قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن من صور الجمال لممارسة التدين في الإسلام ونلتمس محاسن التعبد لله نعجِز عن تعدادها، نجد أن كل طاعة نتقرب بها إلى الله فهي حسن وجمال يحبه الله جل في علاه.
وأوضح «غزاوي» خلالخطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمةً، أنه أعظم ذلك جمالًا في العبد وحُسنا: المحافظة على مباني الإسلام، فالصلاة جمال ونقاء وصفاء؛ فهي الصلة بين العبد وبين ربّه، ومناجاة لخالقه، وإذا أقبل عليها بقلب خاشع أحس بالسكينة والطمأنينة والرّاحة وهي سلوته عند النوائب.
وأفاد بأن الصلاة نور يزيل ظلام الزيغ والباطل، ونور إذ تكسو صاحبها جمالاً وبهاءً وتهذب روحه وتنير قلبه، وهي ماحية لخطايا العبد ومذهبة لذنوبه. كما أنها تربي في النفس دوام مراقبة الله تعالى وخشيتَه واستشعارَ محاسبته، كما أن الزكاة جمال؛ ففيها تطهير للنّفس من الشح والبخل وتعويد على الكرم والبذل الذي هو سبب لانشراح الصدر، وفيها تحقيق معنى التكافل الاجتماعي.
وتابع: والصيام جمال؛ فهو مدرسة تربي الروح وتقوي الإرادة، وبه تصفو النفوس من أكدارها والأبدان من أدرانها، وفيه شعور بحاجة الجائعين والمحرومين، والحجّ إلى بيت الله الحرام جمال؛ فهو ينقي العبد من الخطايا والذنوب، ويهدف إلى سمو الأخلاق وتهذيب النفوس من المثالب والعيوب، وترويضها على مقاومة شهواتها واتصالها بالله خالقها ويدعو إلى اجتماع المسلمين وترابطهم وتقوية أواصر الأخوة بينهم.
وأشار إلى أنه ما أجملَ دينَ الإسلام! فقد أمر بكلّ حَسَن ودعا إلى كل خير وفضيلة ونهى عن كلّ سوء وحذر من كل شرّ ورذيلة وأمر بسائر الآداب ومحاسن الأخلاق مثلِ الصّدق والحلم والأناة والتواضع والحياء والوفاء بالوعد وحفظ السر والرحمة والعدل والشّجاعة والصّبر والألفة والقناعة والعفّة والإحسان والسّماحة والأمانة والشكر على المعروف وكظم الغيظ وبرّ الوالدين وصلة الرّحم.
وأضاف: وإغاثة الملهوف والإحسان إلى الجار وحفظ مال اليتيم ورعايته ورحمة الصغير واحترام الكبير والرّفق بالخدم والحيوانات وإماطة الأذى عن الطريق والكلمة الطيبة والعفو والصّفح عند المقدرة والنصيحة وقضاء حوائج المسلمين وإدخال السرور عليهم وإغاثة الملهوف وإنظار المعسر والإيثار والمواساة والتبسّم وعيادة المريض ونصرة المظلوم والهديّة وإكرام الضّيف ومعاشرة الزوجة بالمعروف وإفشاء السّلام وغيرِها من الآداب والأخلاق التي تضفي جمالا وبهاء على من تحلى بها.