الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد زلط يكتب: شهادة وجع

صدى البلد

  ما من مكان ذهبت فيه للعمل، إلا وانتابني حزن شديد بسبب فئة من الموظفين أطلقت عليهم فيما بعد "المتوجعون"، تلك الشريحة من البشر دائمي الشكوى لزملائهم ولرؤساء أقسامهم، يدعون الفقر ليلًا ونهارًا بسبب وبدون سبب، عندما تتحدث معهم ينبعث منهم طاقة سلبية كفيلة بسحققك كالتراب، على غرار القنبلة الذرية.

المشكلة الحقيقية في تلك "الشريحة العَفِنة"، ليست في التوجٌع بل كونهم بارعون حقًا في تصدير مشاكلهم الوهمية والخيالية لـ "رئيس العمل"، وإن كان الأخير "طيب القلب"، يحدث ما تمناه "المتوجعون"، وهو الحصول على امتيازات ليس من حقهم، لكنهم للأسف "ناعمون خبيثون".

"الناعمون الخبيثون" حاولوا استفزازي مرات كثيرة في جميع المهن التي عملت بها، لكنهم نسوا أن استفزاز الشعراء والأدباء يخرج على هيئة كلمات، وليست شتائم أو قباحات، وهذا ما حدث بالفعل.

ففي يوم من الأيام أمسكت قلمي، ووجدت نفسي أقوم بكتابة تلك الأشياء الغريبة والمرعبة دون أن أشعر، وكانت على النحو التالي : (ويل للمتوجعين، يدخلون على رئيسهم يبكون، وبظروف حياتهم يتاجرون، ألا يظن أولئك أنهم مبعثون)، ثم توقفت فجأة.

عندما دققت في كلامي جيدًا، وكنت أظنه شعرًا أو نثرًا في البداية، اكتشفت أنه جاء على وزن بعض آيات "القرآن الكريم"، وحاشى لله أن أكون قد قصدت ذلك، لكن أحيانًا عندما يغضب الإنسان بشدة، يأتي إليه الشيطان بالوسواس، ويجعله يفعل أشياء تغضب الله، بسم الله الرحمن الرحيم : {إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّه وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.

الله سبحانه وتعالى عوض الفقراء والمرضى من عباده الأتقياء بعزة النفس، وكثرة الحمد والاستغفار، لدرجة أن الجاهل عندما يراهم يعتقد بأنهم أغنياء من أفعالهم، وقال عنهم القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم : {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}.

هؤلاء هم الأتقياء : لا يسألون الناس شيئًا، ومن يفعل عكس ذلك فهم الكاذبون، والخارجون من رحمة الله .. يتوغلون بينكم، يسرقون أحلامكم، يقتلون أولادكم، وقد يأتي اليوم ويضاجعون زوجاتكم .... حذروهم إنهم "المتوجعون".

أخيرًا .. ماذا يجب عليا أن أفعل الآن؟، هل أقوم بتقديم شهادة وجع في العمل لإثبات معاناتي!؟، أم أرفع يدي إلى المولى سبحانه وتعالى منتظرًا عدالة السماء .. وللحديث بقية.