الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مزق إرث ترامب بجرة قلم.. الأوامر التنفيذية أداة بايدن لحكم أمريكا

جو بايدن
جو بايدن

"إصدار المراسيم" كان هو الحل الأسرع والجيد الذي يتخذه الرؤساء الأمريكيون المعاصرون، للبدء في مناصبهم بخطوات جريئة، فبجرة قلم كأنهم ملوك قدماء يمسكون صولجانهم للأمر والنهي، فيعلنون ويأمرون ويوجهون ويبطلون أوامر لإبراز سياساتهم الجديدة.

ومنذ أن تولى الرئيس جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة، أخذ يغمر الساحة بإصدار عدد هائل من الأوامر التنفيذية، محققًا تغييرات مفاجئة في السياسة الوطنية التي لا يأمل في إعاقتها الكونجرس بسرعة، إذا حدث ذلك أصلًا.

وحسب المقولة الشائعة التي تقول "ما يأتي بسهولة يضيع بسهولة"، والتي حققها الرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك من خلال إصدار أوامر تنفيذية صعبة انتقدها الكثيرون، إلا أن المحاكم كان لها قول آخر وهي الإسراع في نقضها ووقفها، كما يمكن للكونجرس أن يتجاوزها، حتى يتولى رئيس عكس السلطة ينطلق في اتجاه آخر مرة أخرى.

ووفقًا لتقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس"، ففي أول أيام تولي بايدن الرئاسة الأمريكية، أصدر سلسلة من الأوامر التنفيذية كان من أبرزها إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ، وإنهاء القيود التي فرضها ترامب على السفر من بعض البلدان ذات الأغلبية المسلمة، ووقف بناء الجدار الحدودي الذي فرضه سلفه السابق، وحماية المهاجرين الذين وصلوا إلى واشنطن بشكل غير قانوني وهم أطفال، وإنهاء حظر انضمام المتحولين جنسيًا إلى القوات المسلحة، وهذه أمثلة بسيطة.

إجماليًا، أحدث بايدن تحولًا في النبرة والمضمون في الأيام الأولى من رئاسته، وذلك بعد ترامب، الذي كان لا يرى أي خطأ في قراراته أو يستجوب نفسه أبدًا.

بالإضافة إلى ذلك، قالت الوكالة إن موقع "تويتر" أصبح "منطقة ميتة" الآن لمعرفة ما يدور في ذهن بايدن في الوقت الحالي، إلا أن العالم أصبح يستمع إلى كلمات من المكتب البيضاوي، غريبة على الآذان في الآونة الأخيرة، مثل دعوة المواطنين إلى محاسبته في حال الخطأ، والاعتذار عن تصريحاته، والمطالبة بالالتزام بارتداء الكمامات.

وحسب الوكالة، فإن تصريحات بايدن المتواضعة ومجاملاته تذهب إلى حد بعيد، فعندما يتعلق الأمر بتفكيك إرث سلفه السابق، فتكون جرة القلم والكلمات المعسولة هي بداية بايدن الشرسة في سدة الحكم، ومثل كثيرين من قبله، يختبر حدود ما يمكن أن يفعله الرئيس من خلال مرسوم.

ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية الأمريكي في جامعة ويسكونسن كينيث ماير: "الكثير مما فعله بايدن هو تمزيق ما فعله ترامب"، مضيفًا "عمليا كل الرؤساء يفعلون أشياء توسع نطاق السلطة التنفيذية".

يذكر، أن الرئيس الأسبق باراك أوباما وقع اتفاقًا نوويًا مع إيران وصاغ اتفاق باريس وانضم إليه دون أن يوقع الكونجرس عليه، مستخدمًا سلطة الرؤساء المعترف بها لعقد صفقات دولية برغم ترك تلك التحركات عرضة للخطر بسبب عدم موافقة المشرعين، ليأتي بعده ترامب وينسحب من كلايهما.

وبسبب عدم تمكنه من إقناع الكونجرس بإقرار قانون الهجرة، استطاع أوباما من جانب واحد حماية المهاجرين الشباب "الحالمين" من الترحيل، ولم يترك أي شيء في القانون يضمن استمرار حمايتهم.

وفي عهد ترامب، وخلال سنته الأولى في المنصب، حتى إقرار التخفيضات الضريبية في أواخر عام 2017، لم يحقق الرئيس السابق أي إنجازات تشريعية كبيرة على الرغم من سيطرة الجمهوريين على الكونجرس في ذلك الوقت، كما لم يسجل العديد من المكاسب الكبيرة في القانون بعد تعطيل الميزانية. لكنه كان قاسيا مع الأوامر التنفيذية.

وأضاف ماير: "كل رئيس يبحث عن تلك الفرص.. ما فعله ترامب هو القيام بأشياء لم يفعلها الرؤساء السابقون حيث كان مفتونا بقواه الخاصة.. لقد كان عدوانيًا بشكل غير عادي ولم يحترم الحدود الخاصة لما يجب على الرؤساء فعله، كما كان غير كفء بشكل مروع".

واستطاع بايدن التحرك لمواجهة ما فعله ترامب بأمر خاص به، لكن نشره للأوامر التنفيذية منذ عدة أشهر لم يكن سلسًا تمامًا.

فمنع قاض فيدرالي في ولاية تكساس الأمريكية، تنفيذ أمر للرئيس الأمريكي جو بايدن، بتجميد ترحيل المهاجرين غير الشرعيين لمدة 100 يوم، بعد دخوله حيز التنفيذ، كما يستعد لمهام ثقيلة مع الكونجرس بشأن خطة الإغاثة من فيروس كورونا، وجدول أعماله التشريعي الطموح.