فجأة استيقظت على صرخة صديقتي المدوية،.. لقد خانها حبيب روحها.. نعم.. خانها ودليلها الذي لا يقبلتشكيك ولا حد أدنى من التفكير مجموعة من محادثات الماسنجر!.. كادت تموت أمامي كلماروت عن فريق الاستخبارات العشقية الذي ساعدها في الوصول لتلك الرسائل الغرامية،فمن توجته ملكًا على عرش قلبها يدمن الأحاديث الالكترونية وهاتفه مزدحم دومًا بتطبيقاتدردشة لا حصر لها..
أشهر وهي معلقة حياتها الزوجية على تسجيل إعجابوكلمة في تعليق تأتيها من الصفحة الفيسبوكية لرجل عمرها..حتى أصبح استقرارها مرهون على رسالةتصلها من التطبيق هذا أو انشغال زوجها وأحد المتشككات فيهن في نفس الوقت علىالتطبيق ذاك.. ودون سرد تفاصيل مؤلمة وشرح هوامش موجعة، جاءها دليل خيانتهالالكترونية.. وكان الطلاق!
لم تكن صديقتيالوحيدة التي خربت التطبيقات الالكترونية بيتها.. فقد شهدت إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وقوع 225ألف حالة طلاق عام 2019، منهم 10 آلافو500حالة خلع، بينما تنظر محاكم الأسرة المصرية حوالي 1500 قضية أحوال شخصيةيوميًا، 15%منهم ناجمة عن خلافات زوجية جراء إدمان وسائل التواصل الاجتماعي على حدما رصدته المحاكم.. فضلًا عن قضايا عدة حاولت صحابتها أثبات زنا الزوج عن طريق أحدالمكاتيب الإلكترونية سواء على تطبيق ماسنجر أو واتساب وغيرهما..
والغريب أن أحد أطراف تلك القضايا لم يحاول الوقوف مع نفسه للوصول إلى الأسباب والدوافع وراء إدمان الخيانات الالكترونية، وكأن البحث والتدقيق عن أدلة أثبات لغدر من كان يومًا حبيب هو شاغلهالشاغل الذي أنساه الفعل ذاته!..
ولا أعرف لما ولا كيفوجدت نفسي أترحم على حب زمان بل وخيانات زمان!،.. وقتها كانت طله العين دليل،
ولمسة اليد بوصلة عاطفية للمشاعر الغرامية.. أما دقة القلب فلا يوجد مؤشر أصدقمنها ليخبرنا بخبايا الأخر الوجدانية.. وطبعًا أبجدية العشاق قائمة على دوار لهفةالأشواق، والحنين الهادر لرنة هاتف أرضي ننتظر بالساعات حرارته حتى نحظى بمكالمةتطمئن خاطرنا!..
مساكين عشاق هذاالزمان،.. فدخول التطبيقات الإلكترونية في الحياة الزوجية لم يلحق أذى بالعلاقاتالعاطفية فحسب بل بأحلامنا النسائية وغد أبنائنا..
تعالوا معًا نفتش عندوافع الخلل الذي هدم كثير من البيوت تحت مسمى "وسائل التواصل الاجتماعي"..ولكي أكون أكثر إنصافا، فأنا لا أرجع الخيانات العاطفية لتلك الأدوات الإلكترونيةفقط.. فالغدر معروف من قديم الأزل لكنه بات سهلًا مع تعدد الوسائل التكنولوجية،والتي تسببت في اعتياد بعض الرجال على محادثات شاذة ما أثر على علاقاتهم الزوجية!..
فيا كل باحث عنالسعادة الأسرية،.. أهجروا تلك الآفات الالكترونية واشغلوا أنفسكم بهواياتواهتمامات مشتركة لتنعموا معًا بعلاقة عاطفية سوية.. ويا كل مهتم باستعادة الحبالذي كان،.. ليتنا نتكاتف جميعًا ويدعو كل واحد فينا الأهل والأصدقاء لهجر تلكالدردشات الهاتفية، وإعادة أواصر المحبة والتواصل الاجتماعي القائم على الزيارات،وليس إعجاب ورسالة مجاملة على واتساب..