الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتحى حسين يكتب: حول موضوع تكويد الصحف بالنقابة!

صدى البلد

يبدو أن حلم ممارسة الصحافة يراود معظم جموع الشعب المصري بكل فئاته وشرائحه في السنوات الأخيرة! وكأن مهنة الصحافة، التي تعرضت مؤخرا إلى تراجع شديد بفعل تراجع الإعلانات وأشياء أخري ليس مجالها الآن، هي طوق النجاة لكل عاطل أو لكل من لا يجد عمل أو مهنة بعد تخرجه من الجامعة أو كليات التعليم المفتوح، وربما أصبحت الصحافة مهنة من لا مهنة له، فيلجأ إليها كل مشتاق وكل باحث عن مهنة من يرتزق منها ولا تكلفة أي شيء ولا تعلم مهارات أو خبرات أو حتي شرط أن يجيد التعامل مع الوسائل التكنولوجية الحديثة أو الكتابة والتعبير في الصحافة وكأن المهنة التي تراجعت مؤخرا قد صارت سبيلا ومرتعا لكل من يريد أن يحصل لقب "صحفي" أو علي أموال شهريا دون تعب أو مشقة تفرض علي مثيلاتها من المهن الأخري كالطب والمحاماة والهندسة!

وبالنسبة لمسألة التكويد التي تتبعها نقابة الصحفيين للصحف الجديدة من أجل ضم عدد من صحفييها إلى النقابة وفق معايير وضوابط محددة مسبقا، هي مسألة هامة ولا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال ولا يمكن ترجيح العواطف فيها أو المزاج والمصالح الخاصة لأنها تتعلق بمستقبل مهنة مقدسة وشريفة وهي مهنة الصحافة والكلمة والكرامة والدفاع عن حقوق المواطنين أمام المسئولين بالدولة وخارجها، بينما التجاوز في تمرير التكويد بالعواطف والوسطات وربما اللعب بها كأوراق انتخابية هو ما يجعل مهنة الصحافة تدخل نفق مظلم وبئر سحيق من الفوضي والغوغائية وربما التراجع الكبير للمهنة وربما بداية النهاية للمهنة كلها، بسبب عدم تأهيل هذه الصحف للتكويد في النقابة وربما هذا ليس ذنب الصحفيين الشباب العاملين بها وإنما هي مشكلة الصحف التي تقدمت للتكويد، فلا انتظام في الصدور ولا وجود لهيكل تحرير ثابت لها وربما يقوم شخص واحد بإصدار الصحيفة كلها من النت بالاقتباس والسرقة، ويحصل نفس الشخص علي أموال من راغبي الانضمام للنقابة بالتدليس والتضليل!!

ولا بد للنقابة أن يكون لها دور في وقف مهازل لجنة القيد الأخيرة والتي توافق، ربما عن غير قصد، علي منح العضوية لأشخاص غير مستحقين للانضمام للنقابة وغير مؤهلين علميا وثقافيا وربما أخلاقيا، ناهيك عن الشهادات المضروبة والتي لم يتم الاستعلام عنها علي الإطلاق وهناك حالات سابقة تم كشفها وتم إيقاف العضوية ولكن هذا الأمر توقف دون سبب يذكر!

الأمر الآخر لا بد أن يتم إيقاف لجنة القيد لمدة خمس سنوات بالاتفاق علي الأقل يتم فيها تنقية جداول قيد الصحفيين بالنقابة وأزعم أن هذا الأمر لو تم سنجد ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر من مهازل وفضائح يندب لها الجبين!

وقبل كل ذلك لا بد الحفاظ علي ما تبقي من كرامة وهيبة الصحفي الضائعة والمترجمة في عدم اهتمام بزيادة أجور الصحفيين سنويا أسوة بباقي المهن وزيادة البدل والمعاشات وهذا هو الأهم ولا بد من حفظ مكانة الصحفي وعدم إلحاق فئات مثل موظفين المعاش المبكر أو المحامين أو أي مهن أخرى للنقابة وهذا الأمر لا يحدث إلا مع نقابة الصحفيين فقط!

ولأول مرة تمتد لجنة القيد الأخيرة لأكثر من ٣ أشهر وهذا مخالف للأعراف الصحفية بلا شك!

علي كل حال لا بد أن يراعي مجلس نقابة الصحفيين أن الموافقة علي تكويد صحف بير السلم والتي لا تستحق التكويد من الأساس هي جريمة بكل المقاييس ليس في حق مهنة الصحافة فقط وإنما هي جريمة في حق المجتمع كله بلا شك!