبتكر منه ألحانًا جديدة وهو يبلغ من العمر 8 سنوات فقط.

تسبح النغمات تحت أصابعه لتخرج إلى النور، فيعزف ألحان «عمر خيرت» وموسيقى أغاني «أم كلثوم» برؤيته الخاصة، فمن بحر الظلام الدامس في عينيه تشرق النوتة بين يديه فتملئ قلوب جميع من حوله بشعاع تخشع له الأبصار وتحن له الآذان.

لم يخجل عمر أبدًا من علته وهو يقطن داخل مجتمع يفتقد معظمه إلى ثقافة التعامل مع فاقدي البصر، فغالبًا ما كانت تنهال عليه العبارات الجارحة مثل "هي عينك مالها؟"، لكنه بكل ثبات وقوة يقف ليشرح حالته وسببها، دون أي خوف أو إحراج.

وقال والده "بتمنى من ربنا ابني يستمر بنفس القوة دي في مواجهة الظروف حتى بعد ما يكبر".

معاناة منذ الولادة

عانى عمر وهو ابن 7 شهور، من انفصال في الشبكية وفشلت العمليات الجراحية في إرجاع بصره، لذا قرر والديه التعامل معه على أنه سليم وليس لديه أي مشكلة.

وعملوا بالتركيز على إبراز مواهبه لكي تزداد ثقته بنفسه، ووصفوا فقدان بصره بأنه "هبة من الله!" فقد عوضه بقوة سمعية وتركيز، ومواهب في العزف، بل وساعداه على حفظ القرآن الكريم بالتجويد.

يدرس عمر في مدرسة للغات، فإلى جانب العزف تميز في دراسته واحتل مكانة كبيرة في قلوب مدرسيه وزملائه بذكائه و"لماضته" وحسه الساخر، فدائمًا ما يطلق جمله الساخرة التي تعبر عن مدى ثقته بنفسه مما يأسر قلب كل من يعرفه.

لم يتوقف حبه للعزف عند البيانو فقط بل تعلم استخدام "الطبلة" وأبدع فيها، بالإضافة إلى مشاركته في عدة حفلات آخرها حفل كبير في دار الأوبرا المصرية.