الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فى ذكرى رحيل عمر الشريف.. قصة دخوله السجن بسبب لورانس العرب

فيلم لورانس العرب
فيلم لورانس العرب

يحل اليوم ذكرى رحيل الفنان العالمى عمر الشريف والذى قدم عديد من الاعمال الفنية التى تظل علامة فى تاريخ السينما المصرية والعالمية. 

وكان للنجم العالمى عمر الشريف قصة طريفة مع فيلمه العالمى لورانس العرب وهو ما نرصده فى السطور التالية. 

صرح النجم العالمى الراحل عمر الشريف فى حوار إذاعى قديم لإذاعة مونت كارلو نقلته مجلة «جديد مونت كارلو» التى كانت تصدر فى منتصف ثمانينات القرن الماضي، قصة دخوله السجن عام 1962 قبل افتتاح العرض الخاص لفيلمه الشهير “لورنس العرب”.

واضاف عمر الشريف : بمنتهى الصراحة لم يكن ممكنا أن أصدق ذلك أبدا، أن أذهب إلى هوليود ثم أمضى ليلتى الأولى فى السجن! لم يكن هذا منطقيا، خصوصا إذا لم تكن قد ارتكبت أى خطأ، لقد هبطت إلى هوليود بآمال كبيرة من أجل نجاح جديد، بعد أن انتهيت من فيلم « لورنس العرب» مع النجم بيتر أوتول.

قصة دخول السجن 

وقصة دخولى السجن ترجع إلى عام 1962 فى أحد أيام شهر ديسمبر، كنا قد ذهبنا أنا وأوتول لنحضرحفل الافتتاح العالمى لفيلم « لورنس العرب» تلك الليلة التى حلمنا بها على مدى عامين هما مدة تصوير الفيلم، وفى اتجاهنا إلى شارع « صن ست» مررنا بمسرح صغير حيث كان صديقنا الفنان « لينى بروس» يقدم هناك عرضا، وعلاقة بروس برجال الشرطة جعلته مشهورا تماما كما هو مشهور كفنان موهوب، دخلنا المسرح أكان ذلك لحب الاستطلاع؟ أكنا نبحث عن شىء مثير؟ لا تسألنى ولكننا أحببنا العرض كثيرا لدرجة أنه عندما نزلت الستارة اندفعنا إلى خلف المسرح وسألنا أين لينى بروس؟ وأخذناه بالأحضان وقلنا له إننا استمتعنا بالعرض، ودعوناه للجلوس معنا فى أحد المقاهى الشهيرة، وبالفعل جلسنا نضحك ونتذكر أنا وأتول مفارقات وطرائف التصوير فى فيلم « لورنس العرب».

وفى الساعة الواحدة صباحا نهض لينى واقفا وقال: يجب أن أذهب إلى مكان ما لمدة نصف ساعة فهل تنتظرانى هنا أم تأتيان معي؟ ففضلنا أن نذهب معه، وبصعوبة وصلنا إلى شقته، ومباشرة أخرج حقنة ملأها بسائل شفاف وغرس الأبرة فى عرق يده اليسري، وبدأت الحقنة تحدث تأثيرها ببطء، وعندما كانت الأبرة ما تزال فى ذراعه، فجأة دق صوت جرس الباب ففتح بيتر الباب، ودخل رجال البوليس وقبضوا علينا، جدية الموقف أعادت إلينا بعض ما فقدناه بتأثير الشرب، وأن يقبض علينا بمخدرات معناه ترحيلنا من أمريكا وإحباط كل خططنا، حاولت أن أتخلص من ذلك شارحا لرجال البوليس أننا حضرنا لمجرد أن نشرب شيئا مع ليني، على عكسى كان بيتر أو تول عنيفا مع البوليس، دبلوماسيتى كانت بلا تأثير، وحوالى الساعة الرابعة صباحا وجدنا أنفسنا فى قسم البوليس، وفتشونا تماما ولم يكن هناك شىء غير عادى فى جيوبى أو جيوب لينى بروس، لكنهم وجدوا أقراص فى جيوب بيتر أو تول فسألوه ما هذه الأقراص فرد بيتر بسخرية وبصوت عال هذه أقراص مورفين عليكم اللعنة! ورغم أنها كانت أقراص منومة يستعملها بإستمرار، لكن إجابته كانت تعنى نهايتنا !

وفجأة طرأت فكرة فى ذهنى فسألت رجال البوليس هل أستطيع استعمال التليفون؟ وطلبت فندق بيفرلى هيلز حيث كان سام سبيجل منتج فيلم « لورنس» يقيم هناك وطلبت حجرته، فردوا أنه نائم ولا يريد أحد أن يزعجه، وبعد إلحاح من جنبى وبعد أن قلت لهم إننى بطل فيلمه الذى سيفتتح اليوم اوصلونى بحجرته، وسمعت صوته النائم يقول: ما هذا؟ كيف تجرؤ على إيقاظى هذه اللحظة؟ فدخلت فى الموضوع مباشرة ، وفجأة سمعت صوته صارخا وقد إستيقظ تماما : فى السجن لماذا؟! ماذا فعلتما؟ فرددت عليه: لقد قبضوا علينا مع لينى بروس بتهمة المخدرات، وعندما سمع سام هذه الجملة كاد يغمى عليه فقد كان أنفق على فيلمه 14 مليون دولار، وأن يلقى بنجمى فيلمه « بيتر والشريف» فى السجن فهذه مصيبة ستؤثر على عرض وتوزيع الفيلم.

وبعد نصف ساعة وصل سام إلى قسم البوليس ومعه ستة محامين كبرياؤهم كان مخيفا يرتدون قبعات عالية ويمسكون بحقائب جلدية فاخرة، ودخلوا مباشرة لاجتماع كبير مع رجال البوليس، خيل إلينا أن هذا الاجتماع سوف يستمر إلى مالانهاية، ثم أخيرا فتح أحد رجال البوليس الباب وأشار إلينا « بيتر وأنا» وقال: « أنتما الإثنان يمكن أن تخرجا، لكن بيتر اندفع بسرعة ماذا ؟ ونترك لين هنا فى هذه الحالة لن أغادر المكان وسأظل معه، فصاح فيه سام سبيجل: لا تكن أحمق بروس له سجل هنا فى البوليس، ولذلك لا يستطيعون أن يطلقوا سراحه ببساطة هكذا، فقال بيتر: هذا لا يعنينى سأبقى معه، وبدأت مناقشات طويلة واجتماعات استمرت حتى الساعة التاسعة صباحا وأخيرا أفرجوا عنا نحن الثلاثة، وأصر سام أن يحجز لنا فى الفندق الذى يقيم فيه وأن يشرف بنفسه على دخول كل واحد منا إلى غرفته للنوم استعدادا لحفل الافتتاح بالليل.

وفى حفل الافتتاح دخلنا أنا وبيتر ولين وسام إلى قاعة السينما المضيئة من الخارج، وفى الميدان اضاءة لا حد لها، وفجأة وجدت أمامى نجوم كنت أحلم بنجوميتهم وكانوا المثل الأعلى لى من هؤلاء النجوم إليزيبث تايلور، شيرلى ماكلين، ريتشارد بيرتون، جريجورى بيك، وغيرهم، لكنهم تجاهلونى ولم يهتم أحد بي، وأقبلوا على المنتج يباركون له، ومرت الساعات الأربع مدة عرض الفيلم بالنسبة لى ببطء شديد، كأنهم أربع سنين، لأننى كنت منتظرا رأى ورد فعل النجوم ضيوف حفل الافتتاح، وعندما أضيئت الصالة أقبل على ريتشارد بيرتون وإليزابيث وغيرهما من النجوم وأشادوا بموهبتى وبحبهم لمصر، ومن هنا بدأت نجوميتى العالمية.