الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حسام: كنت نجار عادي وبقيت فنان

إصرار وعزيمة.. حسام يبدع في صنع الأنتيكات الخشبية رغم بتر في أصابعه.. فيديو

حسام يبدع في صنع
حسام يبدع في صنع الانتيكات الخشبية رغم بتر في أصابعه

لم تمنعه إصابته عن ممارسة ما يحب، حيث ثبتت عزيمته ضد الخوف من الوقوف أمام الماكينات الكهربائية في ورشة والده لمرات متعددة رغم إعاقته ببتر ثلاث عقل من أصابعه على سنوات متفرقة، حيث أثبت الشاب حسام جمال الزيدي قدرته على تصميم أنتيكات خشبية جميلة.

يحكي حسام الزيدي، نجار شاب من قرية بهيدة بمحافظة الدقهلية، تفاصيل قصته في فيديو لموقع «صدى البلد»، قائلاً: «من صغري كنت نجار عادي لكن إصابتي دفعتني إني أكون فنان يصمم أنتيكات خشبية مميزة  يقبل على شراءها أشخاص من داخل مصر وخارجها». 

3 حوادث 

تعرض حسام خريج دبلوم التجارة لثلاثة حوادث في أصابعه على سنوات متفرقة حيث كانت أول حادثة له وهو في عمر الـ 17 عامًا، وثاني حاثة حدثت له بعدما عمله في أحد فنادق مدينة الغردقة في قسم الصيانة بسنتين، وثالث حادثة بعد عمله في الفندق بـ 5 سنوات.

حسام أثناء صنعه أنتيكة خشبية


نقطة التحول

كانت نقطة التحول في حياة حسام هي عمله في أحد الفنادق مدينة الغردقة بعدما انتهى من أداء الخدمة العسكرية لمدة 7 سنوات، وذلك عندما رآه صديق صاحب الفندق، البريطاني الجنسية، وهو يبدع في صنع انتيكات خشبية بسيطة عندما انهى وقت عمله.

ويبين صاحب الـ 28 عاماً إلى أن اهتمام «الخواجة» به وإرشاده إلى أنه بإمكانه صنع أفضل الانتيكات الخشبية كان سبب رئيسياً في الوصول إلى ما هو عليه الآن، فكان أول من شجعه في العمل على تحدى نفسه وأخد خطوة جريئة لصنع أحجام كبيرة من هذا الأنتيكات الخشبية.

«البداية كانت بطيارة».. بهذه الكلمات يشير حسام الزيدي إلى أن صنع طيارة بطول 3 متر كان طلب «الخواجة» الأول منه  حيث بدأ حسام تنفيذها على ماكيت صغير ثم كبير، وأعجب بها «الخواجة»  كثيراً، ثم سافر بعدها إلى بريطانيا لمدة شهر، وعاد إلى الفندق مرة أخرى، وطلب من حسام صنع أنتيكة كبيرة لمركب يوضع فيها أسماك من أجل أن يختار منها الضيف ما يفضله لتناول الطعام.

صعوبات تواجهه

ساعات طويلة يقضيها حسام في صنع أنتيكاته من أخشاب ذات جودة عالية وفضلات الأخشاب في البداية أيضاً، حيث يأتى بهذه القطع الخشبية ثم يرسم عليها، ومن ثمّ يضعها تحت المنشار الكهربائي، وتباعًا تمر أنتيكته على باقي المراحل حتي يصل بها إلى الشكل النهائي ثم يقوم بلتوينها لتصبح جاهزة للبيع. 

«كاميرات وطائرات وعربات حربية مختلفة».. هي أبرز الانتيكات الخشبية التي يصنعها حسام الزيدي، إضافة إلى ذلك تمكنه من صنع أنتيكات مكتبية، وخزن حديدية تعود إلى فترة الاحتلال الإنجليزي إضافة أيضاً إلى مصغرات خشبية للأدوات الموسيقية كالعود والجيتار والباينو. 

حرص حسام الزيدي على إتقان التفاصيل الدقيقة في انتيكاته الخشبية، وكل أعماله كانت سببًا رئيسياً في حصوله على جائزة الموظف المثالي لمدة 6 مرات متتالية من عمله بالفندق، وهو ما كان سبب كبيرًا في سعادته.

أما عن الصعوبات التي يواجهها حسام بسبب إصابته، فيشير: «ناس كتير ممكن تفتكر إنه صنع مثل هذه الأنتيكات أمر سهل، لكن في الحقيقة صعب شويتن، أنا لو اتصبيت في صوابعي السليمة لن أتوجع بشكل كبير، لكن لو اتخبطت في صوابعي المصابة سأشعر بألم كبير». 

حسام أثناء صنعه خزنة ذات طراز بريطاني 

ويلفت حسام إلى أنه اختلفت الأمور بعد تفشي فيروس كورونا أيضًا، فبعدما كانت أنتيكاته الخشبية تذهب بالطلب إلى الدول العربية كالكويت والسعودية، وفي بعض الأحيان إلى دول أوروبية كأمريكا، أصبح البيع مقتصرًا على السوق المحلي فقط. 

الوصول للعالمية 

يعتبر الداعم الأكبر لحسام في حياته هو والده الذي يشجعه ويدعمه بشكل دائم، مختتمًا: «أحب أشكر والدي جدًا وأخواتي من بعده والخواجة اللي عزز فيه الموهبة، وأقول لكل شاب ممكن يكون في وضع مشابه ليه، لا تحبط مهما كانت إعاقتك، وحاول أن تجد عملًا فيما يناسبك قدراتك، وخطط دائمًا أن تصل للعالمية». 

مصغرات خشبية لأدوات موسيقية من صنع يدي حسام