الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حب لدرجة التقديس.. سر تربية المصريين القدماء للقطط

تمثال لقطة محنطة
تمثال لقطة محنطة

اشتهر قدماء المصريين بحبهم الشديد الذي وصل لدرجة الولع بالقطط، وظهر ذلك من خلال ما تم اكتشافه في المقابر، وفقا لدراسة نشرت بمجلة "ساينس لايف" العلمية عن علاقة الفراعنة بالقطط.

وبحسب الدراسة، قام المصريون القدماء بتحنيط عدد لا يحصى من القطط، حتى أنهم أنشأوا أول مقبرة للحيوانات الأليفة في العالم، وهي مقبرة عمرها يقرب من 2000 عام تضم قططًا ترتدي أطواقًا من الحديد والخرز.

لماذا كانت القطط تحظى بتقدير كبير في مصر القديمة؟

وفقًا للمؤرخ اليوناني القديم هيرودوت، قدس المصريون القطط حتى أنهم كانوا يحلقون حواجبهم كعلامة على الاحترام عند الحداد على فقدان أي قطة عائلية، ويرجع الكثير من هذا الاحترام إلى أن المصريين القدماء اعتقدوا أن آلهتهم وحكامهم لديهم صفات تشبه القطط.

ووفقًا لمعرض 2018 حول أهمية القطط في مصر القديمة الذي أقيم في متحف "سميثسونيان" الوطني للفنون الآسيوية في واشنطن العاصمة على وجه التحديد، كانت القطط يُنظر إليها على أنها تمتلك ازدواجية في المزاج، فمن ناحية يمكن أن تكون وقائية ومخلصة وترعى غيرها، ولكن من ناحية أخرى يمكن أن تكون مشاكسة وشرسة.

وبالنسبة للمصريين القدماء، جعلوا هذه القطط تبدو وكأنها مخلوقات خاصة تستحق الاهتمام، وهذا قد يفسر سبب قيامهم ببناء تماثيل القطط، ومنها أبو الهول في الجيزة، الذي تم بناؤه على ارتفاع (73 مترا) ولديه وجه إنسان وجسم أسد، وكانت معظم الأمثلة الشهيرة مثل هذا التمثال، على الرغم من عدم تأكد المؤرخين من سبب العناء أثناء بناءه.

وكذلك صوروا الآلهة القوية على أنها تحمل رأس أسد على جسد امرأة، كانت تُعرف باسم الإله الحامي، خاصة خلال لحظات الانتقال، بما في ذلك الفجر والغسق، وإلهة أخرى وهي باستت، غالبًا ما كانت تُصوَّر على هيئة أسد أو قطة، حيث كان قدماء المصريين يعتقدون أن القطط مقدسة لها.

وعلى الأرجح أن حب المصريين للقطط يرجع أيضا لقدرتها على اصطياد الفئران والثعابين، وكانوا محبوبين للغاية لدرجة أن قدماء المصريين أطلقوا على أطفالهم اسماء القطط مثل "ميت" الذي يعني القط للفتيات، وفقًا لجامعة كوليدج لندن .

ليس من الواضح متى ظهرت القطط المستأنسة في مصر، لكن علماء الآثار عثروا على مدافن للقطط يعود تاريخها إلى 3800 قبل الميلاد، ومع ذلك، فقد أشارت الكثير من الأبحاث إلى أن هذا الهوس بالقطط لم يكن دائمًا محببًا، وهناك دليل على وجود جانب أكثر شريرًا لسحر القطط المصريين القدماء، ومن المحتمل أن تكون هناك صناعات كاملة لتربية ملايين القطط الصغيرة ليتم قتلها وتحنيطها حتى يمكن دفن الناس بجانبها بين حوالي 700 قبل الميلاد و 300 بعد الميلاد.

في دراسة نُشرت العام الماضي في مجلة Scientific Reports، نشر العلماء مسح بالأشعة السينية الدقيقة على الحيوانات المحنطة، كان أحدها قطة، ومكنهم ذلك من إلقاء نظرة مفصلة على هيكلها العظمي والمواد المستخدمة في عملية التحنيط.

عندما حصل الباحثون على النتائج، أدركوا أن القطة أصغر بكثير مما توقعوا، وقال مؤلف الدراسة ريتشارد جونستون، أستاذ في مواد البحث في جامعة سوانسي في المملكة المتحدة: "عندما رأيناها على الشاشة، أدركنا أنها كانت صغيرة عندما ماتت.. وكان عمرها أقل من 5 أشهر عندما تم كسر رقبتها عمداً".

وأضاف أنهم لاحظوا أنه كانت ممارسة شائعة وهي التضحية بالقطط النادرة، لقد تم تربيتهم في كثير من الأحيان لهذا الغرض.. يبدو أنها كانت تجارة إلى حد ما، وكانت هناك مزارع مخصصة لبيع القطط". 

تمثال لقطة 4
تمثال لقطة 4
خاتم على شكل قطة
خاتم على شكل قطة
تمثال لقطة 2
تمثال لقطة 2
تمثال لقطة 1
تمثال لقطة 1
تمثال لقطة
تمثال لقطة