الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قارئ النصر.. قصة شيخ بشر بانتصار أكتوبر قبلها بساعات

الشيخ محمد أحمد شبيب
الشيخ محمد أحمد شبيب

بعد منتصف ليلة السادس من أكتوبر عام 1973، الموافق العاشر من شهر رمضان المبارك، كان شيخنا يمسك بمصحفه، يقرأ ويراجع ورده اليومي وكأنه يحفظ القرآن لأول مرة فيعيد ويكرر، وما إن انتهى من المراجعة والتلاوة حتى وقف أمام ملابسه حائرا ليجهز جلبابه وعمته الأزهرية الشهيرة ليكون في أبهى صورة، ولما لا؟ فهو يستعد لأن يقرأ قرآن الفجر عبر أثير إذاعة القرآن الكريم أكبر وأول إذاعة للقرآن في العالم.


توجه قارئنا إلى المسجد قبل الفجر بوقت كاف، وكان قد تم إبلاغه بالآيات التي سوف يقرأها في قرآن الفجروهي آيات الشهادة في سبيل الله من سورة آل عمران, «وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتًۢا ۚ بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» وأخذ يكرر في الآيات ويتضرع بها إلى الله وكأنها كانت البشرى للجيش المصري العظيم  الذي سطر ملحمة بكل المقاييس في تلك الحرب.

 

لم يكن في مخيلة قارئنا ولا القائمين على الإذاعة أن تلك الآيات سوف تتلي في يوم النصر يوم حرب أكتوبر المجيدة التي يحتفل بها الأجيال عاما بعد عام, حتى اشتهر وعرف بعد ذلك بقارئ النصر فهو القارئ الشيخ محمد أحمد شبيب.


تحل اليوم 3 أبريل ذكرى وفاة القارئ الشيخ محمد أحمد شبيب الذي ذاعت شهرته بين أقطار الوطن العربي حيث ولد يوم 25-8-1934م بقرية دنديط مركز ميت غمر دقهلية، حيث الكتاتيب المتعددة بالقرية التي يهتم أهلها بالقرآن حفظًا وتجويدًا.


وفي عام 1951م التحق الشيخ محمد بمعهد الزقازيق فاشتهر هناك بأنه يتلو القرآن بصوت عذب شجي فتمسك به مشايخ المعهد وطلبوا منه أن يفتح لهم اليوم الدراسي بالقرآن، بالإضافة إلى المشاركة في جميع الاحتفالات التي تقام بالشرقية عن طريق الأزهر الشريف ليصبح الطالب محمد أحمد شبيب محل ثقة كل الناس وعرف بمنطقة الشرقية الأزهرية وامتدت شهرته إلى البلاد المجاورة التابعة لمحافظة القليوبية بالإضافة إلى منطقة ميت غمر.


وفي عام 1961م أصيب الشيخ شبيب بالتهاب في الحنجرة كاد يمنعه عن القراءة، ولكن عناية الله أنقذته على يد الدكتور علي المفتي الذي أزال حبة كانت هي السبب في الالتهاب بالحنجرة.


كان لا بد لهذا القارئ الذي حقق شهرة امتدت إلى جميع أقطار الدنيا عبر الزمان والمكان أن يطلب لإحياء ليالي شهر رمضان بكثير من دول العالم، فكانت له زيارات متعددة منها السفر إلى قطر عام 1982م بدعوة خاصة ثم إلى أبوظبي عام 1986م وسافر إلى الجابون عام 1987م.


وتوفي فضيلة القارئ الشيخ فجر يوم الثالث من أبريل عام 2012 عن عمر ناهز 79 عاما تاركا إرثا كبيرا من التلاوات الرائعة التي لن ينساها له محبوه.