الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يجوز صلاة الجنازة بعد الدفن لمن فاتته ؟.. البحوث الإسلامية يجيب

صلاة الجنازة
صلاة الجنازة

 هل يجوز صلاة الجنازة بعد الدفن لمن فاتته ؟ ..  ذكر مجمع البحوث الإسلامية أن من فاتته صلاة الجنازة؛ يصح له أن يصليها في المقبرة، والأولى أن يصلوا عليه قبل الدفن؛ لأنه إذا أمكن أن يصلوا على الجنازة حاضرة بين أيديهم كان هذا هو الواجب لكن لو جاءوا بعد الدفن، فإنهم يصلون على القبر؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على القبر".

 

واستشهد المجمع على صفحته الرسمية على "فيس بوك"، ردًا على سؤال: فاتتني صلاة الجنازة وأريد أن أصليها فماذا أفعل؟ بما رواه الإمام ابن ماجه في سننه عن أبي سعيد قال: "كانت سوداء تقمّ المسجد، فتوفيت ليلًا، فلما أصبح رسول الله صلي الله عليه وسلم أخبر موتها، فقال: " ألا آذنتموني بها؟" فخرج بأصحابه فوقف علي قبرها فكبّر عليها، والناس من خلفه ودعا لها ثم انصرف".

 

وأشار مجمع البحوث الإسلامية إلى أنه في حالة أدرك المأموم صلاة الجنازة قبل دفنها، وفاتته بعض التكبيرات، فإنه يدخل مع الإمام وتكون التكبيرة التي أدركها مع الإمام هي الأُولى بالنسبة له، ثم يتم صلاته بعد الإمام.

كيفية صلاة الجنازة 

 

قال الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن صلاة الجنازة فرض كفاية إذا فعلها البعض سقطت عن الباقين الذين لم يصلوها على الميت، وتكون عبارة عن أربع تكبيرات.

 

وأوضح «شلبي»، في إجابته عن سؤال: «ما كيفية الصلاة على الجنازة»، أن يكبر المصلي التكبيرة الأولى ويستفتح ويقرأ الفاتحة، ثم يكبر الثانية ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة الإبراهيمية التي نقرؤها في الصلاة التشهد، ثم يكبر الثالثة ويجتهد في الدعاء للميت بالمغفرة ورفع الدرجات وأن يبدله الله خيرًا من أهله وأن يخلفه في أهله بخير، ثم يكبر الرابعة ويدعو لجميع المسلمين أحياء وأمواتًا.

 

ذكر العلماء أسبابا كثيرة لصلاة الصحابة الجنازة على النبي صلى الله عليه وسلم فرادى، منها:

 

1- قال بعض أهل العلم إن الصحابة صلوا فردى على النبي بسبب وصيته صلى الله عليه وسلم لهم بالصلاة عليه فرادى، ولكن ذلك لم يثبت بإسناد صحيح، وإنما ورد في بعض الأحاديث الضعيفة.

2- صلى الصحابة فرادى على النبي بسبب التنافس الشديد بينهم لتحصيل هذه الفضيلة – وهي إمامة الناس في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم– محبة منهم له، التي لا يناسبها الإيثار والمسامحة، وإنما التنافس والمشاححة على هذا القرب منه صلى الله عليه وسلم في آخر موقف له بينهم في الدنيا، خاصة وأن أمر الخلافة والإمامة لم يكن استقر بعد، ولم يُعرف مَن هو الذي سيتولى أمر المسلمين كي يتقدم في إمامة الصلاة، فحرص الصحابة على وحدة صف المسلمين، وانتظار اجتماع كلمتهم على أحدهم يكون هو الإمام المقتدى به، فقد كان الخليفة هو الذي يتقدم المسلمين في الصلوات.


يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه:
" صلى الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرادا لا يؤمهم أحد، وذلك لعظم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنافسهم في أن لا يتولى الإمامة في الصلاة عليه واحد".

ويقول الإمام الرملي رحمه الله – بعد أن نقل كلام الإمام الشافعي رحمه الله:
" لأنه لم يكن قد تعين إمام يؤم القوم، فلو تقدم واحد في الصلاة لصار مقدما في كل شيء، وتعين للخلافة ".

3- تنافس الصحابة رضوان الله عليهم في تحصيل البركة من صلاة الجنازة على النبي على وجه الانفراد والخصوصية دون أن يكون أحد منهم تابعا لإمام، فلم يكن أحد يقبل أن يتوسط بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم شخص في الصلاة لنيل الأجر والبركة.
يقول الإمام القرطبي رحمه الله:
" أرادوا أن يأخذ كل أحد بركته مخصوصا دون أن يكون فيها تابعا لغيره".