قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حبس عادي أم جناح.. كيف سيقضي الرئيس الفرنسي السابق فترة سجنه في باريس؟

ساركوزي وزوجته قبل ذهابه للسجن
ساركوزي وزوجته قبل ذهابه للسجن

دخل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي السجن في باريس اليوم الثلاثاء، في اليوم الأول من عقوبة لمدة خمس سنوات، وهي المرة الأولى التي يقضي فيها رئيس سابق لفرنسا الحديثة فترة خلف القضبان.

وتوجه ساركوزي بسيارته إلى مجمع السجن صباح الثلاثاء، ولوح لأنصاره أثناء مغادرته منزله.

وكانت السيارة التي كانت تقله محاطة بعشرات الدراجات النارية والمركبات التابعة للشرطة، في طريقها إلى سجن “لا سانتيه” في جنوب باريس.

حكم على ساركوزي بالسجن لمدة خمس سنوات الشهر الماضي بتهمة التآمر الجنائي، لدوره في مخطط لتمويل  حملته الرئاسية عام 2007 بأموال من ليبيا مقابل الحصول على خدمات دبلوماسية.


وقد استأنف الرئيس السابق، الذي ترك منصبه في عام 2012، الحكم بإدانته، ولكن من المتوقع في هذه الأثناء أن يحتل زنزانة إما في الحبس الانفرادي أو في ما يسمى "جناح كبار الشخصيات" في مجمع سجن لا سانتيه.

معاملة رؤساء داخل السجن 

وعادة ما يتم حجز هذا الجناح للسجناء الذين يعتبرون غير مناسبين للبقاء مع عامة السجناء في السجن، وذلك عادة بسبب الخوف على سلامتهم.

وتحتوي الزنازين في الجناح على سرير معدني ومرتبة ومكتب صغير وثلاجة وموقد طبخ وتلفزيون ودش ومرحاض ومغسلة وخط هاتف ثابت يسمح للسجناء بالاتصال بأرقام معينة مصرح بها.


ومن بين السجناء السابقين مانويل نورييجا، الديكتاتور السابق لبنما، الذي احتجز هناك بعد تسليمه من الولايات المتحدة بعد الغزو الأمريكي الذي أطاح به.

وقد أمضى المعتقل الفنزويلي إيليتش راميريز سانشيز، المعروف أيضاً باسم "كارلوس الثعلب"، بعض الوقت في السجن، كما فعل جاك ميسرين، القاتل سيئ السمعة وسارق البنوك في سبعينيات القرن العشرين، والذي تم تصوير مسيرته الإجرامية في فيلم عام 2008 بطولة فينسنت كاسل.

وبحسب إذاعة فرنسا العامة، تمكن ميسرين من الهروب من سجن "لا سانتيه" مرتديًا زي حارس سجن إلى جانب زميله المجرم فرانسوا بيس.


وقال ماركو مولي، وهو سجين سابق في جناح كبار الشخصيات في السجن، لقناة BFMTV في فيلم وثائقي عام 2022، إن السجن "على ما يرام"، مقارنًا إياه بسلسلة فنادق اقتصادية أوروبية شهيرة.

وفي بيان نشر على موقع X بعد وقت قصير من انطلاق السيارة التي كانت تقله إلى السجن، أكد ساركوزي أنه "رجل بريء".

وقال "بينما أستعد لدخول أسوار سجن لا سانتيه، فإن أفكاري تتجه إلى الشعب الفرنسي من كافة مناحي الحياة والآراء".


وأضاف "أريد أن أقول لهم بكل قوتي أن من يتم حبسه هذا الصباح ليس رئيسا سابقا للجمهورية، بل رجل بريء".

وقال الزعيم السابق إنه "سيواصل إدانة هذه الفضيحة القضائية"، لكنه أضاف أنه "لا ينبغي أن أشفق عليه لأن زوجتي وأولادي بجانبي، وأصدقائي لا حصر لهم".

لكن ساركوزي قال صباح الثلاثاء إنه يشعر "بحزن عميق تجاه فرنسا التي تجد نفسها مهانة بسبب التعبير عن الانتقام الذي رفع الكراهية إلى مستوى غير مسبوق".

رفقة زوجته
وصل ساركوزى، البالغ من العمر 70 عامًا، إلى السجن صباح الثلاثاء، رفقة زوجته التي ظلت ممسكة بيده، وتم نقله إلى قسم العزل حيث سيقيم في زنزانة انفرادية، فى إجراء يهدف إلى ضمان أمنه وسرية احتجازه، وفقًا لما نقلته صحيفة لو باريزيان الفرنسية.

وكشف الرئيس الأسبق في تصريحات سابقة لصحيفة لوفيجارو، أنه سيواجه فترة السجن برأس مرفوع، مصطحبًا معه كتابين فقط: أحدهما سيرة عن المسيح، والآخر رواية الكونت دي مونت كريستو، التي تحكي قصة رجل بريء أدين ظلمًا، في رسالة رمزية لتجربته الشخصية.

ماكرون يتعاطف مع ساركوزي 

ورغم صدور الحكم في عهد الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، الذي تبنى قانونًا عام 2019 ينظم مثل هذه القضايا، فقد أبدى الأخير تعاطفًا إنسانيًا مع سلفه، واستقبله في لقاء ودي الجمعة الماضية، معلقًا بعدها: أن  احترام القضاء واجب، لكن من الطبيعي أن ألتقي أحد أسلافي في مثل هذه الظروف.

في المقابل، أعلن وزير العدل جيرالد دارمانان، المقرب من ساركوزي، عزمه زيارة الرئيس الأسبق في محبسه، وهو ما أثار انتقادات حادة من نقابات القضاة التي رأت في الخطوة  خلطًا بين الصداقة والموقع الرسمي.

وكانت محكمة باريس الجنائية قد أصدرت حكمها في 25 سبتمبر الماضي، بعد اتهام ساركوزي بتلقي تمويل غير مشروع من نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لحملته الانتخابية عام 2007.