الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طارق البرديسي يكتب: الكوكب التعيس والقيم الغربية!

صدى البلد

ينبئك الواقع أن النزعات الانعزالية الإنفصالية الراغبة في الاستقلال موجودةٌ في كل بقاع الكوكب التعيس، حتى في الدول التي تتجشأ الديمقراطية بعد أن امتلأت أحشائها بحساء تداول السلطة ولحوم حريات التعبير الشهية وحلويات حقوق الإنسان الغربية فضلًا عن مياه منظمات المجتمع المدني الغازية!

في كل مكان توجد تلك النزعة الإنفصالية تنتظر فرصتها المواتية ولحظتها الحاسمة لتعلن عن نفسها مظهرةً مكنونها كاشفةً رغبتها شاهرةً بغيتها ووجهتها، لكنها تنتظر ظروفًا موضوعية وعوامل بيئية ومفردات جيوسياسية وثروات قد تكون أحفورية أو غير ذلك من أبجديات طبيعية وبشرية!
لن نستطيع أن نذكر كل الحالات بتفصيلاتها وملامح تباينها، لكننا ندرك ما يدور في الولايات المتحدة وما يموج في بلجيكا وما كان في إسكتلندا وما كتالونيا عنا ببعيد،حيث يقبع فريق برشلونة الذي يعلن رغبته في استمراره في الدوري الإسباني حتى وإن حصل إنفصال الإقليم الكتالوني، وهو أمر شاذ لا يستقيم إلا إذا كانت الوحدة مستمرة مع إسبانيا، أما ماعدا ذلك فهو إعوجاج كإعوجاج قرون الثيران الإسبانية الحادة!

أيًا ما كان الأمر فإن إسبانيا رفضت إنفصال كتالونيا وقد رفعت في وجهها البيارق الحمراء  لكن الحكومة الكتالونية ركضت مغمضةَ العينين غير مكترثة بمضار الإنفصال وتبعاته، غير مدركة أن البيارق والثيران والملعب واللاعبين والجمهور منظومة يمسك دفة إدارتها الحكومة الإسبانية ومعهم العالم بدوله الإقليمية واتحاده الأوروبي وولايته المتحدة!

يبدو أن الآثار الجانبية للقيم الديمقراطية الغربية قد تلحق كوارث سياسية تضرب أطناب كوكبنا الحائر الباحث الآن عن قيم غير كلاسيكية أقرب ما تكون للطب البديل ،فكما يوجد طب غربي تقليدي وطب أعشاب بديل، أتصور أن هذا النهج ينتقل لمجال السياسة لتجنب الside effects