الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أضاحي وحفر آبار.. قصة شاب مصري سفير للخير في تنزانيا.. شاهد

عبدالرحمن شعبان وأطفال
عبدالرحمن شعبان وأطفال من تنزانيا

شاب مصري نذر حياته للخير في بلد آخر، فما بين الإطعام والمساعدة والدعوة للتعريف بتعاليم الإسلام يقضي أيامه، حتى أصبح محل ثقة لدى مفتي دولة تنزانيا، وكذلك سفيرا للأعمال الخيرية بأموال المصريين، وغيرهم من محبي فعل الخير، في القرى الفقيرة بالبلد الإفريقي.

من مصر لـ تنزانيا

تواصل «صدى البلد» مع الشاب المصري "عبدالرحمن شعبان"، خلال إقامته في تنزانيا، ليروي قصته الملهمة، وسفره من مصر إلى تنزانيا، قبل عام ونصف العام، بعد نصيحة أحد أصدقائه بالعمل هناك، ويقول عن ذلك: "استمعت لنصيحة صديقي، وسافرت للعمل معه في مزرعته، وبعد إعجابي بالبلد؛ بدأت في مشروعي الخاص في مجال تربية الحيوانات والزراعة".

"سنجيدا"، هي القرية التي يعيش فيها عبدالرحمن، وصادف وجوده مع 4 مصريين آخرين فقط في القرية والقرى المجاورة،: "قررت أقعد، لما شوفت حال الناس، وظروفهم الصعبة" كما قال لـ «صدى البلد».

يمتلك عبدالرحمن مزرعة كبيرة، وبعد ذلك فكر في استغلال المحاصيل الزراعية واللحوم في افتتاح مطعم، خاصة بعدما وجد ان الدولة بها العديد من الإمكانيات المؤهلة لافتتاح مشروع، ولكن ينقصها امتلاك أهلها للمال اللازم مما يضع أمر الاستثمار في أيدي الأجانب عن البلد، وبحسب تجربته، فإن أغلب من في البلد من "الهند، وعمان، واليمن".

خير عابر للبلاد 

بعد نجاح مشروعه في تنزانيا قرر القيام بواجبه تجاه البلد الافريقي، متطوعا في أعمال الخير مثل حفر آبار المياه وذبح الأضاحي أو العقيقة، ويقول عن ذلك: "الحياة هنا بدائية جدا في القرى والناس محتاجة"، وتواصل معه المصريين من أقاربه ومعارفه لتحويل لاموال اللازمة لعمل الخير تحت إشرافه.

وتتم عمليات الذبح تحت إشراف صاحب المال، إما من خلال التصوير بخاصية البث المباشر وقت الذبح، أو تصوير مقطع فيديو يظهر فيه عبدالرحمن بوجهه، وخلفه الماشية لحظة الذبح، مع الدعاء لصاحب عمل الخير، وذكر اسمه، ويقول: "عشان أفرَّح صاحب العمل، ويحس إن فلوسه وصلت لهدفها، وكمان تأكيد ليه القيام بعمل الخير".

سفير الخير

كل هذا يتم بعد التنسيق مع إمام القرية المنوط بها الذبح، مع تصوير الحيوان بعد اختياره، وكذلك تصوير مكان الذبح، وتصوير لحظة الذبح مع نطق اسم صاحبها، والدعاء له، كنوع من التوثيق، ويتم توزيع اللحوم على حسب عدد سكان القرية، ويقول: "في ناس بتحب تزود توزيع أرز مع اللحم، بيكون حوالي 13 كيلو أرز، ويتم تقسيمهم".

اعتاد عبدالرحمن والفريق المعاون، على توزيع اللحوم مطهية قبل جائحة كورونا، ولكن بعد تعليمات الحكومة التنزانية بمنع التجمعات في مكان واحد؛ لجأوا إلى توزيعها بدون طهي، ويقول عن ذلك: "حسيت إن ده أفضل من وجبة واحدة، لكن اللحوم يتم تخزينها بمعرفة الأسرة".

تبعد "سنجيدا"- حيث يعيش عبد الرحمن- حوالي 12 ساعة عن العاصمة دار السلام، ومن خلال معاصرته للمدينة والقرية؛ يرى اختلافا كبيرا بينهما، من حيث الخدمات، وعمل الأهالي، وهذا الاختلاف هو ما دفعه للاهتمام بالأعمال الخيرية هناك، مثل حفر الآبار أيضا، وأرخصها تكون على عمق يتراوح من 7 إلى 15 مترا مع تجهيزه بحلقات أسمنتية، ويقول: "أقوم بتصوير كل الخطوات لصاحب لعمل، والمكان خاليا قبل الحفر، مع تجهيز المكان واسمه مدون عليه، أو اسم صاحب الثواب".