الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زوجها رفضهم بسبب إعاقتهم.. قصة كفاح الحاجة جميلة مع أولادها.. مديونة بفلوس علاجهم وخايفة أتسجن وأسيبهم

الحاجة جميلة رمضان
الحاجة جميلة رمضان

قصة كفاح جسدت خلالها معاني التضحية من أجل تربية أبنائها المعاقين وجعلهم أصحاب شأن كبير في المجتمع، ضاربة بذلك أروع الأمثلة في التجلّد والسير على طريق الصابرين الراضين بقضاء الله وقدره، وواجهت الظروف الصعبة بالإرادة والصبر والتفاني.


الحاجة جميلة رمضان، بمحافظة البحيرة حباها الله بعزيمة وإرادة صلبة، فلم تستسلم لقدرها وقدر أبنائها، بعدما تركها الزوج بعد صدمته في إعاقة أبنائه رافضًا رعايتهم والإنفاق عليهم، لتجسّد الأم قصة كفاح وعطاء لا ينضب فكانت هي الأب والأم لهم، وأخذت على عاتقها مهمة تربيتهم أفضل تربية وتعليمهم وتحقيق أحلامهم لتُثبت للمحيطين بها أن "الإعاقة ليست في الجسد".


"زوجي عايش وكأنه ميّت بعد صدمته في إعاقة أولاده، حيث رفض الإنفاق عليهم سواء في التعليم أو تكاليف العلاج، وتوكّلْت على ربنا وكنت لهم الأب والأم" بهذه الكلمات بدأت الحاجة جميلة، تروي لـ"صدى البلد" قصة كفاحها التي طالت لسنوات من أجل أولادها.


وأوضحت الأم: "لديّ 3 أبناء ابنة كُبرى، وأخرى صغرى تُعاني من إعاقة بصرية بسبب إصابتها بورم في المخ، وطفل صغير مصاب بعيبٍ خُلقي في الجهاز التناسلي، وبعد اكتشاف إصابتهما حمدت ربنا على مرضهم وصبرت وبدأت طريقي لإجراء العمليات الجراحية اللازمة ولكن منذ بداية الطريق تخلّى زوجي عنّي وعن أولاده بسبب إعاقتهم، بدعوى أن الحالة المادية لا تسمح بمصاريف العلاج، وأن الإعاقة دائمة ولا داعي لإجراء عمليات".


وأضافت الحاجة جميلة: "رفضت الاستسلام وبدأت في شق الطريق بمفردي من خلال شراء الملابس وبيعها في المنازل لإمكانية الحصول على مصدر دخل أستطيع من خلاله إجراء العمليات الجراحية اللازمة وصرف العلاج المطلوب"، وتابعت: "كنت بواصل الليل بالنهار علشان أقدر أجمع ثمن العمليات والعلاج المطلوب، وكان أملي الوحيد الدعاء وإن ربنا واقف جنبي".


ولفتت إلى أنها اكتشفت إصابة ابنتها الثانية عقب ولادتها بورم في المخ، وبدأت في طريق علاجها ولكن لقلة الإمكانيات المادية والأخطاء الطبية أثّر المرض على عصب العين وأُصيبت بالعمى، ما أثّر على ابنتها نفسيًا خاصة بعد رفض كل من حولها إعاقتها ولكن هذا الرفض من المحيطين بها جعلها ترفض الاستسلام وزاد من إصرارها على السعي ليس فقط في علاجها وإنما أيضًا في تنمية مهارتها واستكمال مراحل تعليمها لتحقيق حلمها. 


واستطردت: "في ذلك الوقت اكتشفت حَمْلي في طفل آخر واكتشفت بعد الولادة أنه مصاب بإعاقة في الجهاز التناسلي".


وأردفت: "أصبح لديّ طريقان وليس طريقا واحدا في السعي لتخفيف آلام أولادي، ورغم ذلك ظل زوجي رافضًا مساعدتي في تخفيف الأعباء المادية، وليس زوجي فقط بل أيضًا رفض كل من حولي تخفيف حتى العبء النفسي وظلوا يتنمرون على مرض أولادي والتقليل منهم، لكن بفضل ربنا قدرت على توفير تكاليف العلاج من خلال العمل ولكن بسبب انشغالي معهم في السفر لتلقي العلاج تراكمت الديون".


وأشارت الأم إلى أنها رفضت الاستسلام وظلت تسير في طريقها لمساندة أولادها واستكمال مراحل علاجهم وتعليمهم: "الحمد لله ربنا كرمني وقدرت أحفّظ ابني القرآن الكريم كاملًا، وأنمّي موهبة بنتي وقدّمت لها في أوبرا دمنهور لتعلّم فنون الإنشاد الديني، وزي ما بسعى في طريق علاجهم وتوفير مصاريفهم بسعى في طريق تحقيق أحلامهم".


واختتمت الحاجة جميلة حديثها قائلة: "الحمد لله على قضاء الله وقدره، وبتمنى ربنا يفضل واقف جنبي ويساعدني أكمّل رسالتي مع أولادي، بادعيله ليل ونهار، خايفة أتسجن بسبب الديون اللي عليا، هسيب ولادي لمين، أنا سندهم بعد ربنا في الدنيا، ونفسي ربنا يحقق حلمي وأقدر أسدد ديوني وأقدر أعمل مشروع صغير أصرف على علاجهم من خلاله، مش عاوزة ألجأ لغير الله".


اقرأ أيضا: محافظة البحيرة تكثف حملات النظافة وصيانة الأعمدة في نطاق 4 مراكز