الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر تتمسك بحقوقها المائية خلال قمة الإليزيه .. وزير الرى السابق: بيان أمريكا بشأن سد النهضة ضعيف ولا يلبى المطالب المصرية .. وخبير مائي: إثيوبيا تمارس «اللكاعة»

الرئيس السيسى
الرئيس السيسى
  • مصر تتمسك بحقوقها المائية فى قمة الإليزيه
  • نصر علام : البيان الأمريكى بشأن سد النهضة ضعيف ولا يلبى مطالب مصر
  • ضياء القوصى: إثيوبيا تمارس "اللكاعة" فى مفاوضات سد النهضة
  • عباس شراقى: إثيوبيا بدأت فى الملء الثانى لسد النهضة فى هذه الفترة بمليار متر مكعب

مع اقتراب شهر يوليو الذى تبدأ فيه إثيوبيا  الملء الثانى لسد النهضة، تصارع  مصر والسودان للتحرك  فى كافة الاتجاهات لتصل لاتفاق ملزم مع إثيوبيا رغم تعنتها لأكثر من عشر سنوات.

وقام الرئيس عبد الفتاح السيسى بعمل جولات للدول الأوربية والأفريقية لإطلاع الرأى العام الدولى على القضية، مؤكدا فى جميع المحافل الدولية أن أمن مصر المائى خط أحمر، ولن يستطيع أحد المساس به ، كما أرسلت مذكرة تناشد مجلس الأمن بالتدخل لحل الأزمة.

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بقصر الإليزيه في العاصمة الفرنسية باريس، تمسك مصر بحقوقها المائية من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم، يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، مشددا على أن مصر لن تقبل الإضرار بمصالحها المائية.

وأصدرت الخارجية الأمريكية بيانا دعت لاستئناف المفاوضات بشأن السد على وجه السرعة، مشيرة إلى  أن القرارات المقبلة ستكون لها تداعيات كبيرة على شعوب المنطقة، وقالت الخارجية الأمريكية في البيان، إن واشنطن تبحث التوفيق بين مخاوف مصر والسودان بشأن الأمن المائي مع احتياجات التنمية في إثيوبيا من خلال مفاوضات تحت قيادة الاتحاد الإفريقي.

وفى هذا الشأن أكد الدكتور محمد نصر الدين علام،  وزير الرى السابق، أن السلطات الإثيوبية مستمرة في أعمال البناء بالمنطقة الوسطى من سد النهضة استعدادا لملء المرحلة الثانية من السد، مع استمرار التعنت والمماطلة فى الوصول لاتفاق ملزم مع دول المصب (مصر والسودان) بشأن ملء وتشغيل السد.
 

وأضاف "نصر علام"  أن هناك نداءات أمريكية جديدة بشأن تطورات ملف السد الإثيوبي، واصفا البيان الأمريكى الأخير بالضعيف ولا يلبى مطالب مصر، خصوصا أنه أوصى باستعادة المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقى وهذا غير جاد، مشيرا إلى أنه كان على واشنطن التحذير بشكل واضح من الملء الثانى لسد النهضة الأثيوبى.
 

ودعا «علام»، إلى تدخل الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة بشكل جدى لحل هذه الأزمة، لأنه إن لم يكن هناك جهد  وتحركات قوية من القوى العظمى قد تصل المنطقة لمواجهات عسكرية تؤثر على مستقبل الدول .
 

وأشار " وزير الرى السابق" إلى أن مصر تجمع الرأى العام العالمى للاطلاع على مسار المفاوضات التى استمرت أكثر من عشرة سنوات، وهذا ما تفعله أثيوبيا أيضًا ،فكل دولة تدافع عن موقفها لتكسب مساندة أكبر عدد ممكن فى حالة حدوث مواجهات عسكرية أو اللجوء لمجلس الأمن.
 

وأوضح أن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي مع نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون اليوم خلال مشاركتهما فى اجتماع دولى بباريس فيه تنبيه للقوى العظمى بتهديد مصالحهم بالمنطقة فى حالة تهديد الأمن المائى لمصر والسودان.

وفى سياق متصل قال الدكتور ضياء الدين القوصى، مستشار وزير الرى السابق، إن أثيوبيا تدعى حقها فى التنمية والتحكم فى مياه النيل الأزرق وتطلق التصريحات  بأن مصر لم تستشير السودان قبل بناء السد العالى وهذه إدعاءات باطلة لأن مصر لا يوجد دولة أخرى تستفيد أو تتضرر من السد غيرها وبالتالي لا يمكن أن تضر مصر نفسها .

وأضاف " القوصى " أن سد النهضة الأثيوبى يضر بمصالح مصر والسودان وأمنهما المائى، ولا يمكن لدولة أن تسيطر على مياه دولية خصوصا وأن هناك قانون دولى يحكم الأمر.


 وأشار "مستشار وزير الرى السابق " إلى ضرورة الوصول إلى حل واتفاق ملزم قبل شهر يونيو المقبل، لأن الوصول لشهر يوليو والبدء فى ملء وتشغيل سد النهضة يجعل مصر والسودان  تحت طائلة القيادة الإثيوبية لذلك لابد من التحركات السريعة.

وأوضح "الخبير المائى" أن إثيوبيا تمارس ما يسمى ب"اللكاعة" وتماطل فى المفاوضات لتفرض سياسة الأمر الواقع، مؤكدا أن هذه القضية لن تحل إلا على الأقل بالتلويح باستخدام القوة العسكرية أو اللجوء لمجلس الأمن. 


 كما أكد أن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي  عقب اجتمعه مع نظيره الفرنسى إمانويل ماكرون فى "قمة الإليزيه" تمثل ما توضحه مصر فى جميع المحافل الدولية وهو التأكيد على أن مصر لن تتنازل عن حقوقها وأنها تتمسك بالمفاوضات فى الوصول لاتفاق.

ومن جانبه قال الدكتور عباس شراقى أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى تقابل مع عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني، وأكدا إصرار مصر والسودان على الوصول لاتفاق شامل وملزم بشأن سد النهضة، لأن هناك اقتراحا من إثيوبيا أن تكون المفاوضات على الملء الثانى فقط وتأجيل بقية النقاط الخلافية إلى ما بعد التخزين.

وأضاف الدكتور عباس شراقى، أن هذا الحديث سمعناه أيضا من المبعوث الأمريكى، ويبدو أن هذه كانت مبادرة الاتحاد الأفريقى أيضا لأن رئيس الكونغو زار مصر والسودان وإثيوبيا وقيل إنه يحمل مبادرة جديدة، ورغم أنه لم يفصح عنها إلا أنها تحمل نفس وجهة النظر الإثيوبية فى التركيز فى المفاوضات على الملء الثانى فقط”.

وأكد أن "ذلك مرفوض تماما من مصر والسودان لأنه منذ عشر سنوات يتم التفاوض ولم نصل لشيء، وعندما يتم الملء الثانى بـ13,5 مليار سيصبح السد هو حامى نفسه، فلن نستطيع أن نتفاوض مع إثيوبيا بعد ذلك، وسيؤكد هيمنة إثيوبيا على النيل الأزرق وعلى باقى مراحل بناء سد النهضة وعلى بناء سدود أخرى.

وأوضح أن إثيوبيا تتوقع أن تملأ 13,5 مليار متر مكعب فى شهر يوليو رغم أن كل الشواهد تؤكد أن الإنشاءات الهندسية تشكك فى ملء هذا الرقم لأنها متعثرة ولا تتم بالطريقة التى تتمناها إثيوبيا.

وأشار إلى أن المبعوث الأمريكى شعر بخطورة الموقف وعندما عاد لأمريكا أصدرت الحكومة الأمريكية بيانا ضعيفا لا يليق بها لأنه لا يبين أن لأمريكا دورا رئيسيا فى المفاوضات، وكل ما جاء به هو سرعة التفاوض والوصول لحلول استنادا إلى إعلان مبادئ سد النهضة 2015، بالإضافة إلى بيان قيل فى لقاء قمة مصغرة بين الدول الثلاثة فى يوليو الماضى مع الاتحاد الأفرقى وليس به شيء.

ونوه إلى أن هذه البيانات ليست بها تفاصيل، لافتا إلى تجاهل البيان الأمريكى مفاوضات واشنطن التى استمرت حوالى 4 أشهر، وتم مناقشة جميع النقاط الخلافية ووصلنا لصياغة نهائية، وكان من المفترض أن يبنى على هذا الاتفاق، وإذا كان هناك نقاط يعترض عليها الجانب الإثيوبى تتم مناقشتها، وما حدث هو تجاهل البيان الأمريكى لهذه الفترة، بالإضافة إلى عدم إشارته لمفاوضات مصر والسودان والاتحاد الأفريقى برئاسة جنوب أفريقيا العام الماضى، وهى استمرت كثيرا أيضا.

وقال إنه تجاهل أيضا بيان القمة الأولى فى يونيو، والذى جاء به عدم اتخاذ قرار أحادى، وعدم الإدلاء بتصريحات تضر بالمفاوضات، وتشكيل لجنة فى خلال أسبوعين تصيغ اتفاقا، وفى جميع الأحوال نترقب أن يعيد الاتحاد الأفريقى النظر مرة أخرى فى اقتراحه بأن تكون المفاوضات على الملء الثانى فقط لأنه مرفوض، وأن يقنع إثيوبيا لأن الوقت يداهمنا فلدينا أسابيع قليلة وما لا توضحه إثيوبيا أنها بدأت بالفعل فى مراحل التخزين وإن كانت قليلة حوالى مليار متر مكعب فقط من المياه.

وأوضح أن قمة الإليزيه ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الدول العظمى هو توطيد للعلاقات معهم،  خاصة الدول التى لها عضوية دائمة فى مجلس الأمن لأن الباب مفتوح أمام مصر للجوء لمجلس الأمن .

وأضاف أن «المذكرة التى قدمتها مصر لمجلس الأمن من قبل كانت لإخطار مجلس الأمن، ومن ضمن ما جاء فيها أن مصر تناشد الأمم المتحدة دعم الاتحاد الأفريقى فى مفاوضاته الحالية لسد النهضة، لكننا إن لجأنا بشكل مباشر لسد النهضة سيكون لنا اتفاقات واضحة وهى وقف إنشاءات السد للوصول لاتفاق والعودة للوصول لاتفاق ملزم قبل التخزين».

وأكد أن «مصر تجدد الثقة فى الاتحاد الأفريقى رغم ضعف قدراته، لأنه فى عام 2019 كانت مصر رئيس الاتحاد، فإن كانت هناك آلية للضغط كنا استخدمناها فى هذه الفترة، لكننا نعطى الفرصة للاتحاد ونثبت للعالم حسن نيتنا بأنه لا مانع فى السير للمفاوضات مع أى طرف، والأهم لديها هو الوصول لاتفاق».