قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كريمة أبو العينين تكتب: غششني وإلا!

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

استوقفتني هذه الواقعة المنشورة فى الميديا وتتصدر وسائل التواصل والتى تقول احداثها انه فى فبراير 2022 وفى إحدى مدارس السنبلاوين، تعرضت مدرسة لاعتداءات الأهالى ومحاصرتها لأنها حاولت أن تمنع الغش الجماعي وخرجت المدرسة فى حراسة الشرطة التى أنقذتها من بين يد الأهالى. وفى نفس المتن يؤكد ناشر الخبر أنه فى شهر يونيه الماضى من عامنا هذا الجارى  تكرر الأمر فى حلمية الزيتون بالقاهرة وتعرضت مدرسة للاعتداء اللفظى والجسدى من الأهالى بسبب رفضها السماح للطالبات بالغش الجماعى وخرجت من المدرسة حماية الشرطة. 

انتهت الحادثتان المعلن عنهما وما خفى كان أعظم ولكن الخلاصة من تعليقات من قرأوا الخبر تقول  إن الغش مطلب شعبى  مثله مثل إصلاح التعليم بالظبط وان الحل فى يد  معالى الوزير وكلهم طالبوا وزير التعليم بحل هذه المعضلة وسألوه باستهتار غريب واستنكار لواقع مخزى  “ شوف حتبدأ منين، من تعليم الطلاب ولا من تربية أهاليهم”. 

الخبر غريب والتعليقات أغرب ولكنها ترصد واقع أكثر غرابة وهو التدهور فى كل شىء تعليم ومعلم وأسر ، كل مقومات النهوض بالتعليم الذى يعد ضلعا رئيسا فى التنمية كل هذه المقومات متهالكة وتجعل المنظومة التعليمية متراجعة ومتخاذلة . التعليم فى أول هذه الأهداف يعانى مرضا عضالا لا ينفع معه التسكين والتخدير فهو بحاجة الى بتر كل مايعود به الى المربع صفر ، التعليم بحاجة الى رؤية مستقبلية وأيادي قوية تضعه على بر الأمان وتعيد اليه مجده المفقود منذ أن أصبح التعليم مجانى الشكل مدفوع الوسيلة والطريقة ، المعلم هو الاخر بحاجه الى من يعلمه ان المشاكل الاقتصادية لا تعنى اطلاقا اهماله لواجبه فى إيصال المعلومة وتوصيل الشرح الصحيح الهادف لكل المتلقين ، وهو ايضا بحاجة الى دعمه ماديا وتعليميا والحاقه بدورات تأهيل تربوي وتعليمى ناهيك عن احياء الهدف الاسمى لديه ولدى كل مصرى وهو رفعة بلاده واعلاء قيمها التعليمية والتربوية والأخذ بيد أجيال كثيرة نحو مستقبل مشرق يجد فيه كل مصرى هدفه وطريقه القويم . 

الأسرة المصرية التى يعول عليها كثيرا فى إنجاح العملية التعليمية برمتها فبدون الاسرة لن تنجح المنظومة التعليمية فى تحقيق أهدافها ومبادئها ، الاسرة التى تحمى ابنها وتدعمه كى يحصل على الغش بل وتحاصر المعلمة التى تحارب هذا السلوك وتتهجم عليها ولا تتركها لحال سبيلها وتجعلها تطلب الحماية من رجال الشرطة ، تلك الاسرة وهؤلاء الاسر أجمعين بحاجة الى انتفاضة قومية وروحية يعودوا فى اعقابها الى قيمنا وديننا الحنيف الذى يرى الغش مسبة وعيبا يجب الابتعاد عنه بل ان رسولنا الكريم قال من غشنا فليس منا. 

نحن أمام مرحلة فارقة فى تاريخ بلادنا بدأت فى اعقاب ما عرف باسم الربيع العربي والذي يشبه بالوعة انفجرت ولم تتوقف منذ عام ٢٠١١ وحتى الآن عن إخراج كل ما هو سيئ فينا وإظهار سوءات مجتمعنا ونشر غسيلنا القدر أمام كافة الأعين وعلى مشاهد الأحياء. 

الغش مطلب شعبي والتي يطالب أصحابها بأن تصبح هاشتاج يحتل المنصات والميديا لم يأتِ من فراغ بل جاء حصيلة ما يقرب من عقدين من الشرذمة واللخبطة فى كل شيء وأيضا جاء نتيجة البحث عن الترند والمال السهل الوفير . اذا أردت إصلاح حال أمة بأكملها فأقضي على الجهل والفقر وذلك هو ما نطالب به.. القضاء على الأمية والجهل مطلب مصيرى وشعبى ووطني.