الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

7 سنوات في عهد السيسي .. مصر تعزز دورها كأكبر وسيط بالشرق الأوسط .. أمريكا تعترف بـ قوة القاهرة .. ماذا فعل الرئيس من أجل فلسطين؟

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي
  • السيسي يعيد لمصر ريادتها ويعزز مكانتها اقليميا ودوليا 
  • بتوجيهات الرئيس .. القاهرة تلعب دور الوسيط الذي لا غنى عنه 
  • أمريكا تعترف بأهمية مصر كحليف وشريك استراتيجي قوي   

لعبت مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي دورًا حيويًا في تأمين وقف إطلاق النار، بعد محادثات ومفاوضات مكثفة مع أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين، وستحقق تلك التطورات الجيوسياسية مكاسب سياسية للقاهرة، كمركز للوساطة يعزز مكانة الدولة إقليميا ودوليا، وتعيد نفوذها من جديد في القضية الفلسطينية، وتدعم علاقاتها بجميع الاطراف

فمنذ بداية الحرب الإسرائيلية المدمرة الأخيرة على قطاع غزة، تبنت مصر نهجًا قويا تمثل في التأكيد بحزم على حقوق الفلسطينيين في اقامة دولتهم. 

السيسي أكبر داعم للقضية الفلسطينية

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، ولا سيما منذ تولي السيسي السلطة في 3 يونيو عام 2014 ، أظهر مصر انخراطًا متزايدًا في جهود الوساطة ودعم القضية الفلسطينية 

وأصدرت وزارة الخارجية، في 7 مايو، بيانًا شديد اللهجة يدين السلطات الإسرائيلية بعد اقتحامها للمسجد الأقصى بالقدس والاعتداء على السكان المحليين والمصلين. 

ودعا البيان إسرائيل إلى وقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى أو الهوية الإسلامية والمسيحية للقدس. 

وأكد أحمد حافظ المتحدث باسم وزارة الخارجية، "رفض مصر التام لأي ممارسات غير قانونية تهدف إلى النيل من الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني الشقيق".

وعلاوة على ذلك، استدعت وزارة الخارجية في 9 مايو، السفيرة الإسرائيلية أميرة أورون، إلى القاهرة للاحتجاج على انتهاكات السلطات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى. 

وبعد يومين ، ألقى سامح شكري وزير الخارجية خطابًا قويًا خلال اجتماع طارئ للجامعة العربية، وصف فيه انتهاكات حقوق الفلسطينيين في القدس بسبب "الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف حقوقهم في الأرض التي ولدوا فيها". 

وأشار شكري إلى أن مصر طلبت من السلطات الإسرائيلية وقف "الممارسات التي تنتهك حرمة المسجد الأقصى ... أو تستهدف عروبة القدس ومقدساتها ، أو تسعى إلى تهجير أهلها ، خاصة في حي الشيخ جراح"

مصر تستعيد دورها 

وتاريخياً، لعبت مصر دور الوسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لا سيما منذ أيام عملية أوسلو في أوائل التسعينيات، وتبلور دور مصر اقليميا على مستوى القضية الاولى لديها ولدى العرب خلال الأحداث الأخيرة، ربما بعد التغيرات الجيوستراتيجية الإقليمية التي حدثت مؤخرا، والتي أدت إلى إعادة تموضع الجهات الفاعلة الإقليمية، بما في ذلك مصر.  

ومنذ تولي الرئيس السيسي تغير وضع القضية الفلسطينية في صدارة اهتمامات الدول العربية والجهات المعنية والاطراف الدولية، بعد أن أكد الرئيس السيسي أمام العالم أن القضية الفلسطينية «تبقى على رأس اهتمامات الدولة المصرية»  في كلمته في 24 سبتمبر 2014 أمام العالم بمقر الامم المتحدة في نيويورك 

واكد الرئيس السيسي، في هذا الحدث، قائلا “لا يزال الفلسطينيون يطمحون لإقامة دولتهم المستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تجسيدا لذات المبادئ التي بُنِيت عليها مسيرة السلام بمبادرة مصرية، منذ سبعينيات القرن الماضي، وهي مبادئ لا تخضع للمساومة، وإلا تآكلت أسس السلام الشامل في المنطقة، وضاعت قيم العدالة والإنسانية”

نفس الهدف الذي أكده الرئيس السيسي في 2014 أكد عليه إبان التصعيد الاخير الذي اندلع بين الفلسطينيين والاسرائيليين مشددا على أن حرمان الفلسطينيين من حقوقهم، أكد أنه لن يكون هناك امان في الشرق الاوسط الا اذا نال الشعب الفلسطيني حقه بإقامة دولته الفلسطينية فسوف يوفر ذلك مدخلاً لاستغلال قضيته لتأجيج أزمات أخرى، ولتحقيق البعض لأغراض خفية، واختلاق المحاور التى تُفَتِتُ النسيج العربي، وفرض الوصاية على الفلسطينيين، بزعم تحقيق تطلعاتهم.

وخلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر 2016، ناشد الرئيس السيسي اسرائيل بالتحرك من أجل السلام، جنبا إلى جنب مع الفلسطينيين، مطالبا بضرورة إيجاد حل حاسم للقضية الفلسطينية، قائلا "لدينا فرصة حقيقية والتجربة المصرية رائعة ومتفردة، ويجب تكرارها مرة أخرى لحل مشكلة الفلسطينيين، وإيجاد دولة لهم بجانب الدولة الإسرائيلية، تحفظ الأمن والأمان»

صفقة القرن

وفي مواجهة ما سمي بـ «صفقة القرن» دعت مصر، في 28 يناير 2020، الفلسطينيين واسرائيل وإلى دراسة متأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام، وفتح قنوات الحوار؛ لاستئناف المفاوضات 

وتتمحور رؤية مصر حول ضرورة التوصل لتسوية القضية الفلسطينية واعادة الحقوق الكاملة للفلسطينيين، وفقاً للشرعية الدولية ومقرراتها.

وفي الأول من فبراير عام 2020، وخلال لقاء الرئيس السيسي  بنظيره الفلسطيني محمود عباس لدى زيارته القاهرة أكد على ثبات موقف مصر تجاه قضية فلسطين والتأكيد على إقامة دولة ذات سيادة مستقلة، وفقاً للشرعية الدولية ومقرراتها 

واكد الرئيس السيسي أنه لا بديل عن المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع؛ من أجل تسوية مستدامة، تضمن الأمن والسلام والاستقرار للفلسطينيين

وأكد سامح شكري، وزير الخارجية،  خلال الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية الذي انعقد علي مستوي وزراء الخارجية في الأول من فبراير عام 2020، موقف مصر وإصرارها على تسوية عادلة تعيد حقوق الشعب الفلسطيني وتقيم دولته على أراضيه على حدود 4 يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية؛ وعلي أساس قرارات الشرعية الدولية وعلي نحو يعيد الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط.

اقدم وسيط واقوى حليف

ومع تصاعد الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة، أكدت مصر التي استطاعت وقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء الحرب التي استمرت 11 يومًا - والتي أسفرت عن مقتل 243 فلسطينيًا و 12 إسرائيليًا - أهميتها كوسيط في أقدم صراع المنطقة وأكثرها استعصاءً، كما أنها أكسبت مصر ثقلا لدى الولايات المتحدة، والتي كسب رئيسها الجمهوري جو بايدن حليفا قويا وهو الرئيس عبدالفتاح السيسي توطدت علاقته معه، بعد ان رأى كيف أن لمصر دور فاعل وريادة حقيقية على مستوى المنطقة، ووسيط مهما.

وذكرت إدارة بايدن بعد المبادرة المصرية الأسباب التي يجب أن تظل من أجلها القاهرة شريكًا مهمًا للولايات المتحدة، وأكد الرئيس الامريكي أن إدارته تتطلع إلى "تعزيز العلاقات الثنائية. . . في ضوء دور مصر المحوري إقليمياً ودولياً وجهودها السياسية الفاعلة في دعم أمن المنطقة واستقرارها وحل أزماتها ".

كما اعرب الرئيس الأمريكي عن شكره لمصر على دبلوماسيتها الناجحة مشددا على أهمية الحوار البناء 

والتقى أنتوني بلينكين، وزير الخارجية الأمريكي، بالرئيس السيسي في القاهرة، في إطار جولة في الشرق الأوسط لتعزيز الهدنة، وأكد أن مصر "شريك حقيقي وفعال" ساعد في إنهاء حرب غزة.

ويبقى اعتراف واشنطن بأهمية القاهرة في وقف العنف مصر في وضع فريد، كأول دولة عربية صاحبة تأثير في العلاقات الدبلوماسية والأمنية مع اسرائيل منذ عقود.

المبادرة المصرية

ولم يقف الرئيس السيسي عند حد في دعم الفلسطينيين سياسيا وحسب، بل أمر بفتح معبر رفح؛ لنقل ذوي الإصابات الحرجة جراء العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين العزل من غزة للعلاج في مستشفيات القاهرة، من خلال فتح معبر رفح.

كما كان لمصر الباع الاكبر في دعم الفلسطينيين واعمار غزة من خلال إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن منح مصر مبلغ 500 مليون دولار في إطار «مبادرة مصرية» لإعادة الإعمار في قطاع غزة، على أن تشارك الشركات المصرية المتخصصة في تنفيذ العملية.

وبتوجيهات الرئيس السيسي تدخل معدات وأطقم هندسية مصرية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري؛ لتساهم في إزالة ركام المنازل المدمرة بفعل الحرب، وإعادة التهيئة لبدء عملية إعادة الإعمار.