الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد المعطى أحمد يكتب: الكعك بين الفراعنة والفاطميين

صدى البلد

• يرتبط عيد الفطر المبارك فى مصر بالكعك الذى تعكف أغلبية البيوت خصوصا فى الأحياء الشعبية على إعداده قبل أيام قليلة من انتهاء شهر رمضان,فتبدأ رحلة صوانى وصاجات الكعك والبسكويت والغريبة قدوما ورجوعا بين البيت والفرن لتملأ الأنوف رائحة العجين المكون من الدقيق والسمن واللبن والخميرة والممزوج بالمكسرات أو الملبن أو العجوة.ورغم تمسك بعض الأسر بصنع الكعك فى البيت ,تفضل بعض السيدات شراءه  توفيرا للوقت والجهد.ويقال أن الفراعتة هم أول من عرف الكعك,وكان الخبازون فى البلاط الفرعونى يحسنون صنعه بأشكال وكانوا يصنعونه على مائة شكل نقشت على مقبرة الوزير "خميرع" أيام الأسرة الثامنة عشرة,وكان المصريون القدماء يرسمون على الكعك صورة الشمس,وعندمازار المؤرخ الإغريقى هيرودوتس مصر فى منتصف القرن الخامس قبل الميلاد تعجب لأن المصريين يمزجون عجين الكعك والخبز باقدامهم فى حين يمزجون الطين بأيديهم!ويذكر التاريخ الإسلامى أن تاريخ الكعك يرجع إلى الطولونيين الذين كانوا يصنعونه فى قوالب خاصة مكتوب عليها"كل واشكر",وقد احتل مكانة مهمة فى عصرهم ليكون أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر,وفى العهد الإخشيدى صنع وزير الدولة الإخشيدية أبوبكر محمد بن على المادرانى كعكا فى أحد أعياد الفطر, وحشاه بالدنانير الذهبية,وأطلق عليه وقتئذ إسم"أفطن إليه",أى تنبه للمفاجأة التى فيه,ولكن حرف الإسم لاحقا إلى"انطونلة",وتعدأشهر كعكة ظهرت فى ذلك الوقت, وكانت تقدم فى دار الفقراء على مائدة 200 متر وعرضها 7أمتار.وفى العهد الفاطمى طور صنع الكعك,وازداد التفنن فى خبزه,وكان الخليفة يخصص 20ألف دينار لخبز كعك عيد الفطر,فكانت المخابز تتفرغ لصنعه بداية من منتصف شهر رجب لملء مخازن السلطان به,وكان الخليفة يتولى توزيعه بنفسه,ويذكر أن مائدة الخليفة العزيز الفاطمى بلغ طولها 1350 مترا,وكانت تحمل 60 صنفا من الكعك والغريبة,وكان حجم الكعكة الواحدة بحجم رغيف الخبز.ومن أشهر من صنعت كعك العيد حافظة التى كانت تنقش عليه عبارات مثل:"تسلم ايديك ياحافظة" او"بالشكر تدوم النعم",ولم يكن يأكل منه سوى المحظوظين من ضيوف الخليفة.وفى متحف الفن الإسلامى فى القاهرة توجد قوالب الكعك وعليها عبارات"كل هنيئا واشكر"و"كل واشكر مولاك",وعبارات أخرى لها نفس المعنى.ويؤكد خبراء التغذية أن الكعكة تعطى مابين 350و400سعرحرارى, ممايعنى أن تناول بضع كعكات يمنح الجسم طاقة تتجاوز حاجته اليومية.
دراما رمضان هذا العام نوعان:مسلسلات فقد أبطالها الذاكرة,ومسلسلات تستهدف إفقادنا الذاكرة من خلال تقديم عالم مخالف تماما لواقعنا وهمومنا الحقيقية!

يوم 15 مايو 1971هو يوم مشهود فى تاريخ مصر وإن لم يعد أحد يذكره الآن,ففى هذا اليوم قدم خمسة وزراء مهمين استقالاتهم للرئيس الراحل أنور السادات,وفى اليوم التالى فوجئوا بقبول استقالاتهم وإلقاء القبض عليهم,ثم ألقى السادات خطابا ناريا شهيرا, وبلهجته الخطابية المعروفة وصوته العميق المؤثر استعرض فيه بالتفصيل ماخفى على الناس من خلافات بينه وبين هذا الطاقم من الوزراء الذى ورثه عن عبد الناصر,ثم أطلق عبارته المشهورة بأن مافعله هو بمثابة "ثورة التصحيح",وانعقدت ألسنة الناس من الدهشة,فهذا الفريق محمد فوزى,وشعراوى جمعة,ومحمد فائق,وسامى شرف وغيرهم من وزراء العهد الناصرى يزج بهم فى السجون انتظارا لمحاكمة أعلن عنها الرئيس بتهم أقلها التآمر,وقلب نظام الحكم,ومحاولة إيجاد فراغ دستورى فى البلاد,وقيل ان هناك شرائط تسجيل للمتآمرين تم ضبطها وتسليمها للرئيس,وغير ذلك من قرائن استخدمت فيما بعد فى محاكمة المتهمين أمام محكمة خاصة أصدرت فى النهاية أحكامها المغلظة بالإعدام والتى خففها الرئيس السادات نفسه,ولم يعدم أحد,وأفرج عن بعضهم فيما بعد لأسباب صحية,وأمضى الباقون مدة حبسهم,ثم دارت الأيام وأغتيل السادات,وسقطت من الذاكرة هذه الواقعة وإن لم تأخذ حقها من المؤرخين رغم أهميتها.كان السادات داهية محنك انتهز الفرصة,واستطاع بضربة واحدة أن يقضى عليهم وعلى مستقبلهم السياسى دفعة واحدة,وماإن تخلص منهم ومن أتباعهم خلا له الجو تماما ودان له الحكم ولم يعد ثمة مايضايقه, فانصرف إلى سياسته الجديدة فى تدبير أمور الدولة,وكان نجاحه الساحق فى حرب أكتوبرإشارة إلى بعد نظره, ثم تبع ذلك الانفتاح, والابتعاد عن النهج الاشتراكى,ثم التفاهم مع الأمريكان, فزيارة القدس,وتوقيع اتفاقية السلام,وكلها أمور ماكان له أن ينفذها لولا ماكان يوم 15مايو 1971.
محمد عبد الوهاب موسيقار الأجيال مرت ذكرى رحيله دون أن يحتفل بها أحد.لم أشاهد فيلما من أفلامه على إحدى الفضائيات,وتناثرت بعض أغانيه على إستحياء فى بعض البرامج,ولم تخصص له سهرة لافى الإذاعة ولافى التليفزيون,ولم نشاهد له لقاء واحدا من لقاءاته وما أكثرها.ولد فى 13 مارس 1902فى حارة"برجوان" فى حى باب الشعرية بالقاهرة,وتوفى مساء يوم 4مايو عام 1991 عن عمر يناهز 89 عاما إثر إصابته بجلطة فى المخ نتيجة سقوطه الحاد على أرضية منزله,وشيع جثمانه يوم 5مايو 1991بعد رحلة عطاءأعطى فيها الكثير للفن فى مصر والوطن العربى.