الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من أسرار العرق


 

في جسم الإنسان أكثر من 2 مليون غدة عرقية . المعدل اليومى للعرق هو 10 مليليتر لكل  كجم من وزن الجسم، ولكن مع الحر الشديد ربما يصل هذا الى 2500 مليليتر أى  2.5 لتر، أى ما يعادل 2.5 كجم  تقريباً فى ساعه واحده ! يتسبب فقدان الماء من الجسم وعدم تعويضه فى الجفاف فى الصيف،خاصًة أن الماء المفقود يصاحبه  فقدان الأملاح المعدنية الهامة مثل البوتاسيوم والصوديوم مما يؤثر بالسلب على  وظائف الجسم خاصة الكليتين والدماغ والقلب.

التعرق يساعد على التخلص من المعادن الثقيلة مثل الزرنيخ والكادميوم والرصاص والزئبق ،  وهى مسرطنة  و  تضر القلب و الدماغ  والكلى  والمناعة.  لا غرابة فى وجود المعادن الثقيلة فى جسد الإنسان حاليًا ، فهى موجودة في الماء والغذاء وحشو الأسنان ، والسجائر، والانبعاثات الصناعية.تشير الدراسات إلى أن  تركيز الزرنيخ فى العرق قد يكون أكثر 10 مرات من الدم  ، والكادميوم  قد يكون أكثر 25 مرة من الدم، و الرصاص قد يكون أكثر  300 مرة أكثر من الدم، و الزئبق قد يكون أكثر بعض الشيء من الدم.

تعتمد كمية إفرازات العرق على عوامل مختلفة أهمها: درجة حرارة الجو،و الرطوبة النسبية ، و كمية السوائل التي يتناولها الإنسان،و السمنة،و الوراثة،و التوتر ، والقلق ،و الإجهاد ،و التدخين، و زيادة في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية . تحدث زيادة التعرق في  باطن اليد، و الإبطين، و الوجه، و المناطق التناسلية ،و باطن القدم.

بالرغم من أن العرق  هام  لتلطيف درجة حرارة الجسم وتخليصه من المواد الضارة والأملاح ، لكن مع  ارتفاع درجة الحرارة  خاصة صيفًا يعانى البعض من رائحة العرق التى تعتبر مشكلة اجتماعية . هناك 69 مليون إنسان يعانون من التعرق الشديد . تشمل العوامل التي تساعد على تكون رائحة العرق : ارتفاع درجة حرارة الجو، و قلة السوائل فى الجسم ، و ارتفاع الأملاح فى الجسم ، وتناول بعض  الأطعمة كالثوم والبصل  والشطة و الحلبة والمسبكات والأغذية الدسمة ، و مرضى السكر ، و التهابات الجلد خاصة مع الالتهابات الفطرية ، و الحالة النفسية ؛ حيث أن التوتر والقلق يحفز الغدد العرقية .

العرق الليلي  يكون فى صورة  تعرق غزير مع  احمرار الجلد ، و  ارتفاع شديد في حرارة الجسم  أثناء النوم ليلاً ،و  يسبب ابتلال الملابس والفراش، حتى بدون ارتفاع درجة حرارة الجو .  يحدث العرق الليلي  مع قرب انقطاع الطمث، و الحمى الغير مشخصة ، و انخفاض سكر الدم ، و مع بعض الأدوية مثل مخفضات الحرارة كالأسبرين ، و الكورتيزونات  .

يعتبر الجفاف من أكثر المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الفرد خلال موجة حر شديدة، إذ يسبب الصداع و  التشوش والكسل والخمول  و النعاس ومشاكل في التنفس واضطراب في معدل دقات القلب . الأطفال هم أغلب ضحايا الجفاف، و تشمل أعراض إصابة الطفل بالجفاف العطش الشديد ، و قلة كمية البول ، و جفاف اللسان واللعاب والدموع ، وانخفاض مستوى اليافوخ الأمامى ، و فقدان  الجلد لمرونته .

للوقاية من الجفاف يجب تناول السوائل بوفرة ( الحد الأدنى للبالغين 8 أكواب ماء) ،  عدم الانتظار حتى الإحساس بالعطش لأن العطش يحدث بعد فقدان  لتر على الأقل من سوائل الجسم . الأطفال والمسنون  يصلون إلى الجفاف بسرعه لانهم لايستطيعون فى الغالب ترجمة العطش و  مراكز تنظيم درجة حرارة جسد الأطفال  غير كاملة النضج‏ .  

للوقاية من مشاكل العرق ينبغى شرب السوائل بوفرة خاصة الماء وعصائر الفاكهة الطبيعية والأعشاب كالكركدية ، و تناول السلاطة الطازجة يوميًا، و تجنب الأغذية الدسمة والملح الزائد ، و التهوية الجيدة ، و الاستحمام المتكرر باستعمال صابون طبي ،و تنظيف ثنايا الجلد خاصًة مع زيادة الوزن ،و تغيير الملابس الداخلية والجوارب يومياً مرة واحدة على الأقل ، و استبدال الملابس المبللة بالعرق بأخرى جافة. يساعد لبس ملابس بيضاء أو فاتحة اللون قطنية خفيفة واسعة  ومتسعة المسام  على تبخر العرق.  يفضل البعد عن التعرض مباشرة لأشعة الشمس، و الإقلال من مركبات الكافيين كالشاى والقهوة والكولا ، و تجنب البودرة والكريمات بكثرة حتى لا تسد  مسام البشرة وتغلق فتحات الغدد العرقية ، مما يمنع  خروج العرق فيحتبس داخل الجلد مسبباً حمو النيل وهو طفح أحمر مصحوب بحبيبات  وحويصلات مع حكة جلدية خاصة مع الألياف الصناعية . إهمال النظافة العامة، ينشط  الميكروبات التى تفترش الجلد  .

الماء أفضل السوائل لإرواء الجسم والحفاظ على حيوية الأنسجة و كفاءة الجهاز الدورى والجهاز العصبى والمناعة . الماء المثلج خطر إذ يقلل المناعة حيث يبرد الماء المثلج الأغشية المخاطية للجهاز الهضمى والأنف ، و يعسر الهضم حيث  يعطل إفراز العصارات الهاضمة، و يسبب الغازات وتقلص المعدة والأمعاء . الإجهاد الحراري ينتج نتيجة التعرض لحرارة عالية لفترة طويلة من الزمن، تتمثل أعراضه فى  فقدان السوائل من الجسم مصحوبًا بفقدان كلوريد الصوديوم بكميات كبيرة . تشمل أعراض الإجهاد الحراري عرق غزير ، و الشعور بالتعب ،و الدوخة ، والصداع  ،والإغماء .

يجب ممارسة  النشاط البدنى باعتدال، و الحفاظ على برودة الجسم، و تهوية المنزل جيدًا. يمكننا التأقلم على الجو الحار بممارسة الرياضة بانتظام  . ممارسة الرياضة في الجو الحار المقرونة بتناول السوائل أمر ضروري لاكتساب  العديد من المزايا ، فالغدد العرقية تصبح أكثر نشاطًا و يصبح تعبها أقل ، و تبدأ في التعرق في وقت مبكر ، ويصبح التعرق أكثر و بمعدلات أسرع ، مع توزيع أفضل للعرق على الجسم  ، كما يقل محتوى الصوديوم في العرق ، و يصبح تبريد الجسم أفضل، و ارتفاع حرارته أقل ، و تقل معدلات الجفاف ، و يتحسن أداء القلب .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط