تصاب الحيوانات ببعض الأمراض المستعصية، والتي يصعب علاجها سواء حيوانات أليفة أو غيرها، مما يدفع مالكها لتخفيف معاناتها واللجوء إلى قتلها بطريقة «القتل الرحيم»، بدون إراقة دمائها، هذه الطريقة يُسمح باستخدامها في بعض البلاد فيما يتم منعه في بلاد أخرى، وأثيرت هذه القضية من جديد على مدار الساعات الماضية بعد إصدار دار الإفتاء المصرية فتوى للقتل الرحيم للحيوانات.
الموت رحمة
تربية الحيوانات الأليفة هي الهواية المفضلة لنانسي حازم (38 سنة)، حيث تحتفظ بـ قطتها الأليفة منذ عدة سنوات وبعد زواجها تقوم بتربية صغار القطة وتخطى عددهم 6 قطط، وبرغم حبها الشديد لهذه القطة (تومي) كما تطلق عليها إلا أن نانسي قامت بقتلها.
وتروي تفاصيل هذا الموقف لـ «صدى البلد» وتقول: "خرجت تومي من المنزل وصدمتها سيارة وأصيبت بكسور خطيرة ونزيف دخلي وخارجي وحاولت علاجها عند اكثر من طبيب ولكن لم يستطيعوا علاج حالتها أو إجراء جراحة لها لأنها دقيقة وغير متوفرة في مصر".
حتى قررت اللجوء إلى إحدى جروبات فيسبوك الخاصة بالحيوانات الأليفة، أملا في الحصول على المساعدة لعلاج قطتها، ولكنها تفاجأت بأن التعليق الأكثر تكرارا هو نصحها بإتباع القتل الرحيم للقطة بدلا من تركها تتألم وتتعذب، وتقول: "اتفاجئت إنهم عاوزني أقتلها ولما استغربت أكتر من حد قالي إنه ريح حيوان خاص بيه كان مريض بأكل مسمم أو حقنة هوا".
القتل الرحيم بشروط
أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى عن القتل الرحيم، وقالت في بيان أنه لا يجوز شرعا قتل الحيوانات دون سبب أو مبرر قوي تقدره الجهات المختصة، أما عن إباحة قتلها فيما يعرف بـ «القتل الرحيم» للحيوانات المصابة بمرض يسبب لها الألم الشديد والمستمر الذي لا يُرجى شفاؤه فهو أمر جائز شرعا ليتخلص الحيوان المصاب من هذا الألم، لأن ترك المريض يتألم هو التعذيب الحقيقي.
وتتم عملية «القتل الرحيم» بشروط وهي أن يتم القتل تحت إشراف الجهات المختصة، وكذلك باختيار طريقة مناسبة ووسيلة رحيمة بالحيوان ليس فيها أذى أو تعذيب للحيوان، واستشهدت فتوى دار الإفتاء بحديث شريف، قال النبي صلى الله عليه وآلــه وسلم: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته».
موقف الاطباء من القتل الرحيم
يقصد بمصطلح «القتل الرحيم» إنهاء حياة الحيوان المريض الذي يتألم ولا أمل من شفائه، وذلك للتخفيف من معاناته، ويقول د. علي جمال الطبيب البيطري لـ «صدى البلد» أنه لا يتخذ هذه الخطوة إلا بعد دراسة لحالة الحيوان وهل هو بدأ في معاناة الموت أم من الممكن علاجه.
ويتابع: "الحالات الأصعب تكون للحيوانات التي تعرضت لحادث لايمكنها من تناول الطعام أو الحركة وبالتالي فهي ستموت فعلا ولكن بمعدل بطئ جدا يزيد من آلامها، وبرغم عدم تنفيذه لعمليات القتل الرحيم بالعيادة إلا أنه أوضح تفاصيل الحالات التي كثيرا ما تعرض لها في العيادة.
لم يختلف الأمر عن مركز الغريب البيطري لطب وجراحة الحيوانات الأليفة، وتقول د. مريم: "نحن لا نحفز فكرة القتل الرحيم للحيوانات على مدار سنوات عملنا، وتعرضنا لاستقبال العديد من الحالات التي على مشاف الموت ولكن نرفض تنفيذ القتل الرحيم".
ورغم أن دار الإفتاء أباحت الأمر، لكن د. مريم تقول: "هذا الأمر حرية شخصية، وأنا أرفض تنفيذه ومن الحالات الصعبة التي استقبلناها حالات أصيبت بكسور أو حوادث أو سقطت من أدوار عليا مما أثر عليها وإذا كانت حالة ميئوس منها الجأ إلى إعطائه المهدئات والمسكنات"، وتتابع: "حتى لو كده كده هيموت أعجل بموته ليه !".