EN
فى ليلة أقل ما يقال عنها أنها ليلة رائعة، قدم النجم محمد ثروت حفله الغنائى على خشبة مسرح النافورة في دار الأوبرا المصرية، وهو الحفل الذى تزامن مع ذكرى ميلاد العندليب عبدالحليم حافظ ورحيل الموسيقار محمد الموجى.
فكانت ليلة فنية متميزة أولا لأنها فى ذكرى اثنين من الفنانين من أعظم من أنجبت مصر حليم والموجى، وثانيا لأن المطرب محمد ثروت هو نجم الحفل، وأيضا وجود المتميز المايسترو يحيى الموجى.
النجم محمد ثروت أعادنا فى الحفل إلى زمن الطرب الأصيل، فى دقائق شعر الجمهور أنه فى حضرة عصر الفن الجميل، عصر حليم وفريد وعبد الوهاب وأم كلثوم، كلمات أنيقة وموسيقى تلمس الروح وصوت ثروت الدافئ وحضوره على المسرح وموهبته التى لا يختلف عليها اثنان وخبرته الفنيه التى جعلته يعرف تماما أن الجمهور يستقبل كل فن جميل وأنه ليس صحيحا على الإطلاق أن ما يُقدم من أغانى هابطه سببها الجمهور وأن الفن الجيد يفرض نفسه ويكون له البقاء وخير دليل أن جمهور ثروت فى هذه الليلة كان كبارا وشبابا وصغارا أيضا جميعهم يتفاعل مع ثروت جميعهم يحفظون أغانى حليم ويرددوها وهو الذى رحل عنا منذ زمن بعيد وبقى فنه.
يُحسب للفنان محمد ثروت محاولاته الدائمة للحفاظ على الفن والموسيقى الأصيلة وإعادة تقديمها بشكل يلائم العصر فقدم أغنيته الناجحة " يامستعجل فراقى"، وقبلها قدم مبادرة مناجاة التى أعاد فيها تقديم الإنشاد الدينى، بالإضافة إلى حفلاته التى يعتبرها الجمهور فرصة حقيقية للاستمتاع بالفن الحقيقى.
ويؤخذ على ثروت وعلى كبار النجوم من أصحاب الموهبة الحقيقية غيابهم أوقات طويلة عن الساحة مما يترك مساحه لمن يقدمون أعمالا هابطة تفسد ذوق الشباب وتؤثر على اهتماماتهم وأخلاقهم، فالفن هو القوة الناعمة والمؤثرة فى الوعى والوجدان وهو رسالة ومسئولية ملقاه على عاتق هؤلاء الفنانين الكبار مثل ثروت، أتمنى أن يقدموا لنا فى الفترة القادمة المزيد من إبداعاتهم.
وبالطبع يُحسب ل دار الأوبرا تقديمها مثل هذه الحفلات الرائعة ل كبار النجوم، وأيضا لشباب الفنانين من أصحاب المواهب الحقيقية، والإبداع والتميز.
