EN 
نظرا لأن المرأة يغلب عليها الجانب العاطفى ، فإنها تتأثر بالضغوط النفسية متمثلة فى المشاعر والانفعالات السلبية نتيجة الاعباء التى تفرض عليها بالاضافة الى دورها كزوجة وربة منزل فهى المسئولة عن الترابط الأسري وما يصاحب هذه الضغوطات من مشاعر التوتر والقلق وانخفاض قدراتها على اداء مهامها.
ولكى تتخلص الأم من تأثير هذه الضغوطات والتعايش معها بحكمة، فهناك 10 اساليب يمكن ان تساعد الأم على تخطى هذه الصعوبات واستعادة شغفها بالحياة :
1) الاسترخاء
المواقف الضاغطة التى تمر بها الأم تؤثر على العضلات وتجعلها متوترة ومنقبضة، وبالتالى يهدف الاسترخاء الى خفض الانقباضات المتعلقة بالتوتر والقلق من خلال ارخاء عضلات الجسد،، فالاسترخاء والتوتر لا يجتمعان، ومع المداومة على الاسترخاء يصبح من السهل استخدامه اثناء المواقف الضاغطة للام قبل ان يتجاوز الامر نطاق السيطرة.
2) الاستعانة بالله
فاللجوء الى الله والتوكل عليه، له أثر ايجابى فى التخفيف من الضغوط من خلال التقرب الى الله بالنوافل ومختلف العبادات، فإن ما حدث قد حدث، ولم يجدِ تفكير الأم فى الاحداث التى مضت، فعليها التفكير فى حيال ما يمكن ان تفعله الان. وأن تدرك ان لكل شىء قدرا ومقدارا فلم يدوم الالم والحزن ، فعن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: ما " يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه " .
3) ممارسة الأنشطة والهوايات
فالعودة لممارسة الهوايات تخرج الام من نطاق التفكير الضيق حول الضغوط، فاذا كانت الأم موظفة فعليها ان تتحرر من قيود الكسب المادى، وتسعى لتطوير نفسها وهواياتها وانشطة تجد فيها ذاتها، وقتها فقد تجد نفسها داخل عالم اوسع وأشمل.
4) التفكير العقلانى
قد تحدث الضغوط بسبب ما تعتقده الأم من افكار غير منطقية تسبب لها القلق والشقاء وتجعلها تشعر بالتعاسة مثل " أنا أم فاشلة " ، "أنا زوجة مبتعرفش تشيل بيتها " ، "أنا السبب فى كل المشاكل علشان مبعرفش اتصرف" وغيرها من الافكار الهدامة التى تسبب التوتر، فحين تستبدل الأم هذه الانماط المشوهة من التفكير بأنماط اخرى اكثر ايجابية مثل "سأتجاوز هذه الامور" ، " أنا أم رائعة وأستطيع ادارة منزلى" ، " كل البيوت بيحصل فيها ضغوط وهذا امر طبيعى " وغيرها من الافكار المنطقية ، فبتغيير انماط التفكير لانماط اخرى ايجابية حول نفسها، وحول الاحداث من حولها ، تتحسن الانفعالات وينتج عنها سلوكيات ناضجة تتناسب مع الضغوط وتجعلها تتصرف بحكمة حيال المشكلات التى تسبب لها الضغوط.
5) الدعم الاجتماعى
من خلال إحاطة الأم من افراد العائلة والاصدقاء المقربين، والاستفادة من مشاركة تجارب الاخرين فى تخطى المحن، فالدعم الاجتماعى يعمل كحصن واق ضد الضغوط، فالصداقات والعلاقات الاجتماعية الطيبة تعوض الفقد العاطفى الناتج من ضغوط الحياة.
6) حل المشكلات
وفيها تعيد الأم اكتشاف الامور على حقيقتها، وتفكر فى الحلول الممكنة للمشكلات التى تمثل تهديدا، وايجاد البدائل، وهنا تبرز حاجة الأم لاكتساب مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات، فبعض الامور تحتاج لحسم الامور بدلا من اضاعة الوقت فى التفكير فى المشكلة بدلا من حلها، فتفقد الأم صبرها وتقل ثقتها بنفسها وتشعر بالاحباط، مما يجعلها تقع تحت طائلة الضغوط.
7) مهارات التعايش
وهى مهارات تكتسبها الأم للتكيف مع المواقف الصعبة، فهى تحول هذه التحديات والعقبات الى خبرات تستند اليها فى مواقف شبيهة فى المستقبل، فهى تواجه بدلا من الهروب. فبدلا من ان كانت الأم اعتمادية على الاخرين، فهى الان تكتشف قدراتها الذاتية وتعتمد على نفسها بدلا من الاخرين.
8) التوقع الإيجابى للأمور
فالتفاؤل والتركيز على ايجابيات الامور بدلا من النظر الى الجوانب السيئة منها، والاعتقاد بحدوث الخير، فمن خلال الضغوط يعرف الانسان نفسه بحق، من خلالها يعرف جوانب القوة لديه ونقاط الضعف لديه ليعمل على تنميتها، مما يجعله قادرا على فهم نفسه والثقة بها فى مختلف مواقف الضغط.
9) توقع سيناريو محتمل ومجابهته
يمكن للأم ان تعمل قائمة بالاحداث والمواقف التى تمثل مصدر قلق وتوتر للام للاستعداد لها كالضغوط الاقتصادية قبل ان تحدث، ومكافأة الأم لنفسها عند نجاحها فى تخطى هذه الامور.
10) المهام المتدرجة
ويمكن للام ان تستخدم هذه الاسلوب عندما يقع على عاتقها الكثير من المهام الشاقة، فيمكن تجزئتها على مهام صغيرة وخطوات بسيطة متسلسلة يمكن انجازها لتحقيق الهدف المطلوب.
وعلى الأم ان تدرك ان الحياة كرسم القلب لا يستوى على خط مستقيم، وأن الحياة جمالها ومتعتها بتنوعها ما بين الفرح والسرور والضغوط والالم، فتجاوز الضغوط هى الذى يخلق منا شخصيات قوية ناجحة، فالألم حتمى لكن المعاناة قرار، ولكى الاختيار.
