EN 
تختلف قدرة قادة دول العالم على إدارة الأزمات المختلفة، ومثلما ساهمت الإدارة الجيدة لأزمة كورونا في تعزيز شرعية العديد من قادة العالم، كانت هذه الأزمة كاشفةً عن العديد من أوجه القصور لدى بعض القادة لها.
وفى هذا السياق، يواجه الرئيس البرازيلي "جاير بولسونارو" أكبر أزمة منذ توليه فترة رئاسته فى يناير 2019، خاصة بعد استقالة قادة الجيش والبحرية والقوات الجوية ، وسجلت البلاد أعلى حصيلة يومية للوفيات بسبب كوفيد -19، وتأتى جملة هذه الاستقالات الغير المسبوقة لقادة الدفاع كاحتجاج على محاولات بولسونارو لممارسة سيطرة على الجيش.
جدير بالذكر ان حالات الوفاة وصلت فى البرازيل إلى 314 ألف شخص بالإضافة إلى 3780حالة أمس الثلاثاء، لتحتل البرازيل المرتبة الثانية عالميًاوفقًا لحالات الإصابة المؤكدة التى بلغت12.6 مليون.
وفي وقت سابق من هذا الشهر ، حذر معهد الصحة العامة البرازيلي "فيوكروز" من أن النظام الصحي فى البرازيل على وشك الانهيار ، حيث وصلت نسبة الإشغال لأكثر من 80٪ من أسرة وحدات العناية المركزة في معظم ولايات البلاد.
ومن جانبه قال عالم الأوبئة في ولاية ريو غراندي دو سول ، الدكتور بيدرو هالال ، إنه يخشى أن تصبح البرازيل تهديدًا للصحة العامة العالمية.
وفى وقت سابق،عارض الرئيس بولسونارو استمرار إجراءات الإغلاق رغم سوء الوضع الوبائي فى البرازيل ، بحجة أن الضرر الذي يلحق بالاقتصاد سيكون أسوأ من آثار فيروس كورونا ، وطلب من البرازيلين " التوقف عن التذمر بشأن هذا الوضع.
وصرح بولسونارو الاسبوع الماضي تصريحًا أثار شكوكًا بشأن اللقاحات ودافع عن الأدوية الغير مثبتة كعلاج ، وقال إنه سيجعل عام 2021 عام التطعيمات، مضيفاَ أن قريبا جدا ستستأنف الحياة الطبيعية فى البرازيل.
وحتى الآن ، قامت البرازيل بتلقيح ما يزيد قليلًا عن 8٪ من السكان ، مع توزيع حوالي 17.7 مليون جرعة لقاح فقط
وبسبب تعامله مع الوضع الوبائي بهذا الشكل،تراجعت شعبيته فوفقًا لاستطلاع اجراه معهد داتافولها فى منتصف مارس قال 43 ٪ من البرازيليين إن بولسونارو هو المسؤول عن أزمة كوفيد-19 .
وشهدت حكومة بولسونار حالة اضطراب. في 16 مارس، حيثاشتبك وزير الدفاع مع بولسونارو بشأن مسألة ولاء القوات المسلحة، والتي قال إنه ينبغي توجيهها لدعم الدستور بدلًا من دعم الرئيس شخصيًا.
واستقال وزيرا الدفاع والخارجية يوم الاثنين ، مما أدى إلى تعديل وزاري و اتهمه وزير الخارجية بإساءة تعامل مع الصين بشأن اللقاحات ، مما أدى إلى نقص في لقاحات، وتبعهم لأول مرة فى التاريخ قادة الجيش والبحرية والجوية.
