الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احذروا مراكز الموت!


لم تكن واقعة غرق شقيق الفنان رامي صبري بترعة المريوطية أثناء هروبه من إحدى مصحات علاج الإدمان حادثة بمحض الصدفة، لكنها إرادة المولى عز وجل لكشف المسكوت عنه في مراكز بير السلم لعلاج الإدمان!.. 
فالحكاية يا سادة معادة ومكررة،.. شاب في مقتبل العمر يقع فريسة لتلك الكارثة المدمرة المسماة "مخدرات"،.. فتحاول عائلته بكل ما تملك من حب وأموال إنقاذه وإعادته لذاته.. ولأن الخوف من القيل والقال على ضحية الإدمان لا يزال يحكم مجتمعنا، فتلجأ كثير من الأسر لعلاج مصابهم في أحد المراكز المتخصصة بمكان نائي بعيد، وكلهم أمل ورجاء أن يتعافى أبنهم من الإدمان.. غافلين أو متغافلين عن مدى صلاحية هذا المركز للقيام بتلك المهمة الصعبة وفقاً للمعايير العلاجية اللازمة،.. وهو الأمر الذي لا يمكن أنا أو أنت أو نحن معرفته أو الجزم به، أنما يسهل علينا التأكد منه لو بذل أهالي المدمن قليل من الجهد وتوجهوا إلى المجلس القومي للصحة النفسية والعلاج الحر للسؤال عن هذا المركز أو ذاك لو كان مرخص أم لا قبل إيداع أبنهم فيه!.. 
فحكاوي مراكز الإدمان غير المرخصة عديدة ومؤلمة بل ويقشعر لها الجبين، فيكفي ما تطلعنا عليه صفحات الحوادث من انتهاكات وصلت حد أن أطلق عليها بعض الناجين منها "سلخانات التعذيب".. والسبب ببساطة أن المسئولين عنها غير مؤهلين ما أدى لموت بعض الباحثين عن علاج فيها بالحبس أو الكي وأحياناً  بصعقة كهرباء، وكلها تفاصيل سبق ونشرت في قضايا مماثلة .. والغريب أن الكشف عن معتقلات الإدمان يتم غالباً ببلاغ من أسرة أحد ضحاياها أو من سكان المنطقة اللذين يهرعون من أصوات الصراخ وكأنها بيوت أشباح.. فغالبية هذه المراكز كائنة بفيلات في المدن الجديدة أو المناطق الزراعية ك"ابو النمرس" وغيره..
ورغم الحملات المستمرة التي تقوم بها الجهات المعنية لغلق هذه المراكز إلا أن يوم تلو أخر تفتح مراكز جديدة وضحاياها شباب ورجال وأحيانا إناث من مختلف الأعمار.. ويا عالم كم من المدمنين سيدفع حياته ثمناً للعلاج فيها؟!.. وذلك بعد أن وصلت نسب تعاطي المخدرات  في مصر إلى  5.9%، ونسبة الإدمان إلى 2.3% وذلك مقارنة بالنسبة العالمية التي بلغت 5.3% على حد ما كشفت عنه وزارة التضامن في شهر فبراير الماضي من خلال عينات مسح على 30ألف أسرة من الشريحة العمرية بين 12 و60عام من كافة المحافظات المصرية..
باختصار،.. القضاء على مراكز الإدمان غير المرخصة ليس مسئولية الدولة فقط بل مسئولية كل أسرة  تريد علاج فعال لأبنهم أو أبنتهم، فلو وضعوا كلام الناس جانباً ولجئوا إلى الخط الساخن لعلاج الإدمان والمراكز التابعة له، أو حتى تأكدوا من  صحة ترخيص المركز المراد إدخال مريضهم فيه لوفروا على أنفسهم وأبنائهم مخاطر لا تعد ولا تحصى..     
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط