لا يوجد أصعب من أن يترجى الإنسان رحمة تعيد توازنه مجددا فى الحياة، من أقسىلحظات الضعف والهوان على أى إنسان لحظةمرضه قد يتعلق بترياق أو دواء يستدعى له عافيته ويعيده إلى حالته الأولى.
وكم مر علينا جميعا لحظات ضعف وقعنا فيها جميعا كمجتمع تحت طائلة مافيا الدواء، والمتاجرةبشفاء الناس، وعندما هاجرت منذ وقت طويل واستقرت أقداريفى هذا البلد الأوروبى شديد التنظيم والانضباط، كنت أتواصل مع الكثير من الأهلوالأصدقاءالذين كانوا يطالبوننى بشراء دواء لهم من ألمانيانظرا لشح وجوده فى مصر، وكانت الحقيقة الصارمة العادلة أن القوانين الألمانيةلا تسمح لأى صيدلية ببيع دواء دون أمركتابى من الطبيب المختص (روشتة)، فكنت اصطدم بقوانين فى بلد المهجر لا أستطيع بها أن أساعد أقرب الأقرباء الذين يتألموننفسيا وماديا لنقص فى عدد من الأدوية التى كانت تعد لهم متنفسا يعيد تلاقيهم بالحياة مرة أخرى.
وينتهى الأمربأنيقعوا تحت قبضةالسوق السوداء ومافيا الدواء وتصنيع أدويةغير مطابقةللمواصفات والتى عرفت إعلاميا( أدويةبير السلم ) التى تهدد حياتهم.
وكم فُجعت بأخبار على أرضالمحروسةبتلقى مواطنين أدويةبشكل عشوائى وغير سليم ومُدلس تاريخ صلاحيته، وتداول الدواء بشكل غير مهنى وندرةوجود عدد من الأدويةالتى تشكل منفذا للحياةبالنسبةللمريض.
لذا كان إنشاءأكبرمركز للدواء فى الشرق الأوسط أمرحتمى خطت إليه القيادة المصرية لتنهى فوضى تداول الدواء والمتاجرة بآلام المرضى وتحدث وفرة تغطى احتياجات المواطن، ليس هذا وحده فحسب ولكن أيضاتقوم بتصدير الدواء لدول إفريقياوالعالم.
كنت أصنف مصر سابقا بأنها تخطو خطوات واسعةنحو الحداثةولكنى الآن أراهاتخطو بمهنيةوثبات لتضع مصر فى مصنف دولةعظمى.
نعم فالدول العظمى ليست الدول الغنيةفقط ولكنها الدول التى تملك نظما متطورةاجتماعيةوتكفى احتياجات مواطنيها طبيا وغذائيا وخدميا واجتماعيا الدول العظمى هى من تملك الاكتفاء الذاتى وتفتح اسواقا تصديريه من فائض احتياجاتها.
ومن هنا افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي الخميس مدينة الدواء المصرية "Gypto pharma"، والتي تم إنشاؤها وفقًا لأحدث النظم التكنولوجية المتطورة على مستوى العالم في مجال الدواء، لتكون أحد أذرع الدولة لإنتاج الدواء الآمن والفعال، بأسعار مناسبة للمواطن المصري.وتستهدف مدينة الدواء الجديدة، زيادة التعاون بين الدولة والقطاع الخاص، من أجل تحويل مصر إلى مركز إقليمي لصناعة الدواء في منطقة الشرق الأوسط.
وبهذا تلحق منظومةالاستشفاء والدواء بمنظومةالتأمينالصحى المتكامل لتسد احتياجات المواطن، نحن نعيد استنساخ مصر الحديثة، بفن اداره يتخطى حواجز الزمان ويغير التابوهات التقليديةفى فن إدارةالدولة، ومثلما رفعنا شعار الاكتفاء الغذائيوالأمنالزراعى والتفوق العسكرى والقضاء على العشوائيات ومنظومةالبنيةالتحتيةوالطاقةنرفع الآنشعار الصحةوالدواء.
فكان افتتاح مدينةالدواء المصريةلتؤمن المواطنين المصريين وتكتمل منظومةالصحةوالعافيةوالشفاء لينعم المواطن بأمنهالصحى فى وطن يربت على كتفه ويتمنى له العافيةوالشفاء ويقول لمواطنيه ابقوا أصحاء.